الْخلق والعطف عَلَيْهِم وَالرَّحْمَة
وَفِي صفة النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَكَانَ رَقِيقا رحِيما من رقة الْقلب والشفقة بالأمة وَكَذَا فِي وصف أبي بكر من رقة الْقلب وَكَثْرَة الْبكاء كَمَا بَينه فِي الحَدِيث نَفسه
(ر ق ي) قَوْله لَا رقية إِلَّا من كَذَا وَمن أنباك أَنَّهَا رقية بِسُكُون الْقَاف وَضم الرَّاء وَنهى عَن الرقي وأباح الرقي مَا لم يكن فِيهِ شرك مَقْصُور كُله بِضَم الرَّاء ورقاه بِفَاتِحَة الْكتاب بِفَتْح الْقَاف فِي الْمَاضِي وَكَانَ يرقى وَأَنا أرقى بِكَسْرِهَا فِي الْمُسْتَقْبل ورقيته أَنا بِكَسْرِهَا كَذَا هُوَ من الرقي وَهُوَ كُله بِمَعْنى عوذته غير مَهْمُوز فَأَما قَوْله فرقي على الصَّفَا بِكَسْر الْقَاف فِي الْمَاضِي وَفتحهَا فِي الْمُسْتَقْبل وَكَذَا ضبطناه عَن القَاضِي التَّمِيمِي فِي الصَّحِيح وَعَن كَافَّة شُيُوخنَا فِي الْمُوَطَّأ فِي قَوْله فرقي فِي حَدِيث ساقي الْكَلْب وضبطناه عَن ابْن حمدين وَابْن عتاب فِيهِ فرقا بِفَتْح الْقَاف وَكَذَلِكَ عَن عَامَّة شُيُوخنَا فِي الصَّحِيح وَكِلَاهُمَا مقول وَفتح الْقَاف مَعَ الْهَمْز لُغَة طَيء وَالْأولَى أشهر وَأعرف وَكَذَلِكَ قَوْله فرقي الْمِنْبَر وفرقيت على ظهر بَيت وَكله بِكَسْر الْقَاف بِمَعْنى صعد وَكله غير مَهْمُوز أَيْضا وَهَذَا كَمَا قَالُوا توى وتوي وثوى وثوا وَرقا الدَّم مَهْمُوز تقدم وَكَذَلِكَ الدمع
فصلا الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي الْكُهَّان فِي حَدِيث يُونُس فِي كتاب مُسلم من رِوَايَة السَّمرقَنْدِي والسجزي وَلَكنهُمْ يرقون فِيهِ وَيزِيدُونَ كَذَا الرِّوَايَة عَنْهُمَا بِضَم الْيَاء وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْقَاف وَعند الجياني يرقون بِفَتْح الْيَاء وَالْقَاف قَالَ بَعضهم صَوَابه يرقون بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْقَاف وَكَذَا ذكره الْخطابِيّ وَمَعْنَاهُ معنى قَوْله يزِيدُونَ قيل يُقَال رقي فلَان على الْبَاطِل أَي رَفعه وَأَصله من الصعُود أَي يدعونَ فِيهَا فَوق مَا سمعُوا وَقد تصح الرِّوَايَة على تَضْعِيف هَذَا الْفِعْل وتكثيره وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه يزرفون أَو يزرفون والزرف والتزريف الزِّيَادَة
وَفِي التَّفْسِير ثَانِي عطفه مستكبر فِي نَفسه عطفه رقبته كَذَا قَالَه البُخَارِيّ
وَفِي بَاب غَزْو الْمَرْأَة فِي الْبَحْر فرقصت بهَا دابتها فَسَقَطت كَذَا فِي كتاب الطرابلسي أَي فمضت ولسائر رُوَاة البُخَارِيّ فوقصت بهَا بِالْوَاو وَلَا يَصح إِلَّا أَن تجْعَل الْبَاء زَائِدَة أَي كسرتها
الرَّاء مَعَ السِّين
(ر س ل) قَوْله فيبيتون فِي رسلها بِكَسْر الرَّاء لَا غير هُوَ اللَّبن وَقد فسره فِي الحَدِيث وَكَذَلِكَ قَوْله أبغنا رسلًا أَي هَيْئَة لنا واطلبه وَالرسل بِفَتْح الرَّاء ذَوَات اللَّبن وَقَالَ ابْن دُرَيْد الرُّسُل بِفَتْح الرَّاء وَالسِّين المَال من الْإِبِل وَالْغنم وَقَالَ غير وَاحِد الرُّسُل بِفَتْح الرَّاء وَالسِّين الْإِبِل ترسل إِلَى المَاء وَقَوله إِلَّا من أعْطى من رسلها ونجدتها روى بِالْكَسْرِ وروى بِالْفَتْح قَالَ ابْن دُرَيْد وَهُوَ أَعلَى أَي فِي الشدَّة والرخاء وبالكسراي من لَبنهَا وَقيل فِي سمنها وهزالها وَقيل رسلها وَقت هرالها وَقلة لَحمهَا ونجدتها سمنها وَقيل إِلَّا من أَعْطَاهَا فِي رسلها أَي بِطيب نفس مِنْهُ
وَقَوله على رسلك وعَلى رِسْلكُمَا وعَلى رسلكُمْ بِكَسْر الرَّاء فِي هَذَا وَفتحهَا مَعًا فبكسرها على تؤدتكم وبالفتح من اللين والرفق واصله السّير اللين ومعناهما مُتَقَارب وَقيل هما بِمَعْنى من التؤدة وَترك العجلة
وَقَوله يأتوني إرْسَالًا أَي أَفْوَاجًا طَائِفَة بعد أُخْرَى وَقَوله ضمة أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني أَي خلاني وأطلقني وَمثله قَوْله فَأرْسل مَعنا بني إِسْرَائِيل وَلَيْسَ من الرسَالَة وسمى الرَّسُول رَسُولا من التَّتَابُع لتتابع الْوَحْي ورسالة الله إِلَيْهِ وَالرَّسُول لفظ يَقع على الْمُذكر والمؤنث وَالْوَاحد والجميع قَالَ الله
(أَنا رَسُول رب الْعَالمين)
(ر س غ) قَوْله وَوضع يَده على رسغه الْأَيْسَر بِضَم الرَّاء مفصل