واستقينا جميع ما فيها، يقال: نزحت البير، ونزحت هي، ونزح ماؤها سواء.
[(ن ز ر)]
قوله: نزرت رسول الله ﷺ بتخفيف الزاي أي: ألْححت عليه، وقال مالك: راجعته. وقال ابن وهب أي: أكرهته أي: أتيته بما يكره من سؤالك، وقد رويناها عن شيوخنا في هذه الأصول بالوجهين، بالتخفيف والتثقيل في الزاي، والوجه والمعروف التخفيف. قال أبو ذر الهروي: سألت عنه من لقيت أربعين سنة فما قرأته قط إلا بالتخفيف، وكذا قاله ثعلب، وأهل اللغة، وبالتشديد ضبطها الأصيلي، وهو على المبالغة في ذلك.
[(ن ز ل)]
قوله: في أهل الجنة ما نُزُلهم: بضم الزاي والنون، ونزلًا لأهل الجنة أي: ما طعامهم الذي ينزلون عليه لأول ورودهم، يقال: أعددت لفلان نُزُلًا.
وقوله: في حديث جابر، في الحج: حتى أتى عرفة. إلى قوله. فنزل بها. قال صاحب الأفعال: نزل القوم بمنى: صاروا فيها أيام الحج، ولا يقال للحاج نازلين إلا إذا كانوا بمنى، وهي تسمى المنازل، فانظره مع ما جاء في هذا الحديث وشبهه.
وقوله: ينزل ربنا ﵎ كل ليلة، روي ابن حبيب، عن مالك: ينزل أمره ونهيه، وأما هو تعالى فدائم لا يزول. وقاله غيره، واعترض بعضهم على هذا، بأن أمره ينزل في
كل حين، فلا يختص بوقت دون وقت وهذا لا يلزم، لأن الذي يختص نزول أمره به هذا الوقت، هو ما اقترن بهذا القول: هل من سَائِل؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ الحديث، وأمره ينزل أبدًا من غير هذه القرينة، وقيل: هو مجاز أي: يبسط رحمته. وقيل: هو عبارة عن بسط رحمته، وقرب إجابته.
وقوله: لما نزلت برسول الله ﷺ يريد المنية، ويروى نزل أي: نزل الملك لقبض روحه.
وقوله: في حديث قتيبة، في السير إلى الجمعة فالأول مثل الجزور، ثم نزلهم حتى صيرهم إلى البيضة بتشديد الزاي أي: طبقهم وأنزلهم مراتب في الأجر، ويحتمل أنه خفض من درجاتهم في الآخرة، ويكون نزل أيضًا بمعنى قدر، ويصح هذا أي: قدر أجورهم بما مثل به. قال الجياني: نزل فلان غيره قدر له المنازل، وقالوا في الحديث الآخر، في حديث الخوارج: فنزلني زيد منزلًا حتى مررنا بقنطرة، والأشبه أن يكون هنا مر بي منزلًا.
[(ن ز ع)]
وقوله: رأيتني أنزع على قليب أي: أستقي باليد منه، ونزعنا سجلًا أو سجلين، ونزع ذنوبًا أو ذنوبين، يقال: نزع ينزع: بفتحها في الماضي، وكسرها في المستقبل، وأصل فعل إذا كان عينه أو لامه حرف حلق، أن يكون مستقبله كذلك مفتوحًا، ولم يأتِ في المستقبل مكسورًا إلا ينزع ويهنئ. ومنه: فنزعت بموقها في حديث الكلب أي: استقت به الماء، ومن رواه: نزعت موقها أي: أزالته من رجلها فاستقت به، ومنه: وانزعوا يا بني عبد المطلب، ولنزعت معكم، ولم أر عبقريًا ينزع نزعه كله، من ذلك قوله: ولا ينزع هذا العلم ولا ينتزعه انتزاعًا، أي: لا يزيله من أهله بمحوه من صدورهم، ولكن بموت عالميه، ومنه: لا تنزعوا القميص أي: لا تزيلوه.
وقوله: نزع الولد مفعولًا وفاعلًا، ولعل عرقًا نزعه أي: جذبه إلى الشبه بمن خرج شبيهًا له. يقال: نزع أهله إليه ونزع إليهم.
وقوله: قبل أن ينزع إلى أهله أي: يحنّ إليهم وينتمي لهم، ومنه: ينزع الولد لأبيه
وأمه أي: يشبه أحدهما، وهل نزعك غيره؟ أي: جاء بك غير الحج، وجذبك إلى السفر.
وقوله: وَكَانَ رَامِيًا شديدًا النزع: بفتح النون وسكون الزاي أي: شديد جذب الوتر للرمي، وكل هذا ماضيه: بفتح الزاي.
وقوله: في دين جابر: انزعوه ذكرناه، والخلاف فيه في باب التاء والراء، ومنه: فنزعت له بسهم، وفي حديث: من أشار إلى أخيه بحديدة أو بالسلاح فلعل الشيطان ينزع في يده. قيل: يرمي كأنه يرفع يده ويخفف إشارته مخرج الإشارة من غيره، كذا رويناه: بالعين المهملة