والتأكيد وَرَوَاهُ يحيى ومطرف وَابْن نَافِع فَلَا يذادن بِلَا الَّتِي للنَّهْي ورده ابْن وضاح على الرِّوَايَة الأولى وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْمَعْنى وَالرِّوَايَة والنافية أفْصح وأوجه وَأعرف وَوَجهه فَلَا تَفعلُوا فعلا يُوجب ذَلِك كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر فِي الْغلُول فَلَا الفين أحدكُم على رقبته بعير أَي لَا تَفعلُوا مَا يُوجب ذَلِك وَمثله قَوْله لَا ألفينك تَأتي الْقَوْم فتحدثهم فتملهم أَي لَا تفعل ذَلِك فأجدك كَذَلِك وَلَا يجوز هُنَا قصر اللَّام لِأَن الْخَبَر هُنَا لَا يَصح وَالْحَدِيثَانِ قبلهَا يَصح فيهمَا الْخَبَر وَالنَّهْي
(ذُو وَذي) وَبَيَان مَعَاني ذُو وَذي وَذَا وَذَات وَمَا جَاءَ فِيهَا من اخْتِلَاف ألفاظها ومعانيها فِي الحَدِيث قَالَ الزبيدِيّ أصل ذُو ذَوُو لأَنهم قَالُوا فِي التثية ذَوا قَالَ وَذكره فِي تَرْجَمَة اللفيف بِالْيَاءِ وَالْوَاو من المعتل وَأعلم أَن ذَا عِنْد النُّحَاة وَأهل الْعَرَبيَّة إِنَّمَا تُضَاف إِلَى الْأَجْنَاس وَلَا تصح إضافتها إِلَى غَيرهَا وَلَا تثنى عِنْد أَكْثَرهم وَلَا تجمع وَلَا تُضَاف إِلَى مصر وَلَا صفة وَلَا فعل وَلَا اسْم مُفْرد وَلَا مُضَاف لِأَنَّهَا نَفسهَا لأتنفك عَن الْإِضَافَة وَإِن جَاءَت مُفْردَة أَو بِالْألف وَاللَّام أَو مَجْمُوعَة فشاذة كَقَوْلِه الذوينا والأذواء لرؤساء الْيمن مِمَّن اسْمه ذُو كَذَا كذى نواس وَذي فايش وَذي يزن وَفِي الحَدِيث أما ذُو ورأينا وَهَذَا جمع وَقد أجَاز بَعضهم على هَذَا ذَوُو مَال وذوا مَال وذوون وَعند الْأصيلِيّ فِي بَاب الركاب والغرز أهل من عِنْد ذَوي مَسْجِد ذِي الحليفة وَهَذَا إِضَافَة إِلَى مفرة وَفِي حَدِيث أم زرع فِي بعض رِوَايَات مُسلم وَأَعْطَانِي من كل ذِي رَائِحَة زوجا وَهَذِه إِضَافَة إِلَى صفة وَوَجهه أَنه من ذَلِك الشاذ كذى يزن وَذي جدن أَو بِمَعْنى الَّذِي هُوَ كَقَوْلِهِم أفعل ذَلِك بِذِي تسلم وَهُوَ شَاذ أَيْضا أَي بِالَّذِي تسلم أَو بسلامتك أَو بِالَّذِي هِيَ سلامتك أَو وَلَك السَّلامَة هَذِه الْوُجُوه الَّتِي وجهوا بهَا هَذَا اللَّفْظ على اخْتلَافهمْ فِي عبارتهم عَنهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ وَكله رَاجع إِلَى أَنه دُعَاء لَهُ أَو تكون ذِي صلَة ودعما للْكَلَام كَقَوْلِهِم رَأَيْته ذَا يَوْم أَو ذَا لَيْلَة وَقد يرجع إِلَى نَحْو مَا قُلْنَاهُ من التَّأْوِيل على مَا نذكرهُ بعد وَجَاء فِي الحَدِيث فِي هَذِه الْأُمَّهَات مِنْهَا أَلْفَاظ سوى مَا ذَكرْنَاهُ مِنْهَا قَوْله ذُو بطن بنت خَارِجَة أَي صَاحب بَطنهَا يُرِيد الْحمل الَّذِي فِيهِ وَقَوله وَيَرْمِي جَمْرَة ذَات الْعقبَة من بطن الْوَادي أَي الْجَمْرَة الَّتِي تُضَاف للعقبة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر الَّتِي عِنْد الْعقبَة وكل هَذَا إِضَافَة إِلَى مُفْرد وَقَوله أَن تقتل تقتل ذَا دم أَي صَاحب دم يشتفى بِهِ وَيدْرك قَاتله تَارَة بِهِ وَلم يرد بِهِ الْجِنْس وَقَوله لعَلي رَضِي الله عَنهُ ذُو قرنيها أَي صَاحب قرنيها يُرِيد قَرْني الْجنَّة أَي طرفيها وَقيل ذُو قرنيها ذُو قرنى هَذِه الْأمة أَنَّك فِيهَا كذى القرنين فِي أمته ودعائه لَهُم وَأَنه فِيمَا ذكر ضرب على قَرْني رَأسه وَقيل مَعْنَاهُ فارسها وكبشها وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّك مَضْرُوب هَذِه الْأمة بقرني رَأسه وَقَوله تصل ذَا رَحِمك أَي صَاحب رَحِمك ومشاركتك فِيهِ وَهُوَ من الْجَائِز على مَا قدمْنَاهُ وَتَكون الْإِضَافَة على تَقْدِير الِانْفِصَال وَذُو فِي هَذَا الْبَاب كُله بِمَعْنى صَاحب كَذَا وَالَّذِي لَهُ كَذَا أَو الَّذِي فِي شَأْنه كَذَا
الذَّال وَالْيَاء
(ذ ي خَ) قَوْله فَإِذا بذيخ ملتطخ بِكَسْر الذَّال وَآخره خاء مُعْجمَة وَهُوَ ذكر الضباع وَمعنى ملتطخ بالطين أَو برجيعه كَمَا فِي الحَدِيث الآخر أمد رَأْي متلوث بالمدر
فصل فِي ذِي وَذَا وذيت وَذَات وذه وَذَاكَ
وَقَول البُخَارِيّ بَاب مَا جَاءَ فِي الذَّات وَفِي الحَدِيث ذَات يَوْم أَو ذَات لَيْلَة ويصلحوا ذَات بَينهم فذات الشَّيْء نَفسه وَهُوَ رَاجع إِلَى مَا تقدم أَي الَّذِي هُوَ كَذَا ذَا لمن تُشِير إِلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute