وللعذري فغفروه مثله لَكِن بِزِيَادَة الْوَاو وكل لَهُ معنى صَحِيح إِن شَاءَ الله تَعَالَى أما الأول فَكَأَنَّهُ استصغر سنّ ابْن عَبَّاس عَن ضبط ذَلِك أَي كَأَنَّهُ قَالَ كَانَ صَغِيرا وَلم يدْرك الْأَمر وَلَا شَاهده إِذْ مولده قبل الْهِجْرَة بِيَسِير على خلاف فِي ذَلِك وَقَوله فغفره أَي قَالَ لَهُ يغْفر الله لَك كَأَنَّهُ وهمه فِيمَا قَالَه وَكَذَلِكَ بِزِيَادَة الْوَاو كَانَ الْحَاضِرين قَالُوا ذَلِك لَهُ وَيدل على مَا تأولناه قَوْله بأثر هَذَا إِنَّمَا أَخذه من قَول الشَّاعِر يُرِيد أَنه لم يدْرك ذَلِك وَلَا شَاهده وَإِنَّمَا قلد فِيهِ الشَّاعِر يُرِيد قَول صرمة بن أنس ثوى فِي قُرَيْش بضع عشرَة حجَّة
الصَّاد مَعَ الْفَاء
(ص ف ح) قَوْله تصافحوا يذهب الغل ظَاهره المصافحة بِالْأَيْدِي عِنْد السَّلَام واللقاء وَهِي ضرب بَعْضهَا بِبَعْض والتقاء صفاحهما وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي هَذَا وَالْأَكْثَر على جَوَازه وَقيل تصافحوا ليصفح بَعْضكُم عَن بعض ويعف وضده المشاحنة والمناقشة الَّتِي تولد الأضغان والحقد وَقَوله لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الصَّاد وَقد روينَاهُ أَيْضا بِفَتْح الْفَاء أَي غير ضَارب بعرضه بل بحده تَأْكِيدًا لبَيَان ضربه بِهِ فَمن فتح جعله وَصفا للسيف وَحَالا مِنْهُ وَمن كسر جعله وَصفا للضارب وَحَالا مِنْهُ وصفحا السَّيْف وجهاه وغراره حَده
قَوْله صفيحة يَمَانِية الصفيحة من السيوف العريض وَقَوله صفحة عَاتِقه أَي جَانِبه والعاتق مَا بَين الْمنْكب إِلَى أصل الْعُنُق وصفحته جَانِبه وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الْبدن اصبغ نعليها فِي دَمهَا ثمَّ اجْعَلْهُ على صفحتيها أَي جانبيها وَكَذَلِكَ صفحة الْوَجْه وصفحه وَمِنْه فَإِنَّهُ من يبد لنا صفحته نقم عَلَيْهِ الْحَد أَي من انْكَشَفَ وَلم يسْتَتر وَأَصله من الْوَجْه وصفح الْجَبَل وَغَيره مثله
قَالَ الْأَصْمَعِي وصفح الْعُنُق مَوضِع الرِّدَاء من الْجَانِبَيْنِ يُقَال لَهُ العاتق وَقَوله فصفح الْقَوْم وَأخذ النَّاس فِي التصفيح أَي ضربوا بيد على أُخْرَى مثل التصفيق وَقيل هُوَ بِالْحَاء الضَّرْب بِإِحْدَاهُمَا على بَاطِن الْأُخْرَى وَقيل باصبعين من إِحْدَاهمَا على صفحة الْأُخْرَى للإنذار والتنبيه وسنذكره بعد هَذَا مُفَسرًا
(ص ف د) وَقَوله صفدت الشَّيَاطِين أَي غلت وأوثقت بإغلال الْحَدِيد وشدت بهَا يُقَال مِنْهُ صفدته وصفدته مشدد ومخفف بالحديد وَفِي الْحَدِيد والأصفاد الأغلال وَقيل الْقُيُود وأحدها صفد
(ص ف ر) قَوْله لَا صفر قيل المُرَاد الشَّهْر الْمَعْلُوم وتغيير الْجَاهِلِيَّة حكمه واسْمه فِي النسي وتأخيرهم الْمحرم إِلَيْهِ وتحريمه وَهَذَا قَول مَالك وَغَيره وَقيل تَقْدِيمه هُوَ مَكَان الْمحرم وتحليله وَقيل بل كَانُوا يزِيدُونَ فِي كل أَربع سِنِين شهرا يسمونه صفر الثَّانِي فَتكون السّنة الرَّابِعَة من ثَلَاثَة عشر شهرا لتستقيم لَهُم الْأَزْمَان على مُوَافقَة أسمائها مَعَ الشُّهُور وأسمائها وَلذَلِك قَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) السّنة اثْنَا عشر شهرا وَقيل بل معنى لَا صفر المُرَاد بِهِ دَوَاب فِي الْبَطن كالحيات تصيب الْإِنْسَان إِذا جَاع وتعدى فَأبْطل الْإِسْلَام الْعَدْوى وَقَوله ملك بني الْأَصْفَر هم الرّوم قيل سموا بذلك باسم جدهم الْأَصْفَر بن روم بن عيصوا بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَه الْحَرْبِيّ وَقيل بل لِأَن جِنْسا من الحشة فِي الزَّمن الأول غلب عَلَيْهِم فوطئ نِسَائِهِم فولد لَهُم أَوْلَاد صفر فنسبوا إِلَيْهِم قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي وَالْأول أشبه وَفِي حَدِيث أم زرع صفر ردائها أَي خاليته والصفر الشَّيْء الْخَالِي الفارغ يُرِيد أَنَّهَا ضامرة الْبَطن لِأَن الرِّدَاء يَنْتَهِي إِلَى الْبَطن وَقيل خَفِيفَة الْأَعْلَى وَالْأولَى أَنه يُريدَان امتلاء منكبيها وردفها وَقيام نهديها يرفعانه عَن مسن بَطنهَا لضمور بَطنهَا وَأَنَّهَا لَيست بمفاضته وَقَوله فِي أهل خَيْبَر صَالحهمْ على الصَّفْرَاء والبيضاء أَي الذَّهَب وَالْفِضَّة
(ص ف ف) وَقَوله الصّفة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute