دابته، وقال غيره: ابدعت الركاب، إذا كلّت وعطبت، وقيل: لا يكون ذلك إلا بظلع، وأُبْدِعَتْ به راحلته [إذا ظلعت] وقد رواه العذري بغير همزة وتشديد الدال والمعروف رواية غيره كما ذكرناه.
وفي الحديث الآخر: كيف أصنع بما أُبْدِعَ عَليَّ منها بضم الهمزة وفي الآخر: فعيي بشأنها إن أُبَدِعَت. كذلك بضم الهمزة على ما تقدم، وكان في أصل ابن عيسى من رواية ابن الحذّاء: أَبدعت: بفتحها والمعروف ما تقدم، وقيل: كل من عطبت به راحلته وانقطع فقد أُبْدِعَ به.
وقوله: نعمت البدعة هذه. كل ما أُحدِث بعد النبي ﷺ فهو بدعة، والبدعة فعل ما لم يسبق إليه، فما وافق أصلاً من السنة يقاس عليها فهو محمود، وما خالف أصول السنن فهو ضلالة، ومنه قوله: كل بدعة ضلالة.
[(ب د و)]
قوله: أُذِنَ لي في البدو: بفتح الباء، وأنا رجل من أهل البدو، وذكر البادية: غير مهموز كله: بدا الرجل. يبدو بدواً، إذا خرج إلى البادية ونزلها، والاسم: البِدَاوة. بفتح الباء وكسرها، هذا كلام أكثر العرب غير مهموز، وقد حكي: بدأ بالهمز يبدؤا في ذلك. وقوله: ثم يدعو بما بدا له. أي ظهر، ومثله قوله: ثم بدا لي ألا أتزوج. و: ثم بدا لإبراهيم. كله مقصور، وكذلك، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجداً.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في حديث أقرع وأبرص وأعمى: بدأ
الله أن يبتليهم. كذا ضبطناه على متقني شيوخنا مهموزاً، أي ابتدأ الله ابتلاءهم، يقال: بدأ يبدأ وابتدأ وابدأ لغة أيضاً، وكثير من شيوخ المحدثين ورواة البخاري يروونه: بدا مقصوراً وهو خطأ لأنه من البدأ، وهو الظهور للشيء بعد أن لم يكن ظهر قبل، وذلك لا يجوز على الله تعالى إذ هو المحيط علماً بما كان وما لم يكن، كيف يكون، لا يخفى عليه شيء في الأرض. إلا أن يراد باللفظة هنا معنى أراد على تجوز في اللفظ، وقد جاء في رواية مسلم أراد الله أن يبتليهم. وأما قوله في حديث عثمان بدا لي ألا أتزوج، فهذا بمعنى ظهر لي ما لم يظهر، وهذا يليق بالبشر وأن يرى رأياً بعد أن لم يره، والاسم منه البدأ يمد ويقصر والمد أكثر. وقوله: فأُتِيَ ببدر فيه خَضِرَاتٌ من بُقول.
وفي رواية: فيه بقل. كذا هي الرواية الصحيحة بدر بالباء والدال، أي بطبق. وكذا رواه أحمد ابن صالح عن ابن وهب في حديثه وفسره بما تقدم، وذكر البخاري أيضاً أن ابن عفير قاله عن ابن وهب: بقدر. بالقاف، وذكر غيره مثله عن أبي الطاهر وحرملة عنه، والأول الصواب.
قوله: خرجت بفرس طلحة أبديه. كذا رواه بالباء بعضهم عن ابن الحذّاء، وكذا قاله ابن قتيبة، أي أخرجه إلى البدو وأبرزه إلى موضع الكلاء، وكل شيء أظهرته فقد أبديته، ورواه سائرهم: أندّيه، بالنون والدال مشددة، وهو قول أبي عبيد وهو أن تورد الماشية الماء فتبقى قليلاً، ثم ترد إلى الرعي ساعة ثم ترد إلى الماء.
وقوله: في حديث جابر: فنحر ثلاثاً وستين بَدَنة. كذا لابن ماهان بالنون، ولغيره: بيده بالياء والأول الصواب، وبقية الحديث يدل عليه وإن كانا صحيحي المعنى.
وفي باب من لبس جبة ضيقة الكمين فأخرج يده من تحت بدنه. كذا لهم، والبدن درع قصيرة عند أهل اللغة، والمراد بها هنا غيرها من الثياب، كما جاء عند ابن السكن من تحت جبته.
في غزوة بدر قول البراء: استُصْغِرتُ أنا وابن عمر يوم بدر. كذا جاء هنا، وفي رواية ابن نافع عن ابن عمر: أنه عرض يوم أحد فلم يجز. قال القابسي: هذا الصواب وإخباره عن نفسه أبين من حكاية البراء عنه. وفي كتاب الحيل: لقد كدت أن أباديه.
بالباء وقد ذكرناه، وعند النسفي وأبي الهيثم: أناديه: