للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انْقَادَ لَك فَكَأَنَّهُ مُطِيع لَك

(ط وف) قَوْله إِنَّمَا هِيَ من الطوافين عَلَيْكُم والطوافات أَي المتكررات عَلَيْكُم مِمَّا لَا يَنْفَكّ عَنهُ وَلَا يقدر على التحفظ مِنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى طَوَّافُونَ عَلَيْكُم والطائف الْخَادِم اللَّطِيف فِي خدمته وتكراره الكملة يحْتَمل الشَّك وَيحْتَمل قصد جَمِيع الذُّكُور وَالْإِنَاث

وَقَوله فَطَافَ بأعظمها بيدرا وَجعل يطوف بالبير وَطَاف بِالْبَيْتِ وَجعل يطوف بالجمل كُله بِمَعْنى وَاحِد إِذا اسْتَدَارَ بِهِ من جَمِيع نواحيه حكى صَاحب الْأَفْعَال فِيهِ كُله طَاف وأطاف وَفِي الجمهرة طَاف بالشَّيْء دَار حوله وأطاف بِهِ ألم بِهِ وَقَالَ الْخطابِيّ طَاف يطوف من الطّواف وَطَاف يطِيف من الطيف وَهُوَ الخيال وأطاف يطِيف من الْإِحَاطَة بالشَّيْء وَقَوله كَانَ يطوف على نِسَائِهِ وَكَذَا فِي خبر سُلَيْمَان لأطوفن اللَّيْلَة على تسعين امْرَأَة ويروى لأطيفن على اللغتين المتقدمتين وَمَعْنَاهُ هُنَا الْجِمَاع وَمِنْه يطوف عَلَيْهِم الْمُؤمن وَيحْتَمل أَن يكون فِي هذَيْن الْحَدِيثين بِمَعْنى يلم وَتَكون رِوَايَة أطيفن أصح وكنى بذلك عَن الْجِمَاع وَقيل اللغتان فِي الْكِنَايَة عَن الْجِمَاع بذلك صحيحتان يُقَال طَاف بِالْمَرْأَةِ وأطاف بهَا جَامعهَا قَالَه صَاحب الْأَفْعَال

قَوْله من يعيرني تطوافا بِكَسْر التَّاء أَي ثوبا أَطُوف بِهِ حول الْبَيْت

(ط وق) قَوْله طوقها من سبع أَرضين يَوْم الْقِيَامَة قيل جعل طوقا فِي عُنُقه وَقيل خسف بِهِ فَصَارَت الأرضون كالطوق فِي عُنُقه وَقد جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى خسف بِهِ إِلَى سبع أَرضين وَقيل طوقها حملهَا وكلف طاقته من ذَلِك

وَقَوله فِي الزَّكَاة ثمَّ طوقه أَي يَجْعَل كالطوق فِي عُنُقه

وَقَوله فِي حَدِيث الْخضر فَصَارَ عَلَيْهِ يَعْنِي الْبَحْر على الْحُوت مثل الطاق أَي مثل طاق الْبناء الفارغ مَا تَحْتَهُ وَهِي الحنية وَتسَمى الأزج أَيْضا وَقد بَينه فِي الحَدِيث الآخر بقوله وَأمْسك الله عَنهُ جريه المَاء حَتَّى كَانَ أَثَره فِي حجر وَحلق بَين إبهامه وَالَّتِي تَلِيهَا وَقَوله وَالنَّخْل مطوقة بثمرها أَي قد تذللت ورجبت عثاكيلها فَصَارَت للنخيل كالأطواق

(ط وى) قَوْله باتا طاويين أَي جائعين والطوى ضمور الْبَطن من الْجُوع وَقَوله يطوي بَطْنه عَن جَاره أَي يؤثره بطعامه وَفضل زَاده وَيتْرك شَهْوَته فَكَأَنَّهُ أجاع نَفسه عَن شَهْوَته وَقَوله أطولنا الأَرْض أَي سهل علينا الْمَشْي وَالسّفر واعنا عَلَيْهِ وقربه لنا وَلَا تطول سيرنا وَقَوله أَن الأَرْض تطوى بِاللَّيْلِ مَا لَا تطوى بِالنَّهَارِ أَي تقطع ويسرع السّير فِيهَا لرقة هَوَاء اللَّيْل وَعدم الْحر يعين على السّير وينشط الدَّوَابّ ويخفف الْحمل خلاف حر النَّهَار وَلَهَب الهجائر

وَقَوله فِي طوى من أطواء الْمَدِينَة وطوى من أطواء بدر بِكَسْر الْوَاو وَفتح الطَّاء وَآخره مشدد هِيَ البير المطوية بِالْحِجَارَةِ وَجَمعهَا أطواء وَقَوله فَإِذا قَامَ وَحده فليطل مَا شَاءَ كَذَا لَهُم وَعند بَعضهم فَليصل مَا شَاءَ وَالْأول أوجه فَأَما فِي الحَدِيث الآخر فَليصل كَيفَ شَاءَ

الطَّاء مَعَ الْيَاء

(ط ي ب) قَوْله جعلت لي الأَرْض طيبَة طهُورا أَي طَاهِرَة مطهرة وفتيمموا صَعِيدا طيبا وَتيَمّم صَعِيدا طيبا كَمَا أمره الله قَالَ ابْن مسلمة مَعْنَاهُ طَاهِرا وَلم يرد غَيره وَهُوَ تَأْوِيل ملك وَأَصْحَابه فِي الْآيَة وتأوله غَيره أَن مَعْنَاهُ منبتا

وَقَوله جعلت لي الأَرْض طيبَة طهُورا أقوى حجَّة لمَالِك فِي ذَلِك أَن مَعْنَاهُ طَاهِرَة مطهرة فكرر اللَّفْظ للفائدة الزَّائِدَة فِي تطهيرها لغَيْرهَا وَلم يخص (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِأَنَّهَا منبتة وَفِي التَّشَهُّد الطَّيِّبَات لله أَي الْكَلِمَات الطَّيِّبَات وَقَوله من كسب طيب أَي حَلَال وَمِنْه قَوْله أَن الله طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا وتسميته تَعَالَى طيبا

<<  <  ج: ص:  >  >>