الْفَاء وَلغيره يتقفرون بِتَقْدِيم الْقَاف وَهَذَا اللَّفْظ أشهر وَهُوَ الَّذِي شرح الشارحون وَمَعْنَاهُ الطّلب يُقَال تقفرت الْعلم إِذا قفوته واقتفرت الْأَثر أتبعته وَقَالَ ابْن دُرَيْد قفرت بتَشْديد الْفَاء جمعت وَرَوَاهُ بَعضهم يقتفرون بقاف سَاكِنة مُقَدّمَة على التَّاء وَهُوَ بِمَعْنى الأول وَفِي كتاب أبي دَاوُود يتقفون بِفَتْح الْقَاف وَشد الْفَاء بِغَيْر رَاء بِمَعْنى الأول يُقَال قفوته إِذا أتبعته وَمِنْه سمى الْقَافة وَأما بِتَقْدِيم الْفَاء فِي الرِّوَايَة الأولى فَلم أر من تكلم عَلَيْهِ وَهُوَ عِنْدِي أصح الرِّوَايَات وأليقها بِالْمَعْنَى وَالْمرَاد أَي أَنهم يطْلبُونَ غامضه ويستخرجون خبيئه ويبحثون عَن أسراره ويفتحون مغلقه كَمَا قَالَ عمر فِي امْرِئ الْقَيْس افْتقر عَن معَان عور أصح بصر وَمِنْه سميت البير الْفَقِير لاستخراج مَائِهَا فَلَمَّا كَانَ الْقَوْم بِهَذِهِ الصّفة من الْفَهم وَالْعلم ثمَّ جَاءَ وبتلك الْمقَالة الْمُنكرَة وَقَالُوا ببدعة الْقدر استعظمها مِنْهُم وارتاب فِي قَوْلهم أَلا ترَاهُ كَيفَ وَصفهم بِقِرَاءَة الْقُرْآن وَقَالَ وَذكر من شَأْنهمْ بِخِلَاف لَو سمع هَذَا القَوْل من غَيرهم مِمَّن لَا يُوصف بِعلم وَلَا يعرف بِهِ لما بالاه ولعدها من جملَة مَا عهد من جهالاته وَرَأَيْت بَعضهم ذكره فِي تَعْلِيق لَهُ على مُسلم يتقعرون بِالْقَافِ بعْدهَا عين أَي يطْلبُونَ قَعْره وغامضه وَمِنْه التقعير فِي الْكَلَام
قَوْله فِي بَاب وَإِذ واعدنا مُوسَى سقط فِي أَيْديهم كل من نَدم فقد سقط فِي يَده كَذَا لَهُم وَعند الْقَابِسِيّ قيل سقط فِي يَده وَهُوَ الصَّوَاب
قَوْله فِي فضل عَائِشَة وخبرها مَعَ حَفْصَة فافتقدته عَائِشَة فغارت كَذَا لَهُم وَهُوَ الصَّوَاب أَي طلبت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَلم تَجدهُ مَعهَا على الْعَادة وَعند بَعضهم فاقتعدته كَأَنَّهُ تَأَول ركبت الْجمل الْمَذْكُور وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه لِأَن الرّكُوب قد ذكر قبل هَذَا
الْفَاء مَعَ السِّين
(ف س ح) قَوْلهَا بَيتهَا فساح بِفَتْح الْفَاء أَي وَاسع مثل فسيح والفساحة السعَة وَيحْتَمل أَن يكون على ظَاهره أَو تكون أَرَادَت خير بَيتهَا وَنعمته وسعة ذَات يَدهَا وَمَالهَا
(ف س ط) قَوْله عتبته أَو فسطاطه وَله فسطاط أَو سرادق
(الْفسْطَاط الخباء وَنَحْوه يُقَال بِضَم الْفَاء وَكسرهَا وَهُوَ أَيْضا مُجْتَمع أهل الكورة حول جَامعهَا وَمِنْه سمى فسطاط مصر وَأَصله عَمُود الخباء الَّذِي يقوم عَلَيْهِ وَيُقَال أَيْضا فستاط بِالتَّاءِ وَضم الْفَاء وَكسرهَا أَيْضا وفساط بشد السِّين وبضم الْفَاء وَكسرهَا أَيْضا وَالْجمع فساسيط بسينين
(ف س ق) قَوْله خمس فواسق يقتلن فِي الْحل وَالْحرم أصل الْفسق الْخُرُوج عَن الشَّيْء وَمِنْه سمى هَؤُلَاءِ فواسق لخروجهم عَن الِانْتِفَاع بهم أَو السَّلامَة مِنْهُم إِلَى الْإِضْرَار والأذى وَقيل بل سمي الْغُرَاب فَاسِقًا لتخلفه عَن نوح وعصيانه لَهُ والفارة فويسقة لخروجها عَن النَّاس من جحرها وَقيل بل ذَلِك لخروجهم عَن الْحُرْمَة وَالْأَمر بِقَتْلِهِم وَأَنه لَا فديَة فيهم وَقيل بل لتَحْرِيم أكلهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى) ذَلِكُم فسق
(عِنْد ذكر الْمُحرمَات وَاسْتدلَّ بقول عَائِشَة من يَأْكُل الْغُرَاب وَقد سَمَّاهُ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فَاسِقًا وتحريمها كلهَا غير مَعْرُوف وَاخْتلف فِي الْغُرَاب
وَقَوله فَلم يفسق وَلم يجهل أَي يَعْصِي الله وَيخرج عَن الطَّاعَة بذلك وَقيل يفسق يذبح لغير الله على الْخلاف فِي قَوْله فَلَا رفث وَلَا فسوق وَقيل مَا أصَاب من محارم الله وَالصَّيْد وَقيل قَول الزُّور
الْفَاء مَعَ الشين
(ف ش ج) قَوْله فِي حَدِيث جَابر آخر مُسلم ففشجت فبالت انفاجت وفرجت مَا بَين رِجْلَيْهَا لتبول كَمَا تفعل الدَّوَابّ وَالْإِبِل وَقد ذكرنَا هَذَا الْحَرْف وَالْخلاف فِي رِوَايَته وَتَفْسِيره فِي حرف التَّاء
(ف ش ع)