والتخفيف أعرف واللبة المنحر، ومنه الذكاة في الحلق واللبة، وطعن في لباتها أي: نحورها. ولب الرجل الحازم ﴿أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: ٢٦٩]: أولوا العقول، واللب: العقل.
[(ل ب ث)]
قوله: فأطال اللبث: بفتح اللام والباء وسكونها أي: المكث، وهو اسمه. ومنه: لو لبثتَ في السِّجْنِ ما لَبِثَ يوسف، واللبث: بضم اللام وسكون الباء: المصدر.
وقوله: واستلبث الوحي أي: أبطأ نزوله.
[(ل ب د)]
قوله: من لبّد يعني: شعره والتلبيد، وأحرم ملبداً هو جمعه في الرأس بما يلزق بعضه ببعض كالغسول والخطمي والصمغ، وشبهه لئلا يتشعث ويقمل في الإحرام.
وقوله: كساء ملبدًا: بفتح الباء قيل: يحتمل أن يكون من هذا أي: كثفت ومشطت وصفقت بالعمل حتى صارت مثل اللبد. وقيل: معناه مرقعاً يقال: لبدت الثوب ولبدته وألبدته أي: رقعته، وإلى هذا ذهب الهروي والأول أصح لقوله في الرواية الأخرى: كساء من هذه الملبدة، فدل أنه جنس منها.
وقوله: برقع ثلاث لبد بعضها فوق بعض مما تقدم أي: رقع.
[(ل ب ط)]
قوله: فلبط به: بضم اللام وكسر الباء وآخره طاء مهملة أي: صرع وسقط لحينه مرضاً، واللبط: بسكون الباء اللصوق بالأرض. وقال مالك: وعك لحينه. وفي حديث إسماعيل، يتلوى ويتلبط أي: يتقلب عطشاً.
[(ل ب ن)]
قوله: عليكم بالتلبينة، والتلبين: هو حساء يعمل من دقيق أو نخالة شبهت باللبن لبياضها، وقد يجعل فيها اللبن أو العسل.
وقوله: وعندي عناق لبن أي: ملبونة تطعم اللبن وترضعه. وقال بعضهم: أنثى وليس بشيء.
وقوله: إني حلبت من ثدي امرأتي لبناً
كثيرًا، كذا جاء في الحديث، وكذا يستعمله الفقهاء، وكذلك حديث لبن الفحل. قال أبو عبيد: والمعروف في كلام العرب لبانها. وقال غيره: اللبان لبنات آدم، واللبن لسائر الحيوان.
وقوله: وأنا موضع تلك اللبنة، ورأيته على لبنتين: بفتح اللام وكسر الباء وبكسر اللام وسكون الباء معًا، ويجمع لبناً، ولبناً من كسر اللام وهم بنو تميم يسهلون مثل هذا فيقولونه: بسكون الباء، وهذا هو الصواب المعلوم.
وقوله: ولبنتها ديباج لبنة الثوب، رقعة في جيبه: بكسر اللام وسكون الباء.
[(ل ب س)]
قوله: جاءه الشيطان فليس عليه: بباء
مفتوحة مخففة وقد ضبطه بعضهم بتشديدها والفتح أفصح. قال الله تعالى ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: ٩] أي: خلط عليه أمر صلاته، وشبهها عليه. ومنه قوله: من لبس على نفسه لبساً جعلنا لبسه به، لا تلبسوا على أنفسكم، بالتخفيف في جميعها لشيوخنا، في الموطأ. وفي رواية الأصيلي في الآخر: التشديد.
قوله: ذهبت ولم تلبس منها بشيء يعني: الدنيا.
قوله: لبس عليه أي: خلط، وعميَ أمره عليه، ومنه قوله في خبر ابن صياد: فلبسني بتخفيف الباء أي: جعلني التبس في أمره.
قوله: نهى عن لبستين فسرهما في الحديث هو: بكسر اللام لأنَّه من الهيئة والحالة في اللباس. وقد روي: بضم اللام على اسم الفعل والأول هنا أوجه.
قوله: ائتوني بثياب لبيس أو خميص، هو ما لبس من الثياب، وتقدم تفسير الخميص.
قوله: في الترك يلبسون الشعر في الحديث الآخر، يمشون في الشعر، يحتمل أنه على ظاهره إن لباسهم من الشعر، ويحتمل أنه تفسير لقوله ينتعلون الشعر أي: أن نعالهم من حبال وضفائر من شعر، ويحتمل أن المراد بذلك كثرة شعورهم حتى تجلل أجسامهم. وذكر في الزكاة اللوبياء ممدود وهو حب معروف.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: فإنه يبعث يوم القيامة ملبدًا، كذا ذكره البخاري في حديث أبي النعمان في كتاب الجنائز، بمعنى تلبيد الشعر على ما تقدم، وكذا ذكره مسلم من رواية محمد بن صباح، عن هشيم