شيوخنا، وكذا كان في كتاب التميمي، وكذا قيدناه عن أبي الحسين بن سراج في كتاب
اللغة، وقيدناه عن أبي بحر: بفتح الراء، وفي مسلم: بالسكون ذكره الهروي. قال: والشرق الضوء، والشرق: الشمس، والشرق: الشق، وقال ثعلب: الشرق: الضوء الذي يدخل من شق الباب، وضبطه بعضهم شرق.
وقوله: في الفتنة من قِبَل المشرق، وكذلك قوله: في الحديث الآخر: الكفر وفي الآخر: غلظ القلب. وفي الآخر: من حيث يطلع قرن الشيطان، الأظهر هنا قول من قال: إنه مشرق الأرض، وبلاد فارس وكسرى وما وراءها، بدليل قوله: من حيث تطلع الشمس، وبدليل معاني الحديث من طلوع الفتن والبدع منها، الذي يدل عليه قوله قرن الشيطان. وقد فسرناه. وقيل أراد بلاد نجد وربيعة ومُضَر، بدليل أنه قد جاء ذلك مبينًا في حديث آخر، فالوجهان صحيحان، ونجد وبلاد مضر وربيعة وفارس وما وراءها، كله مشرق من المدينة، والشرق والمشرق سواء.
وقوله: أريت مشارق الأرض ومغاربها، المشارق: مطالع الشمس كل يوم، ومشرقاها مطلعها في الشتاء، ومطلعها في الصيف، وكذلك مغاربها والمغربان، قال الله تعالى ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرحمن: ١٧] وقيل في قوله تعالى ﴿بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ﴾ [الزخرف: ٣٨] إنه أراد المشرق والمغرب.
[(ش ر ش)]
قوله: يشرشر شدقه أي يقطع ويشق والشرشرة أخذ السبع أو الحية الشاة أو غيرها بفيه ويعضها حتى تطاير قطعًا.
[(ش ر هـ)]
قوله: وشره بفتح الشين والراء هو شدة الحرص.
[(ش ر ي)]
قوله: ركب شريا أي فرسًا يستشري في جريه ويلج ويتمادى وقال يعقوب يعني فرسًا شريًا خيارًا فائقًا وشراة المال وسراته بالشين والسين خياره.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في حديث جابر: قطرة في عزلاء شجب لو أني أفرغه لشربه يابسه، كذا ضبطناه وأتقناه على شيوخنا، ومعناه لشرب قطرة ذلك الماء يابس الشجب لقلته. وبعض الشيوخ يرويه: لشربة يابسة وهو خطأ، وفي مسلم في حديث محيصة. فوجد في شربة، روى عند ابن الحذّاء: مشربة، والصحيح شربة، وكذلك في خبر موسى: أنه اغتسل عند مشربة، على رواية أكثرهم، والمعروف في كل هذا شربة إلا أن يكون مفعلة من الشرب منها، والسقي مثل قولهم: مشرعة من ذلك. وجاء
في كتاب التفسير في البخاري في خبر الزبير: شريج من الحرة، وهو تغيير، والصواب ما في غير هذا الباب: شراج، وقد ذكرناه. وإنما الشريج المثل إلا أن يكون سمع فيكون جمع: شرج كما قالوا في كليب: جمع كلب، وفي المزارعة عامل أهل خيبر بشرط ما يخرج منها، كذا عند الجرجاني في هذا الباب وهو خطأ، وصوابه: ما لغيره وجاء في سائر الأبواب والأحاديث بشطر أي: نصف. وفي شرب الماء باللبن: بالراء، وكذا للقابسي، وعند الأصيلي: يشوب، بالواو أي: خلطه وكلاهما يرجع إلى معنى واحد صحيح إن شاء الله. وفي باب استعمال فضل وضوء الناس، ثم توضأ فشربت من وضوئه، وعند الأصيلي فشرب، وهو وهم والأول الصواب وفي حديث العرنيين في باب: من لم يسق المحاربين: فأتوها يعني الإبل، فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا، كذا لهم، وعند الجرجاني: يشربوا على المستقبل، والوجه الأول.
[الشين مع الطاء]
[(ش ط ب)]
قوله: مضجعه كمسل شطبةٍ. قال أبو عبيد وغيره: هو ما شطب من جريد النخل، وهو سعفه، يريد أنه ضرب اللحم دقيق الخصر شبهته بالشطبة، وهو ما شقق من جريد النخل، وعملت منه قضبان رقاق، تنسج منه الحصر. وقال ابن الأعرابي: أراد سيفًا سل من غمده شبهته به، والشطب من السيوف ما فيه طرق، وسيوف اليمن كذلك، وقال ابن حبيب: الشطبة العويد المجدد