للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكراسي، وهو المعروف في كلام العرب وكثير من الرواة عن شيوخنا يقول فيها في الجمع: أواق، مثل أضاح وجوار وبعضهم يروي في الواحد: وقية. وكذا في كتاب القاضي الشهيد في موضع من كتاب مسلم، وفي كتاب البخاري لجميعهم في الشروط، وخطَّأ هذا الخطابي وجوّزه ثابت كما قالوا: أثاف. وحكى اللحياني في الواحد: وقية. قال: ويجمع وقايا مثل ضحية وضحايا، وبعض الرواة يمد ألف أواق وهو خطأ.

[(أ و هـ)]

قوله: أوَّهْ عين الربا. رويناه بالقصر

وتشديد الواو وسكون الهاء، وقيل: بمد الهمزة قالوا: ولا موضع لمدها إلا لبعد الصوت، وقيل: بسكون الواو وكسر الهاء، ومن العرب من يمد الهمزة ويجعل بعدها واوين اثنين فيقول: اووه. وكله بمعنى التذكر والتحزن، ومنه ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ﴾ [التوبة: ١١٤] في قول أكثرهم: أي كثير التأوه شفقًا وحزنًا، وقيل: أواه دَعَّاء وهو يرجع إلى قريب منه. وأنشد البخاري:

تأوَّه أهَّة الرجل الحزين

كذا للأصيلي مشددًا وللقابسي وأبي ذر: آهة. بالمد وكلاهما صواب أي توجع الرجل الحزين، وفي رواية ابن السماك عن المروزي أوهة. وهو خطأ.

[(أ و ي)]

قوله: أما أحدهما فأوى إلى الله فآواه الله. أشهر ما يقرأه الشيوخ بقصر الألف من الكلمة الأولى ومدها في الثانية المعداة، وفي كل واحد من الكلمتين عند أهل اللغة الوجهان ثلاثيًا كان أو رباعيًا معدى كان أو غير معدى، لكن المد في المعدى أشهر والقصر في غير المعدى أعرف، ومثله: إذا أويت إلى فراشك. و: أووا إلى المبيت في غار. و: يؤوي هؤلاء. و: الحمد لله الذي أطعمنا وكفانا وآوانا. بالمد عند أكثرهم، و: كم ممن لا مؤوي له. و: حتى يؤووه إلى منازلهم. كله مما جاء في هذه الأمهات بمعنى الانضمام والضم، ومعنى آواه الله في الحديث: ظاهره أنه لما انضم إلى المجلس وقصده جعل الله له فيه مكانًا وفسحة، وقيل: قربه إلى موضع نبيه، وقيل: يحتمل أن يؤويه يوم القيامة في ظل عرشه.

وقوله: ومأوى الحيات والهوام: أي أماكنها التي تنضم فيها. وفي الحديث الآخر في السجود: حتى نأوي له أي نرثي ونرق، وقيل: معنى الحمد لله الذي آوانا. أي رحمنا وعطف علينا، و: كم ممن لا مؤوي له: أي لا راحم ولا عاطف، وعلى المعنى الأول أي الذي ضم شملنا وجعل لنا مواطن ومساكن نأوي إليها، وكم ممن لا موطن له ولا مسكن ولا من ينعم عليه بذلك فهو ضائع مهمل، والمأوى: المسكن بفتح الواو مقصور وكل شيء يؤوى إليه، إلا مأوى الإبل فبكسر الواو خاصة، ولم يأتِ مفعِل بكسر العين في الصحيح من مصادر الثلاثيات من الأفعال

وأسمائها مما مستقبله يَفعَل بالفتح، إلا مكبِر من الكبر ومحمدة من الحمد، وفي المعتل غير الصحيح: معصية. ومأوي الإبل: هذه الأربعة، وسواها مفعَل بالفتح في الصحيح، وكثير من المعتل مما عين فعله ياء، وقد حكي في جميع ذلك الفتح والكسر، كن مصادر أو أسماء.

فصل في أَوْ كذا بالاسكان، أو أَوَ كذا بالفتح

فاعلم أنه متى جاءت هذه الصيغة على التقرير أو التوبيخ أو الرد أو الإنكار أو الاستفهام كانت مفتوحة الواو، وإذا جاءت على الشك أو التقسيم أو الإبهام أو التسوية أو التخيير أو بمعنى الواو على رأي بعضهم، أو بمعنى بل أو بمعنى حتى أو بمعنى إلى وكيف، كانت عاطفة فهي ساكنة.

فمما يشكل من ذلك في هذه الأصول قوله في حديث سعد حين قال: إني لأَراه مؤمنًا فقال : أَوْ مسلمًا. هذه بسكون الواو على معنى الاضراب عن قوله والحكم بالظاهر، كأنه قال: بل قل مسلمًا ولا تقطع بإيمانه، فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>