(ق ر ط) قَوْله كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس جمع قرطاس وَهُوَ الصَّحِيفَة قَالَ ابْن عَرَفَة الْعَرَب تسمى الصَّحِيفَة قرطاسا من أَي شَيْء كَانَت
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تشبيهه هُنَا المخرجين من جَهَنَّم بعد اغتسالهم وَأَنَّهُمْ صَارُوا كالقراطيس دَلِيل على أَنه أَرَادَ بهَا بياضها وَهَذَا يدل على أَنه لَا يُقَال إِلَّا للأبيض فِيهَا وَمِنْه سمي بعض خيل النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) القرطاس لبياضه وَأما هَذِه الْقَرَاطِيس الكاغد المستعملة الْيَوْم فَلم تكن مَوْجُودَة وَإِنَّمَا صنعت بعد هَذَا بِمدَّة على مَا ذكره أَصْحَاب الْأَخْبَار وَقَوله ستفتحون أَرضًا يذكر فِيهَا القيراط يُرِيد مصر والقيراط جُزْء من الْوَزْن وَهُوَ عِنْد أهل الْحساب وَسَائِر الْفُقَهَاء والموثقين وَعند أهل الْفَرَائِض فِي عرفهم جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين وضعوه لتقريب الْقِسْمَة لِأَن أَرْبَعَة وَعشْرين أَكثر الْأَجْزَاء فلهَا نصف وَثلث وَربع وَسدس وَثمن والقيراط نصف دِرْهَم على صرف الدِّيات وَغَيرهَا فَيَأْتِي فِي الدِّينَار أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطا فَوَضَعُوهَا للتقريب لمن لم يحسن عمل الْفَرَائِض على وَجههَا وَالْقِسْمَة على أَصْلهَا وَقَوله كتب لَهُ قِيرَاط وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قيراطان وَفسّر فِي الحَدِيث أَن القيراط مثل جبل أحد وَكَذَلِكَ قَوْله فِيمَن اقتنى كَلْبا نقص من أجره أَو من عمله كل يَوْم قِيرَاط وروى قيراطان إِشَارَة إِلَى جُزْء مَعْلُوم عِنْد الله وَقد تكلمنا على اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِي الْحَدِيثين وَالْجمع بَين قِيرَاط وقيراطين فيهمَا فِي شرح مُسلم وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث مثلكُمْ وَمثل الْأُمَم فَعَلمُوا على قِيرَاط هِيَ إِشَارَة إِلَى جُزْء مَا وتمثيل نقد مَا غير مَعْلُوم وَقَوله فَجعلت الْمَرْأَة تلقى قُرْطهَا قَالَ ابْن دُرَيْد مَا علق من شحمة الْأذن فَهُوَ قرط كَانَ من ذهب أَو خرز