فِي بَاب هِجْرَة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إزواجه فَأتيت الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ ملئان من النَّاس كَذَا للأصيلي وَلغيره مَلأ وَالْأول أصوب وَقد يخرج للثَّانِي وَجه أَي إِذا هُوَ ساحة ملئا وَقَوله إِن الله يملي للظالم أَي يُؤَخِّرهُ ويطيل مدَّته مَأْخُوذ من الملاوة وَهِي الزَّمَان وَقَوله هَل كَانَ فِي آبَائِهِ من ملك بِفَتْح الميمين وَفتح اللَّام وَالْكَاف ويروى من ملك بِكَسْر مِيم من وَكسر اللَّام وَكِلَاهُمَا يرجع إِلَى معنى
وَكَذَلِكَ قَوْله هَذَا ملك هَذِه الْأمة قد ظهر بِضَم الْمِيم وَسُكُون اللَّام كَذَا لعامتهم وَعند الْقَابِسِيّ عَن الْمروزِي ملك بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام وَعند أبي ذَر يملك فعل مُسْتَقْبل وأراها ضمة الْمِيم اتَّصَلت بهَا فتصحفت
وَكَذَلِكَ قَوْله لقد حكمت فيهم بِحكم الْملك يرْوى بِكَسْر اللَّام يُرِيد الله تَعَالَى ويروى بِفَتْحِهَا يُرِيد مَا أُوحِي إِلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام قيل وَالْأول أَو لي لقَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى بِحكم الله
وَقَوله فِي الاسْتِسْقَاء وَألف الله السَّحَاب وملتنا كَذَا عِنْد القَاضِي أبي على والطبري بِالْمِيم وَعند الْأَسدي هلتنا بِالْهَاءِ وَهُوَ الصَّوَاب إِن شَاءَ الله أَي أمطرتنا يُقَال هَل السَّحَاب إِذا أمطر بِشدَّة إِلَّا أَن تجْعَل ملتنا مُشَدّدَة من قَوْلهم أمللته إِذا أكثرت عَلَيْهِ حَتَّى يشق ذَلِك عَلَيْهِ فقد يكون من هَذَا فقد جَاءَ فِي الحَدِيث أَنهم مُطِرُوا حَتَّى شقّ ذَلِك عَلَيْهِم وسألوا النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي الدُّعَاء فِي رفع ذَلِك عَنْهُم فَالله أعلم وَيكون لَهُ هَذَا وَجها حسنا ويطابقه وَتشهد لَهُ صفة الْحَال أَو يكون وبلتنا أَي أمطرتنا مَطَرا وأبلا يُقَال وبلت السَّمَاء وأوبلت أَو يكون ملتنا بِالتَّخْفِيفِ من الامتلاء فسهل وَكَذَا عِنْد التَّمِيمِي فملأتنا أَي أوسعتنا سقيا وريا