للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: كفرًا بواحًا أي: ظاهرًا، وقد ذكرناه.

[(ب و ر)]

قوله: في ثقيف: كذاب ومبير: أي مهلك، والبوار الهلاك، وأبار أهلك: تأولوا الكذب المختار بن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف، وبهذا فسر الحديث أبو عيسى الترمذي، وهو مفهوم الحديث في مسلم. وقيل: المبير معناه المبيد أبار يبير: أباد الناس قتلًا.

[(ب و ل)]

قوله: لا يبالي الله بهم بالة.

وقوله: لا يلقي لها بالا، وما كنت لأباليها، وما باليت وما تباله، كله من الاكتراث والاهتمام بالشيء، والبال الاكتراث. يقال: ما أباليه بالة وبالًا. وبلا مكسور مقصور مصدر، وقيل: اسم أي لم أكترث به ولم أبل بالأمر ولم أباله فمن قال: لم أبل حذف على غير قياس لأن اللام متحركة فلا يجوز حذف الألف. وذكره صاحب العين ومختصره في حرف المعتل بالواو. وقال سيبويه في بالة: كأنه بالية كعافية يريد فحذفت الياء ونقلت حركتها على اللام. والبال أيضًا: الحال ومنه ما بال الناس أي: حالهم وفلان رخي البال أي: الحال، وقيل: المعيشة أي: حسنها، ومنه ناعم البال، وكله راجع إلى الحال. ويُصْلِحَ بالكم في القرآن والحديث. ومنه: ما بال هذه، أي: ما حالها وشأنها، وما بال الطعام في حديث صفة أهل الجنة، أي ما حاله وشأنه. والبال أيضًا: الفكر ومنه: قام ببالي.

وقيل: بل هو هنا الهم، راجع إلى نحو ما تقدم.

وقوله: بال الشيطان في أذنيه: ذكر الطحاوي أنه استعارة لا على الحقيقة، وعبارة

عن الطوع وفعل أقبح ما يفعل بالنوام، ومن يذل ويقهر. وقال الحربي: بال هنا بمعنى ظهر عليه وسخر منه. وقال ابن قتيبة: معناه هنا أفسده. وقال غيره: يقال لمن استخف بإنسان وخدعه: بال في أذنه. ومنه قوله تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١٩] قيل: ويجوز أن يكون معناه: أخذه بسمعه على سماع نداء الملك: هَلْ مِنْ داعٍ فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. الحديث وشغله له بوسوسته وتزيينه النوم له، فهو كالبول في أذنه، لأنه نجس خبيث مخبث، وأفعاله كذلك.

قال القاضي : ومثل هذا قولهم: ثفل فلان في أذن فلان، ونفث في أذنه إذا ناجاه.

قال القاضي : ولا يبعد أن يكون على وجهه، ومقصد الشيطان بذلك إذلاله أو تمام طاعته له، وتأتي ما يريد منه، لما أطاعه أول أمره بترك القيام للصلاة، والفعل لما أراد مكنه الله منه، ولم يمنعه مانع البول في إذنه حتى استغرق في نومه وبلغ منه تمام مراده، وقد يكون بال في أذنه كناية عن ضرب النوم عليه، واستعار ذلك له وخصه بالأذن لكونها حاسة المتنبه بكل حال، وموقظة النائم بما يطرأ عليه من الأصوات كما قال تعالى ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾ [الكهف: ١١] [الكهف: ١١] فخص الضرب بالأذن.

[(ب و ن)]

قوله: في تطبيق الناس في العدالة بون ما بينهما أي بعده أو اختلافه، وفرق ما بينهما. والبون: البعد والبون مسافة ما بين الشيئين. والبون: الاختلاف بين الشيئين. وحكى بعضهم في البعد البون بالضم وأنشد عليه:

إلى غمرة لا ينظر القوم بونها

[(ب و ع)]

قوله: قربت عنه باعًا، وفي رواية أخرى: أو بوعًا على الشك، بسكون الواو وفتح الباء وهما بمعنى صحيحان الباع والبوع. والبوع بالفتح والضم، واحد وهو طول ذراعي الإنسان وعضديه، وعرض صدره وهما أربعة أذرع. قال الباجي: وهي من الدواب قدر خطوتها في المشي وهو ما بين قوائمها، وذلك ذراعان، والبوع أيضًا مصدر باع إذا بسط باعه، ومد في سيره. المراد هنا ما جاء في الحديث في حق الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>