للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ [النازعات: ١٦] وبيت المقدس سمي بذلك لأنه المكان الذي يتطهر به من الذنوب، ومنه قوله: إن الأرض لا تقدس أحدًا، إنما يقدس الإنسان عمله أي: يزكيه ويطهره.

[(ق د ي)]

قوله: ما اقتديت به من صلاة النبي أي: اتبعت وفعلت مثل فعله، يقال: هذا إلى قدوة وقدوة: بضم القاف وكسرها، وقدة مخففًا.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: اختتن إبراهيم بالقدوم: بالفتح وتخفيف الدال قيل: هي قرية بالشام. وقيل: هي آلة النجار المعروفة وهي مخففة لا غير. وحكى الباجي في هذا الحديث: التشديد. وقال: هو موضع. وقال ابن قتيبة: قدوم ثنية بالسراة، وضبطه الأصيلي والقابسي في حديث قتيبة هنا: بالتشديد. قال الأصيلي: وكذا قرأها علينا أبو زيد المروزي، وأنكر يعقوب بن شيبة فيه التشديد. وحكى البخاري عن شعيب فيه: التخفيف، وأما الحديث الآخر في الذكاة، فذكه بقدوم فمخففة لا غير: آلة النجار، وكذلك في حديث الخضر: فنزع لوحًا بالقدوم،

كذلك وأما الحديث الآخر: حتى إذا كانوا بطرف القدوم، فاختلف فيه وهو موضع، وروي: بفتح القاف وضمها وبالتخفيف والتشديد، والفتح والتشديد أكثر، وسنذكره مبينًا في أسماء المواضع آخر الحرف. وكذلك قوله في حديث أبي هريرة: تدلى علينا من قدوم ضان هو: مخفف اسم موضع صوابه الفتح، وهو أكثر الروايات. وقد ضمه بعضهم وسنزيده بيانًا في أسماء المواضع بعد هذا، وتأوّل بعضهم ضان أي: المتقدم منها وهي رؤوسها، وقد ذكرناه في حرف الضاد، وهو وهم وخطأ بيِّن.

وقوله: في فضائل أبي طلحة: وكان رجلًا راميًا شديد القد: تكسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، كذا لكافتهم، وعند بعضهم: شديد القد: بكسر القاف يكسر بفتح الياء، كأنه يشير إلى شدة وتر القوس، إن صحت هذه الرواية. وقد فسرناها والاختلاف فيها، والصواب من ذلك في حرف الكاف. وفي حديث معاذ: إنك تقدم على قوم، كذا رواية الجماعة، وعند ابن ماهان: تقوم وهي تغيير ووهم، وإن صح فمعناه: تليهم وتقوم على أمورهم، وهو كان الوالي، ولكن اللفظ الأول هو المعروف، وفي حديث جابر في حديث محمد بن عبد الأعلى، فجعل بعد ذلك يتقدم الناس، وعند العذري: يقدم.

وقوله: إن كان رسول الله يتقدر في مرضه أين أنا؟ كذا رواية الجميع بالقاف: أي: يقدر أيام نسائه، وعند بعضهم: يتعذر. قيل معناه: يتمنع، وقد ذكرناه في حرف العين، وكذلك تقدم هناك الخلاف في قوله: وما الله أعلم بقدر ذلك وبعذر ذلك.

وقوله: أقدم حيزوم، كذا ضبطناه عن أبي بحر، في كتاب مسلم، وفي السير: بضم الدال من التقدم. يقال: قدم القوم بالفتح في الماضي إذا تقدمهم، وضبطناه عن القاضي التميمي فيهما أقدم، وكذا قيده عن أبي مروان بن سراج، وكذا قيدته أنا عن ابنه أبي الحسين شيخنا: أقدم، وكذا حكاه ابن دريد: بفتح الهمزة وكسر الدال أمر من الإقدام. قال ابن دريد: وجاء في الخبر: أقدم حيزوم: بكسر الهمزة يريد وفتح الدال، والوجه ما أنبأتك به. وقال ثابت: أقدم: بكسر الدال تقدم في الحرب وأنشد:

وأقدم إذا ما أعين القوم تزرق

نحو قول ابن دريد، وفي حديث الكسوف: حين رأيتموني جعلت أقدم، كذا ضبطناه في كتاب مسلم: بضم الهمزة وفتح القاف. قال مسلم، وقال المرادي: أتقدم، وكذا ذكره البخاري. وهذا الوجه، ولعل الأول أقدم رجلي فحذفها. وقيل معناه: جعلت أقدم أي: شرعت أتقدم، وضبطه بعضهم: أقدم: بضم الدال بمعنى: أتقدم أيضًا. وفي فضل عثمان والقِدم في الإسلام، كذا ضبطه القابسي: بفتح القاف

<<  <  ج: ص:  >  >>