للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَي يتفكه وَفِي إِسْلَام أبي ذَر قَول أبي بكر أتحفني بضيافة مِمَّا تقدم أَي خصني بهَا كَمَا يخص بالتحفة وَقَوله فَمَا تحفتهم قَالَ زِيَادَة كبد النُّون هُوَ من هَذَا الَّذِي يهدي لَهُم ويخصون بِهِ ويلاطفون.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

وَفِي حَدِيث أبي أسيد فسقته تتحفة بذلك كَذَا عِنْد النَّسَفِيّ وَهُوَ مِمَّا تقدم ولكافتهم تحفة بذلك مثل لقْمَة وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ قَالَ بَعضهم لَعَلَّه تحفه مثل ترده أَي تعطيه وَالْوَجْه الأول الَّذِي وَافق الرِّوَايَة وَفِي رِوَايَة ابْن السكن تخصه وَكَذَا لرواة مُسلم كلهم وَكله مُتَقَارب الْمَعْنى

التَّاء مَعَ الرَّاء

(ت ر ب) قَوْله أما مُعَاوِيَة فَرجل ترب لَا مَال لَهُ بِفَتْح التَّاء وَكسر الرَّاء أَي فَقير كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر صعلوك لَا مَال لَهُ يُقَال ترب الرجل إِذا افْتقر وأترب إِذا اسْتغنى

وَقَوله تربت يداك أَصله مِنْهُ وَاخْتلف فِي مَعْنَاهُ وَتَفْسِيره فَقَالَ ملك خسرت وَقَالَ ابْن بكير وَغَيره اسْتَغْنَيْت وَأنكر هَذَا أهل اللُّغَة إِذْ لَا يُقَال فِيهِ إِلَّا أترب وَقَالَ الدَّاودِيّ إِنَّمَا هُوَ ثربت بتاء مُثَلّثَة أَي استغنت وَهِي لُغَة للقبط جرت على أَلْسِنَة الْعَرَب وَهَذَا يردهُ صَحِيح الرِّوَايَة فِي غير حَدِيث ومعروف كَلَام الْعَرَب وَقيل مَعْنَاهُ ضعف عقلك اتجهلين هَذَا وَقيل افْتَقَرت يداك من الْعلم وَقيل هُوَ حض على تَعْلِيم مثل هَذَا وَقيل مَعْنَاهُ لله دَرك وَقيل امْتَلَأت تُرَابا وَقيل تربت أَصَابَهَا التُّرَاب وَالأَصَح فِي هَذَا أَن هَذَا وَمثله من الْأَدْعِيَة الْمَوْجُودَة فِي كَلَام الْعَرَب المستعملة كثير الدعم الْكَلَام وصلَة وتهويل الْخَبَر مثل انج لَا أبالك وثكلتك أمك وويل أمه مسعر حَرْب وهوت أمه وعقرى حلقى وأل وغل وَشبهه لَا تقصد بِهِ الدُّعَاء وَإِن كَانَ أَصله الدُّعَاء ثمَّ جرى على ألسنتهم وَكثر فِي استعمالهم فِي غير مَوَاطِن الدُّعَاء والذم وَأتوا بِهِ عِنْد التَّعَجُّب وَالِاسْتِحْسَان والتعظيم للشَّيْء وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر ترب جبينك وَأَصله الْقَتِيل يقتل فَيَقَع على وَجهه ثمَّ اسْتعْمل اسْتِعْمَال هَذِه الْأَلْفَاظ

قَوْله خلق الله التربة يَوْم السبت يَعْنِي الأَرْض وَكَذَا جَاءَ فِي غير كتاب مُسلم خلق الله الأَرْض يَوْم السبت

(ت ر ج) قَوْله فَدَعَا ترجمانه بِفَتْح التَّاء وَضم الْجِيم وضبطها الْأصيلِيّ بضمهما وَحكى عَن أبي على فِيهِ الْوَجْهَانِ وَاسْتحبَّ الضَّم وَهُوَ مُفَسّر للغة بلغَة أُخْرَى وَمِنْه لابد للْحَاكِم من مترجمين وللقابسي من مترجمين على التَّثْنِيَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح فعلى الْوَجْه الأول أَنه لَا يسْتَغْنى عَمَّن يترجم لَهُ عَمَّن يتَكَلَّم بِغَيْر لِسَانه وعَلى التَّثْنِيَة لابد أَن يكون فِي كل تَرْجَمَة إثنان مِنْهُم وَقد اخْتلف الْعلمَاء هَل هُوَ من بَاب الشَّهَادَة فلابد من اثْنَيْنِ أَو من بَاب الْخَبَر فيكتفي فِيهِ بِالْوَاحِدِ

(ت ر ك) فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم أَنه جَاءَ يطالع تركته أَي وَلَده الَّذِي تَركه بِالْمَكَانِ القفر وَقَوله وتركتك ترأس وترتع تركت هُنَا بِمَعْنى جعلت وَقد تكون بِمَعْنى خليت قَالَ صَاحب الْأَفْعَال فِي معنى تركت الْوَجْهَيْنِ وَقَوله فِي حَدِيث أبي قَتَادَة فِي الْمُشرك الَّذِي ضمه ثمَّ تَركه فتحلل فَدَفَعته أَي ترك ضمي وتحللت قواه كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني

(ت ر ع) قَوْله منبري على ترعة من ترع الْجنَّة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الترعة الرَّوْضَة على الْمَكَان الْمُرْتَفع خَاصَّة وَقيل الترعة الْبَاب وَقَالَ الْهَرَوِيّ روى من ترع الْحَوْض قَالَ الْأَزْهَرِي ترعة الْحَوْض مفتح المَاء إِلَيْهِ وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ الدرجَة

(ت ر ق) قَوْله إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>