للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها حدة. وقول مسلم تقدم الأخبار التي هي أسلم وأنقى من أن يكون ناقلوها أهل استقامة، من هنا لابتداء الكلام واستفتاحه وتأتي بمعنى على، كما قال تعالى ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ﴾ [الأنبياء: ٧٧] أي عليهم. وفي الحديث: اقرأوا القرآن من أربعة سماهم: أي: على أربعة وقد تكون من هنا على بابها من ابتداء الغاية أي: اجعلوا ابتداء أخذكم وقراءاتكم من سماعكم منهم، كما قال في الحديث الآخر: خذوا وفي الآخر

استقرأوا. فمما يشكل ويوهم من هذه الألفاظ في هذه الأصول.

قوله: في حديث وفد ربيعة ونخبر به من وراءنا هذا: بفتح الميم فيها بغير خلاف.

وقوله: في الحديث: وأخبروا به من وراءكم، كذا هو في رواية ابن أبي شيبة: بالفتح، وفي رواية ابن مثنى وابن بشار من وراءكم: بالكسر، ومنه قوله: إني لأنظر من ورائي كما أبصر من بين يدي هذان: بالكسر والفتح، ورويناهما جميعًا على الاسم والحرف، وفي كتاب البخاري: في باب الخشوع في الصلاة: إني لأراكم من بعدي، ومن بعد ظهري، بالكسر عند الرواة، وسقط للمستملي لفظه بعد فعلى قوله: من بعدي أي: من ورائي، وكذلك من بعد ظهري، كما تقول من وراء ظهري، وكذلك على قوله: من ظهري، وقد يحتمل أن تكون من هنا بمعنى في، كما تقدم من معاني من. ومن ذلك قوله: لو اجتمع عليهم من بين أقطارها: بفتح الميم، وعن ابن ماهان، من أقطارها، وقول مسلم: آخر خطبته ويستنكره من بعدهم، كذا رويناه بالفتح في ترجمة الموطأ قوله: من سلم من ركعتين، كذا لأكثر الرواة، ولأبي عيسى في ركعتين، وهما بمعنى في هنا بمعنى من.

وقوله: في أهل الذمة: ويقاتل من ورائهم: بكسر الميم لا غير أي: يكلفوا القتال. قيل: وراء هنا بمعنى امام، وسنذكر الحرف في بابه، وكذلك أيضًا قوله في الإمام جُنَّة لمن خلفه، ويقاتل من ورائه: بكسر الميم. قيل: فيها من أمامه، والأظهر أنه على وجهه، لما جعلوه جنة وسترًا، نبه على الأتباع له والقتال في ظل سلطانه وجماعته، واللياذ إلى حمايته، كما يقاتل من وراء الترس.

وقوله: في حديث المنافقين، وقول ابن أبي ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧] من حوله، وقول زهير، وهي قراءة من خفض حوله الرواية: بكسر من، وقد ذكرناه، والخلاف في ضبطه، وشرحناه في حرف الحاء، وفي مواقيت الصلاة.

وقوله: و ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ [الروم: ٣١] أنْهاكم من أربع، كذا للأصيلي، وللباقين على أربع وهما بمعنى. قال أهل العربية: من وعن سواء إلا في خصائص بينهما، سنذكرها في حرف العين، إن شاء الله، ومنه قولهم: سمعت منه الحديث، وسمعته عنه. وقالوا: انا فلان من فلان، وعن فلان ومنه قوله: سقط عن فرس. وربما قال: من فرس هما بمعنى. وفي باب: يهوي بالتكبير، كذا قال الزهري، ولك الحمد: حفظت من شقه الأيمن، كذا لهم، في جميع النسخ. قيل: وصوابه حفظت منه شقه الأيمن أي: حفظ من الزهري.

قوله: شقه الأيمن خلاف ما جاء عن ابن جريج بعد هذا.

قوله: ساقه الأيمن.

وقوله: في حديث ابن بشار، وعشرة آلاف من الطلقاء، كذا لجميع رواة البخاري وهو

وهم وصوابه: والطلقاء كما جاء في الحديث الآخر وهو المعروف، والطلقاء أهل مكة.

وقوله: كما ترون الكوكب الدري الغابر من الأفق، كذا في مسلم، وفي البخاري: في الأفق، قال بعضهم: وهو الصواب، وقد ذكرنا تأويله على من يجعل من لانتهاء الغاية أيضًا، وقد تكون من هنا لابتدائها أي: غبر من الأفق وغاب، كما قال في الرواية الأخرى الغارب، وقد تكون من هنا بمعنى في ومنه: ثم يطلق من قبل عدتها، كذا لهم، ولابن السكن في قبل.

وقوله: في زكاة الغنم في خمس وعشرين من الإبل فما دونها من الغنم، كذا في النسخ للنسفي، وأبي ذر والمروزي، وسقطت من لابن السكن. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>