الشكر والحمد بمعنى، لكن الحمد أعم، فكل شاكر حامد، وليس كل حامد شاكرًا. قال بعضهم: الشكر بالقلب وهو التسليم. قال الله تعالى ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: ٥٣] وباللسان وهو الاعتراف قال الله تعالى وأما بنعمة ربك فحدّث وشكر العمل هو الدوام على طاعة الله قال الله تعالى ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ: ١٣] وقال ﵇. وقد عوتب في كثرة العمل وإتعاب نفسه - أفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ والشكور: بالضم المصدر، ويكون جمع شكور.
[(ش ك ك)]
قوله: فشكت عليها ثيابها أي: جمعت أطرافها لتستر، وخللت عليها بعيدان وشوك ونحوهما، يقال: شككته بالرمح إذا نظمته به.
وقوله: شاكي السلاح أي: جامع لها
يقال: شائك وشاك، إذا جمع عليه سلاحه، والشكة السلاح التام: بكسر الشين، وسلاح شاك: بالضم، وفي المصنف: الشاك: اللابس السلاح التام، والشاكي والشائك ذو الشوكة والحد في سلاحه.
وقوله: نحن أحق بالشك من إبراهيم، ليس على ظاهره، وإثبات الشك لهما، بل هو نفي الشك عنهما أي: أنه لم يشك ونحن كذلك. وقيل ذلك على سبيل التواضع أنه لم يشك، ولو شك لكنت أولى بالشك إعظامًا لإبراهيم وتنزيهًا له عن الشك، وتواضعًا منه ﵇، كأنه قال: أنا لا أشك فكيف إبراهيم؟ وقيل: قال ذلك جوابًا لقوم قالوا: شك إبراهيم، ولم يشك نبينا محمد ﷺ، فقال: هذا على سبيل التنزيه له، والتعظيم على ما تقدم.
[(ش ك ل)]
قوله: في صفته ﵇: أشكل العينين هي حمرة في بياضهما، وتسمى الشكلة والسحرة أيضًا: بالضم، وقد جاء تفسيره في كتاب مسلم بوهم، نذكره بعد، وكره الشكال في الخيل. جاء تفسيره في الحديث: أن يكون في رجله اليمنى، ويده اليسرى بياض أو في يده اليمنى، ورجله اليسرى. وقال أبو عبيد: هو أن يكون ثلاث قوائم منه مطلقة، وواحدة محجلة، أو ثلاث قوائم محجلة وواحد مطلق. قال: ولا يكون الشكال إلا في الرجل، تكون هي المطلقة أو المحجلة أخذًا من الشكال، لأنه كذلك يكون. وقال ابن دريد: الشكال: أن يكون تحجيله في يد ورجل من شق واحد، فإن تخالفا قيل: شكال مخالف، وذكر المطرزي فيه ستة أقوال غير هذه. قيل: هو بياض اليد اليمنى والرجل اليمني، وقيل: هو بياض اليد اليسرى، والرجل اليسرى، وقيل: بياض اليدين، وقيل: بياض الرجلين، ويد واحدة وقيل: بياض اليدين، ورجل واحدة. وقول البخاري في التفسير: الشكلة: بكسر الكاف في وصف النساء هي الغزلة والشكل: بالسكر الدال، يقال: إنها لحسنة الشكل، وذات دل، وذات شكل، والشكل: بالفتح المثل، والشكل أيضًا المذهب والنحو، وكذلك الشاكلة.
[(ش ك و)]
قوله: في شكواه الذي قبض فيه، وعند الأصيلي في شكوه، ولغيره، شكوته وما لابن أخيك يشكوك.
وقوله: وهو شاك أي: مريض: واشتكى سعد شكوى مقصور، ونظر في المرآة لشكوى أصابته، ويروى: لشكو. يقال: شكوى منون أيضًا، وتشتكي عينها الشكاة والشكوى مقصور، والشكوى: المرض. يقال: شكى يشكو واشتكى شكاية وشكاوة وشكوًا، وشكوى. قال أبو علي: التنوين رديء جدًا. وقال ابن دريد: الشكو مصدر شكوته.
وقوله: يكثرون الشكاة، وشكت ما تلقى من الرحى، هو من التشكي بالقول، وهو من الشكوى أيضًا يقال: منه شكى واشتكى. قال الله تعالى ﴿وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١] ومنه: شكونا إلى رسول الله ﷺ حر الرمضاء، فلم يشكنا أي: حرها في أقدامهم لبعدهم عن المسجد، ليعذرهم بذلك عن التخلف عن صلاة الظهر جماعة، أو يؤخروها إلى آخر النهار، فلم يشكهم أي: فلم يجبهم إلى ذلك. وقيل: لم يحوجنا إلى الشكوى بعد رفعه الحرج عنا. يقال: اشكيت فلانًا: لجأته إلى الشكاية واشتكيته أيضًا: نزعت عن إشكائه