والجميع والمذكر والمؤنث فِيهَا على لفظ وَاحِد وَقَالَ ثَعْلَب إِذا قلت حرا بِالْفَتْح لم تثن وَلم تجمع وَإِذا قلت حرى أَي حرثنبت وجمعت وَمَا أحراه أَن يفعل مَا أحقه وحرى أَن يكون كَذَا بِمَعْنى عَسى فعل غير متصرف وَأَحْرَى للصَّوَاب أَي أحقه وأقربه إِلَيْهِ.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الدّين فَإِن آخِره حَرْب بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء أَي حزن كَذَا ضبطناه بفتحهما عَن كَافَّة شُيُوخنَا وأتقنه الجياني حَربًا بِالسُّكُونِ أَي مشارة ومخاصمة كالحرب أَو هَلَاك وسلب لمَاله وَالْحَرب الْهَلَاك وَبِه سميت الْحَرْب وَحرب الرجل إِذا سلب مَاله وَكَذَلِكَ الدّين سَبَب لهَذَا وَقد يَصح على هَذَا بِالْفَتْح وَيرجع إِلَى نَحْو مِنْهُ أَي مخاصمة ومغاضبة يُقَال حَرْب الرجل إِذا غضب حَربًا وَقَوله أخذناها فِي حرابة كَذَا بِالْحَاء الْمُهْملَة لكافة رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن يحيى وَعند ابْن المشاط عَن ابْن وضاح خرابة بخاء مُعْجمَة الْحِرَابَة بِالْمُهْمَلَةِ فِي كل شَيْء من سَرقَة المَال وَأَخذه وبالخاء الْمُعْجَمَة تخْتَص بِسَرِقَة الْإِبِل فَقَط
وَقَوله فِي سنى أَوْطَاس فتحرجوا أَي خَافُوا لحرج وَالْإِثْم كَذَا لِابْنِ ماهان والسمرقندي وللعذري والطبري فتخوفوا بِمَعْنَاهُ وللسجزي فتحوبوا بِمَعْنَاهُ أَيْضا أَي خَافُوا الْحُوب وَهُوَ الْإِثْم وَقَوله وَعَلِيهِ خميصة حريثية كَذَا لرواة البُخَارِيّ بحاء مَضْمُومَة بعْدهَا رَاء ثمَّ يَاء التصغير ثمَّ ثاء مُثَلّثَة بعْدهَا يَاء مُشَدّدَة منسوبة إِلَى حُرَيْث رجل من قضاعة وَكَذَا لبَعض رُوَاة مُسلم وَقد ذكرنَا الِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْجِيم قَوْله وَأَنَّهَا لم تكن نبوة إِلَّا تناسخت حَتَّى تكون عَاقبَتهَا ملكا وستخبرون وتجربون كَذَا لكافتهم وَعند ابْن أبي جَعْفَر وستحرمون من الحرمان وَله وَجه لَكِن الأول أوجه قَوْله فِي حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج فحرز عبَادي إِلَى الطّور كَذَا عِنْد أَكْثَرهم بالراء وَعند بَعضهم فحوز بِالْوَاو وَكِلَاهُمَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَهَذَا الَّذِي صحّح بَعضهم وَرجح وَكِلَاهُمَا عِنْدِي مُتَقَارب صَوَاب لِأَن كل مَا حوزته فقد أحرزته وَرَوَاهُ بَعضهم حدر بِالدَّال أَي أنزلهم إِلَى جِهَته
فِي السّلم فِي النَّهْي عَن بيع النّخل حَتَّى يحرز كَذَا للجرجاني والقابسي وعبدوس بِتَقْدِيم الرَّاء وَعند الْأصيلِيّ للمروزي بِتَقْدِيم الزَّاي وَهُوَ الْوَجْه وَكَذَا فِي كتاب مُسلم وَجَاء فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ على الشَّك فِي اللَّفْظَيْنِ مَعًا وَمعنى الحزر هُنَا إِمْكَان خرصه وَهُوَ حزره والحزر التَّقْدِير وَأما الْحِرْز بِتَقْدِيم الرَّاء فَإِن صحت الرِّوَايَة فَيكون وَجهه أَنه إِنَّمَا يتحفظ بِهِ ويحرز مِمَّن يختانه غَالِبا عِنْد ابْتِدَاء طيبه إِذْ حِينَئِذٍ تكْثر الرَّغْبَة فِيهِ وَقد يكون أَيْضا حزر تَقْدِيره وتجري خرصه
قَوْله فِي الْمَصَاحِف فِي بَاب جمع الْقُرْآن وَأمر بِكُل صحيفَة أَو مصحف أَن يحرق كَذَا للمروزي بِالْحَاء الْمُهْملَة وللجماعة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّوَاب رِوَايَة الْمروزِي قَالَ الْقَابِسِيّ وَهُوَ الَّذِي أعرف ووجدتها مُهْملَة فِي كتاب الْأصيلِيّ وَرُوِيَ عَنهُ بَعضهم الْوَجْهَيْنِ وَإِن رِوَايَة الْمروزِي مَا تقدم والمروى أَنَّهَا أحرقت بعد أَن محيت بِالْمَاءِ ليذْهب أَثَرهَا وعينها وَيكون أصون لما عساه يبْقى من رسوم الْخط فِيهَا وَمَعَ التخريق والتمزيق لَا يكون ذَلِك بل تكون مطرحة فِي غير مَوَاضِع الصيانة وَيبقى الأشكال والداخلة وَسبب الْخلاف فِيمَا عساه يفك من الْحُرُوف الْبَاقِيَة فِيهَا وَقَوله فِي بَاب الْقَضَاء فِي الْعَيْب فِي الْمُوَطَّأ وَبِه عيب من حرق كَذَا عِنْد أَكثر الروَاة وَكَذَا ضبطناه عَن بعض شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute