إلا أن شعبة جعل مكان الذرة ذرة، كذا هو الصواب الرواية الأولى: بشد الذال والراء المفتوحتين واحد الذر، والثانية: بضم الذال المعجمة أيضًا وتخفيف الراء: الحَب الذي يؤكل، وإنما صحَّف فيه شعبة لما رأى قبله في الحديث ما يزن برة وما يزن شعيرة، فظن ما جاء بعده ما يزن ذرة أنه ذرة، لمقاربتها من البر والشعير في الجنس والصحيح قول غيره ذرة، وكما ذكرناه عن شعبة هنا رواية الكافة عن مسلم، وكذا كان عند الصدفي والسمرقندي، وكذا ذكره الدارقطني عنه في التصحيف، وكان عند السجزي والأسدي عن العذري درة بدال مهملة مضمومة وراء مشددة واحدة الدر، وهذا تصحيف التصحيف.
وقوله: فأبصر درجات المدينة، ذكرناه في الجيم.
وقوله: وإذا أدرت بالناس فتنة، كذا ليحيى عند أكثر شيوخنا، ورواه القاضي الباجي وبعضهم عنه: أردت بتقديم الراء وهي رواية ابن بكير. وفي حديث سلمة: حتى ما أدري ورائي من أصحاب محمد ولا غبارهم شيئًا، كذا عند أبي ذر وعند سائر الرواة: ما أرى وهو الصحيح.
وقوله: لقد أذكرني آية كذا، هو المعروف الصحيح، وعند ابن أبي صفرة: لقد أدركني وهو وهم، وفي الإيمان: هل يدخل في الإيمان والنذور الأرض والغنم والدروع؟ كذا لهم وعند الأصيلي الزروع.
[الدال مع الكاف]
[(د ك ن)]
قوله في حديث أم خالد: فبقيت تعني
القميص حتى دكن، وصححه، كذا لأبي الهيثم، وهو الذي رجحه أبو ذر ولأكثر الرواة حتى ذكر زاد في رواية ابن السكن دهرًا ومعنى دكن: أسود لونه، والدكنة غبرة كدرة، والأشبه بالصحة رواية ابن السكن، قصد ذكر طول المدة ونسي تحديدها فعبر أنه ذكر دهرًا.
[الدال مع اللام]
[(د ل ج)]
قوله: عليكم بالدلجة وبشيء من الدلجة: بضم الدال وسكون اللام كذا هي الرواية وهي صحيحة، وتقال: بفتح الدال وبضمها وبفتح اللام أيضًا، وكذلك قوله: فأدلجوا وفأدلج، واختلف أرباب اللغة في هذا، وفي الإدلاج: هل يستعمل ذلك كله في الليل كله وبينهم، اختلاف فقيل: إن ذلك يستعمل في سائر الليل كله، وإن الدلجة والدلجة سواء فيهما، وإنهما لغتان وأكثرهم يقول: ادّلج بتشديد الدال: سار آخر الليل، وأدلج بتخفيفها: الليل كله، يقال: ساروا دلجة من الليل أي: ساعة، والدلج: بفتح اللام، والإدلاج: بسكون الدال، والدلجة: بفتح الدال سير الليل كله، والإدلاج بتشديد الدال، والدلجة: بضم الدال سير آخره. وفي الهجرة: فيدلج من عندهما بسحر بتشديد الدال.
[(د ل ك)]
قول ابن عمر ﴿لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ [الإسراء: ٧٨] ميلها، هو كما فسره في الحديث. وجاء في غير الموطأ عنه مفسرًا زوالها، ومثله لابن مسعود، وهو قول جماعة من السلف واللغويين. وروي أيضًا عن ابن مسعود، وعلي وابن عباس وأبي وائل: دلوكها: غروبها والوجهان في اللغة معروفان. وقال بعض أهل اللغة: دلوكها من زوالها إلى غروبها وأصل الدلوكك: زوالها عن موضعها. قال ثعلب: أتيتك عند الدلك أي: بالعشي، والدلك: العشيّ.
[(د ل ل)]
وقوله هديًا ودلًا: أي: حسن سمت وشمائل، وحديث وحركة بفتح الدال.
وقوله: ودل الطريق صدقة أي: دلالة وهداية من لا يدريه عليه.
وقوله: أدل بمنزله أي: اجتراء بها، ولفلان على فلان دل أي: اجترأ بمنزلته منه، ومنه: أرى لك منه منزلة ودلًا، أي: جرأة عليه بذلك وإدلالًا.
[(د ل ع)]
وقوله: قد أدلع لسانه من العطش أي: أخرجه من شفته، ويقال: دلع لسانه أيضًا،
ومنه في خبر حسان: فأدلع لسانه فجعل يحركه، ودلع اللسان أيضًا إذا خرج.
[(د ل ق)]
قوله فتندلق أقتاب بطنه، أي: تخرج أمعاؤه.
[(د ل ي)]
تقدم تدلى في أول الحرف.