للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انقاد لك فكأنه مطيع لك.

[(ط و ف)]

قوله: إنما هي من الطوَّافين عليكم والطوَّافات أي: المتكررت عليكم، مما لا ينفكّ عنه ولا يقدر على التحفظ منه كما قال تعالى ﴿طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ﴾ [النور: ٥٨] والطائف الخادم اللطيف في خدمته، وتكراره الكلمة يحتمل الشك، ويحتمل قصد جميع الذكور والإناث.

وقوله: فطاف بأعظمها بيدرًا وجعل يطوف بالبير، وطاف بالبيت وجعل يطيف بالجمل كله بمعنى واحد إذا استدار به من جميع نواحيه. حكى صاحب الأفعال فيه كله طاف وأطاف. وفي الجمهرة: طاف بالشيء دار حوله وأطاف به ألمَّ به. وقال الخطابي: طاف يطوف من الطواف، وطاف يطيف من الطيف وهو الخيال، وأطاف يطيف من الإحاطة بالشيء.

وقوله: كان يطوف على نسائه، وكذا في خبر سليمان لأطُوفَنَّ الليلةَ على تِسْعين امرأةً، ويروى لأَطيفنَّ على اللغتين المتقدمتين، ومعناه هنا: الجماع، ومنه يطوف عليهم المؤمن، ويحتمل أن يكون في هذين

الحديثين بمعنى: يلمّ وتكون رواية أطيفنَّ أصح، وكنى بذلك عن الجماع. وقيل: اللغتان في الكناية عن الجماع بذلك صحيحتان. يقال: طاف بالمرأة وأطاف بها: جامعها. قاله صاحب الأفعال.

وقوله: من يعيرني تِطوافًا: بكسر التاء أي: ثوبًا أطوف به حول البيت.

[(ط و ق)]

قوله: طوَّقها من سبع أرضين يوم القيامة. قيل: جعل طوقًا في عنقه. وقيل: خسف به فصارت الأرضون كالطوق في عنقه. وقد جاء في الرواية الأخرى: خسف به إلى سبع أرضين، وقيل: طوقها حملها وكلف طاقته من ذلك.

وقوله: في الزكاة ثم طوقه أي: يجعل كالطوق في عنقه.

وقوله: في حديث الخضر فصار عليه يعني البحر على الحوت مثل الطاق، أي مثل: طاق البناء الفارغ ما تحته وهي الحنية، وتسمى الأزج أيضًا، وقد بينه في الحديث الآخر بقوله: وأمسك الله عنه جريه الماء حتى كان أثره في حجر، وحلق بين إبهامه والتي تليها.

وقوله: والنخل مطوقة بثمرها أي: قد تذللت ورجبت عثاكيلها فصارت للنخيل كالأطواق.

[(ط و ي)]

قوله: باتا طاويين أي: جائعين، والطوي: ضمور البطن من الجوع.

وقوله: يطوي بطنه عن جاره أي: يؤثره بطعامه وفضل زاده، ويترك شهوته، فكأنه أجاع نفسه عن شهوته.

وقوله: اطْوِ لنا الأرض أي: سهل علينا المشي والسفر وأعنّا عليه، وقربه لنا، ولا تطوّل سيرنا.

وقوله: إن الأرض تطوي بالليل ما لا تطوي بالنهار، أي: تقطع ويسرع السير فيها لرقة هواء الليل، وعدم الحر يعين على السير وينشط الدواب ويخفف الحمل، خلاف حر النهار ولهب الهجائر.

وقوله: في طوي من أطواء المدينة، وطوى من أطواء بدر: بكسر الواو وفتح الطاء وآخره مشدد هي البير المطوية بالحجارة، وجمعها أطواء.

وقوله: فإذا قام وحده فليطل ما شاء، كذا لهم، وعند بعضهم فليصلّ ما شاء والأول

أوجه، فأما في الحديث الآخر: فليصلّ كيف شاء.

[الطاء مع الياء]

[(ط ي ب)]

قوله: جُعِلَتْ لِي الأَرض طيبة طَهُورًا أي: طاهرة مطهرة و ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النساء: ٤٣] ويتيمم صعيدًا طيبًا، كما أمره الله. قال ابن مسلمة: معناه طاهرًا ولم يرد غيره وهو تأويل مالك وأصحابه في الآية. وتأوله غيره أن معناه: منبتًا.

وقوله: جُعِلَتْ لي الأَرض طِيبةً طَهُورًا أقوى حجة لمالك في ذلك أن معناه طاهرة مطهرة، فكرر اللفظ للفائدة الزائدة في تطهيرها لغيرها ولم يخص بأنها منبتة، وفي التشهد الطيبات الله أي: الكلمات الطيبات.

وقوله: من كسب طيب أي: حلال، ومنه قوله: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وتسميته تعالى طيبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>