للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتابها أي: بقيت وثبتت،

وفي بيع الدينار بالدينار نساء إن ابن عباس لا يقوله، زاد في رواية المروزي أو لا يقر له على الشك معناه: إن صحت لا يقر بصحة هذه الفتوى، والصواب: يقوله بدليل قوله آخر الحديث: كل ذلك لا أقول.

وقوله: لا وقرّة عيني، وأقر بك عينا، وأقرّ الله عين نبيها معناه: رؤية الإنسان ما يسر به، وبلوغه ما يوافقه، وإذا كان ذلك بقيت عينه باردة قارة، والقر: البرد وإذا كان ضد ذلك أبكت الحال عينه، فسخنت من الدموع، ومنه قولهم: أسخن الله عينه، كذا سمعت الأستاذ أبا الحسن بن الأخضر يفسره. وهو قول الأصمعي. وقال غيره: إنما هو من القرار والثبات. يقال: للإنسان ذلك أي: أبلغك الله أملك فقرّت عينك، ولم تطمح إلى أمل إذ قد بلغته، وقرّت من تطلعها إليه. وقيل: لأن دمعة السرور باردة، ودمعة الحزن حارة. قال الداودي: يعني بقرَّة عيني النبي .

وقوله: ولّ حارها من تولى قارها أي: باردها، بريد نعيمها وهنيئها، ومنه الغنيمة الباردة أي: الهنيئة التي ليس فيها قتال، وقد تقدم بيانه في الحاء.

وقوله: كليل تهامة لا حر ولا قرّ: بضم القاف يعني: البرد أي: معتدلة. قيل: معناه لا ذو حر ولا ذو قر وصفها، كما قيل: رجل عدل، ويحتمل أن يريد لا حر فيها ولا قر، فحذف استخفافًا، ومنه فأخذتنا ليلة ذات ريح وقر، وفيه فقررت أي: أصابني البرد: بضم القاف.

وقوله: فلم أتقار أن قمت أي: لم يمكني قرار ولا ثبات حتى قمت.

وقوله: أقرت الصلاة بالبر والزكاة. قيل: معناه قرنت أي: إنها توجب لصاحبها البر وهو الصدق وجماع الخير، والزكاة التطهير والمكانة في الدنيا والآخرة، ويحتمل أن يكون من القرار بمعنى أثبتت معها، والباء هنا بمعنى مع، وإليه كان يذهب شيخنا أبو الحسين أي: ألزمت حكمها، وسويت معها.

[(ق ر ط)]

قوله: كأنهم القراطيس جمع: قرطاس، وهو الصحيفة. قال ابن عرفة: العرب تسمي الصحيفة قرطاسًا من أي شيء كانت. قال القاضي : تشبيهه هنا المخرجين من جهنم بعد اغتسالهم، وأنهم صاروا كالقراطيس دليل على أنه أراد بها بياضها، وهذا يدل على أنه لا يقال إلا للأبيض فيها، ومنه سمي بعض خيل النبي : القرطاس لبياضه، وأما هذه القراطيس الكاغد المستعملة اليوم، فلم تكن موجودة، وإنما صنعت بعد هذا بمدة على ما ذكره أصحاب الأخبار.

وقوله: سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيها القِيرَاط يريد مصر، والقيراط جزء من الوزن، وهو عند أهل الحساب وسائر الفقهاء والموثقين، وعند أهل الفرائض في عرفهم جزء من أربعة وعشرين، وضعوه لتقريب القسمة لأن أربعة وعشرين أكثر الأجزاء فلها نصف وثلث وربع وسدس، وثمن، والقيراط نصف درهم على صرف الديات وغيرها، فيأتي في الدينار أربعة وعشرون قيراطًا، فوضعوها للتقريب لمن لم يحسن عمل الفرائض على وجهها، والقسمة على أصلها.

وقوله: كتب له قيراط، وفي الرواية الأخرى: قيراطان. وفسر في الحديث: أن القيراط مثل جبل أُحد وكذلك قوله فيمن اقتنى كلبًا نقص من أجره، أو من عمله، كل يوم قيراط. وروي قيراطان إشارة إلى جزء معلوم عند الله، وقد تكلمنا على اختلاف الروايات في الحديثين، والجمع بين قيراط وقيراطين فيهما في شرح مسلم، وكذلك قوله في حديث: مِثْلُكُمْ وَمِثْلُ الأُمَمِ فَعَمِلوا عَلى قِيرَاطِ، هي إشارة إلى جزء ما، وتمثيل نقد ما غير معلوم.

وقوله: فجعلت المرأة تلقي قرطها. قال ابن دريد: ما علق من شحمة الأذن فهو قرط كان من ذهب أو خرز.

[(ق ر ظ)]

قوله: وقرظ في ناحية

<<  <  ج: ص:  >  >>