الثَّانِي على مَا لم يسم فَاعله مشدد السِّين قيل يحْتَمل أَن يكون شكا من الرَّاوِي فِي أحد اللَّفْظَيْنِ أَو يكون اللَّفْظ كلمة من كَلَام النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أنسى من قبل نَفسِي وسهوي أَو قد ينسيني الله ذَلِك ويغلبني عَلَيْهِ وَقد رَوَاهُ بعض الْمُحدثين لَا أنسى وَلَكِن أنسى لأسن وَقد يكون أنسى هَذَا بِالْفَتْح أَي أترك وَنسي بِمَعْنى ترك مَعْلُوم مَشْهُور فِي اللُّغَة وَمِنْه نسوا الله فنسيهم أَي تركُوا أمره فتركهم من رَحمته وَيكون الْمَعْنى مَا تركته قصدا إِن تَركه لَا يضر أَو أنساه من الله فَأرى سنة حكمته وَفِي لَيْلَة الْقدر أيقظني بعض أَهلِي فنسيتها ويروى فنسيتها على مالم يسم فَاعله وَقَوله بيس مَا لأحدكم أَن يَقُول نسيت آيَة كَذَا وَلكنه نسي الأول بِفَتْح النُّون وَالثَّانِي بِالضَّمِّ بِغَيْر خلاف هُنَا على مَا لم يسم فَاعله وضبطناه عَن الْأَسدي بتَخْفِيف السِّين وَإِلَيْهِ كَانَ يذهب الْكِنَانِي وَكَانَ لَا يُجِيز غَيره كَأَنَّهُ يذهب إِلَى أَنه نسي من الْخَيْر كَمَا قيل فِي قَوْله تَعَالَى فنسيتها وَكَذَلِكَ الْيَوْم تنسى وضبطناه على الصَّدَفِي وَغَيره نسي مشدد السِّين وَهُوَ أليق بالمراد وَالله أعلم أَي نساه الله ذَلِك كَمَا قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنِّي لأنسى أَو أنسى وَقَوله أنساك كَمَا نسيتني على طَرِيق الْمُقَابلَة فِي الْكَلَام أَي أجازيك على نسيانك كَمَا قَالَ الله نسوا الله فنسيهم أَو يعاقبهم عقَابا صورته صُورَة المنسي بتركهم ومنعهم الرَّحْمَة والإعراض عَنْهُم حَيْثُ نجا غَيرهم وفاز.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي تَفْسِير النقير هِيَ النَّخْلَة تنسح نسحا وتنقر نقرا بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي ينحى قشرها عَنْهَا وتملس ويحفر فِيهَا للانتباذ كَذَا ضبطناه عَن كَافَّة شُيُوخنَا وَفِي كثير من نسخ مُسلم عَن ابْن ماهان تنسج بِالْجِيم وَكَذَا ذكره التِّرْمِذِيّ وَهُوَ خطأ وتصحيف لَا وَجه لَهُ وَكَذَا عِنْد ابْن الجذاء بتقر بِالْبَاء وَتقدم فِي الْبَاء
وَقَوله هَذِه مَكَان عمرتك الَّتِي نسكت كَذَا لأبي ذَر والجرجاني والنسفي وَعند الْمروزِي الَّتِي سكت قَالَ الْأصيلِيّ مَعْنَاهُ الَّتِي سكت عَنْهَا ولغيرهم الَّتِي شكت بشين مُعْجمَة
وَفِي إِسْلَام عمر ألم تَرَ الْجِنّ وإبلاسها ويأسها بعد من انساكها أَي من متعبداتها جمع نسك كَذَا لأبي ذَر والنسفي وَهُوَ الصَّوَاب وَعند غَيرهمَا الْأصيلِيّ وَبَعض شُيُوخ أبي ذَر والقابسي وعبدوس ويأسها من بعد أنساكها
بِكَسْر الْهمزَة وَعند ابْن السكن من بعد إنكاسها وهما وهم
وَقَوله فِي أول الصَّلَاة فِي حَدِيث الْإِسْرَاء نسم بنيه أَي أنفسهم وأرواحهم وينطلق على ذَات كل روح وَضَبطه بَعضهم عَن الْقَابِسِيّ شيم بشين مُعْجمَة جمع شمية وَهِي الطباع وَهُوَ تَصْحِيف
وَقَوله ونسواتها تنطف كَذَا لَهُم وَلابْن السكن ونوساتها بِتَقْدِيم الْوَاو كَمَا ذكره البُخَارِيّ عَن عبد الرَّزَّاق وَهُوَ أشبه بِالصِّحَّةِ وَهِي الذوائب والضفائر وَضَبطه بعض شُيُوخنَا عَن أبي مَرْوَان نواسات بتَشْديد الْوَاو إِلَّا ان تكون الْكَلِمَة مُشْتَقَّة من النسو وَهُوَ انحتات شعر الْإِبِل عَنْهَا عِنْد سمنها فقد يُمكن أَن تشبه بهَا الذوائب بِمَا تعلق مِنْهَا بَعْضهَا بِبَعْض ويستعار لَهَا ذَلِك
وَفِي التَّفْسِير نسيا قَالَ النسي الحقير كَذَا لَهُم وَعند الْأصيلِيّ السيء الحقير يُرِيد تَفْسِير النسي وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى
وَفِي حَدِيث إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق افْعَل كَذَا افْعَل كَذَا أَبُو بكر نَسيَه وَأمر الْأَذَى عَن الطَّرِيق كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّحِيح وَعند العذري أَبُو بكر فسره وَهُوَ تَصْحِيف
وَفِي حَدِيث جَابر فِي الْحَج فَقَامَ فِي نساحة كَذَا عِنْد الْفَارِسِي وَضَبطه التَّمِيمِي بِكَسْر النُّون وَفتح السِّين وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُود وَفَسرهُ فِي حَدِيثه يَعْنِي ثوبا ملففا وَالَّذِي عِنْد ابْن