للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استفعلت من ذلك.

[(ق ر ب)]

قوله: القراب وما فيه قراب السيف، وهو وعاء كالجراب مستطيل، يجعل فيه السيف بغمده والسكين، وما أشبهه من سوط ونحوه وما خف من زاد الراكب: بكسر القاف، وأما بضمها فبمعنى قرب، ومنه قوله في الحديث: من لقيني بقراب الأرض خطيئة: بضم القاف أي: يقارب ملئها. قال لي أبو الحسين: ويقال بقراب أيضًا: بكسرها.

وقوله سَدِّدُوا وَقَارِبُوا أي: اقتصدوا، ولا

تغلوا ولا تقصروا، واقربوا من الصواب والسداد.

وقوله: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب. قيل: هو اقترابه من الساعة، كقوله: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ. وجاء في حديث آخر ما يبينه: إذا كان آخر الزمان، لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب. وقيل: تقارب الليل من النهار وهو اعتدال الزمان، وأما في حديث أشراط الساعة، يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر، فقد أشار الخطابي: أنه على ظاهره، وأنه قصر مددها. وقيل: معناه لطيب تلك الأيام حتى تقصر ولا تستطال، وأما في الحديث الآخر: يتقارب الزمان وتكثر الفتن وينقص العلم. فقيل: هو دنوّه من الساعة - كما تقدم - وهو أظهر. وقيل: هو قصر الأعمار. وقيل: تقاصر الليل والنهار بمعنى الحديث الأول. وقيل: تقارب الناس في الأحوال، وقلة الدين والجهل وعدم التفاضل في الخير والعلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ويكون أيضًا يتقارب هنا بمعنى: يردى ويسوء، لما ذكر من كثرة الفتن، وما دل عليه، ومنه شيء مقارب، بكسر الراء عند ابن الأعرابي. قال ثابت: وجميع أهل اللغة يخالفونه يقولونه: بالفتح.

وقوله: فجلسنا في أقرب السفينة. قالوا: هو جمع قارب على غير قياس، وهي صغارها المتصرفة بالناس، وأسبابهم للسفن الكبار. وفي مصنف ابن أبي شيبة: في قوارب السفينة مبينًا، وحكى لنا شيخنا أبو بحر، عن شيخه القاضي الكناني: أن معنى أقرب السفينة أدانيها، كأنه يعني ما قرب إلى الأرض منها، وفي الرواية الأخرى في مسلم: فجلسنا في أخريات السفينة، وهو مما يحتج به. وفي الرواية الأخرى: فخرج بعضهم على لوح من ألواح السفينة، فقد يجمع بين هذه الروايات، ويكون مراده بالأقرب هذه الألواح، التي خرجوا عليها جمع: قرب وهي الخاصرة، فتكون هذه الألواح من جوانب السفينة، وأواخرها التي هي كالخواصر لها.

وقوله: إذا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، تقرب العبد إلى ربه: بالطاعة له والعمل الصالح، وتقرب الله إلى عبيده: بهدايته إياهم وشرحه صدورهم، وتنبيهه على ما تقرب به إليه، وكأنّ المعنى: إذا قصد ذلك وعمله، أعنته عليه، وسهلته له، وأتيته مما طلب ما لم يحتسب، ويكون أيضًا: إذا تقرب إليَّ بالطاعة في الدنيا، جازيته في الآخرة بأضعافها، وسمي الثواب: تقربًا بمقابلة الكلام وتجنيسه، والشيء يسمى بما كان من سببه وأجله.

وقوله: لأَقربن بكم صلاة رسول الله . قيل: آتيكم بما يشبهها، ويقرب منها، وكقوله في الرواية الأخرى: إني لأقربكم شبهًا بصلاة رسول الله ، وزعم بعضهم أن صوابه لأقترين بمعنى أتتبعن، وهذا فيه من التكلف ما تراه.

وقوله: كانت صلاته متقاربة أي: في التخفيف غير متباينة بالطول والقصر جدًّا، مثل قوله في الحديث الآخر: وجدت قيامه وركوعه فاعتداله فسجدته - إلى قوله - قريبًا من السواء.

وقوله: فرفعتها يعني فرسه تقرب بي: بتشديد الراء وتفتح وتكسر، وهو ضرب من الإسراع في السير. قال الأصمعي: التقريب أن تدفع الفرس يديها معًا، وتضعهما معًا.

وقوله: وكان المسلمون إلى علي قريبًا حين راجع الأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>