النون وكلاهما صحيح، والأَنس بالفتح الناس، وكذلك الإِنْس، والجانب الأَنَسي والإِنْسي معًا الأيمن، قاله أبو عبيد.
[(أ ن ي)]
قوله: الحِلْم والأَنَاة: بفتح الهمزة والقصر فيها وفي الكلمة: أي التثبت وترك العجلة. والثاني المكث والإبطاء يقال: آنيت ممدودًا وأَنَّيت مشدد وتَأَنَّيت.
وقوله: الذي لا يَعْجَل شيءٌ إناه وقدره. بكسر الهمزة والقصر، أي وقته، قال الله تعالى ﴿غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ [الأحزاب: ٥٣] فإذا فتحتَ مددتَ آخره فقلت: الأَناء مقصور الأول، وقد اختلف الشيوخ في ضبط هذه الجملة مما ذكرناه رواية عبيد الله عن أبيه، يَعْجَل بفتح الياء والجيم، وإناه وقدره مفعول به، وشيء مرفوع بالفاعل. ورواه القنازعي بضم يُعجِل ورواه ابن وضاح: شيئًا مفعولًا، وإناه الفاعل، وكلهم يقولون: إناه قدره كما تقدم، وقال الجياني: رواه بعضهم: يُعجّل بتشديد الجيم شيئًا إناه، أي أَخَّره بفتح الهمزة ومدها وقصر أَخَّره وقدّره بتشديد الدال فعلان.
وقول علي: ألم يأْنِ للرجل أن يعرف منزله. وقول حسان: ألم يَأْن وقد آن أن ترسلوا لهذا الأسد الضارب بذنبه. يعني لسانه، معنى ذلك يحين ويأتي وقته وحان وآن جاء وقته، قال الله تعالى ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحديد: ١٦] الآية يقال: أنى يأنى وآن يئين ونال كله بمعنى واحد.
وقوله: يقوم به آناء الليل وآناء النهار. أي أوقاتهما ممدود الأول والآخر على وزن أفعال في الجمع واحدها أَنىً مفتوح الهمزة مقصور منون، وإنَى. بكسر الهمزة أيضًا مثله، وإنْيٌ بكسر الهمزة وسكون النون، مثل قَدْر.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: مئنَّةٌ من فقه الرجل. كذا رويناه عن أكثرهم ومتقنيهم في الصحيح وغيره من كتب الحديث والشروح بقصر الألف ونون مشددة وآخره تاء منونة وقد خلط فيها كثير من الرواة بألفاظ كلها تصحيف ووهم، وكان في كتاب القاضي أبي علي والفقيه أبي محمد بن أبي جعفر: مائنة بالمد، وبعضهم يقوله: بهاء الكناية، كأنه يجعل ما بمعنى الذي وإنه للتأكيد، وكله خطأ ووهم والحرف معلوم محفوظ على الصواب كما قدمناه. قال أبو عبيد عن الأصمعي: ومعناه مخلقة ومجدرة وعلامة كأنه دال على فقه الرجل وحقيق بفقه الرجل، وهذا كلام جمع تفسيرين وله معنيين لأن الدلالة على الشيء غير ما يستحقه ويليق به، قال غيره: المئنة للشيء الدليل عليه وقيل: معناه حقيقة والميم فيه زائدة، عند الخطابي والأزهري وغيرهما: ميم مفعلة وهو نحو ما ذهب إليه الأصمعي في أحد تفسيريه المختلط بقوله: مخلقة ومجدرة، وقال لي شيخنا أبو الحسين عن أبيه: هي أصلية ووزنها فَعِلَة من مانت إذا شعرت، أي إنها مشعرة بذلك، وهذا على أحد تفسيري الأصمعي في قوله: علامة. وقال الخطابي: مئنة مفعلة من الان، وذكر
بعضهم: إنها مبنية من إنية الشيء بمعنى إثباته، وقولهم فيه: إنه كذا، وحكى الجياني إنه مما يتعاقب فيه الظاء والهمزة، وإن: مئنة ومظنة بمعنى واحد كأن الهمزة عنده مبدلة من الظاء بمعنى مجدرة ومخلقة كما تقدم.
قوله: لولا أنه في كتاب الله. كذا رواية يحيى بن يحيى وابن بكير وجماعة من رواة الموطأ بالنون، وكذا رواه البخاري في الطهارة من غير حديث مالك، وهي رواية ابن ماهان في مسلم، وعند أبي مصعب وابن وهب وآخرين من رواة الموطأ: آية. بالياء، وهي رواية الجلودي قال مالك: والآية قوله ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]. وقال عروة: هي قوله ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا﴾ [البقرة: ١٥٩].
قول عمر في حديث الجنين: أنت من يشهد معك. كذا لبعضهم بالنون، أي أنت سمعته أو أنت شاهد واحد من يشهد معك فتمم الشهادة، وعند الأصيلي وكافة الرواة أنت من يشهد معك، بكسر الهمزة بعدها ياء العلة،