للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْأُخْرَى أَي وَقت هَذَا وَقَوله اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه أَي حماية نَفسه من الْوُقُوع فِي الْمُشكل وَالْحرَام وتأوله بَعضهم على أَنه بِمَعْنى الْعرض الَّذِي هوا لذم وَالْقَوْل فِيهِ وَقَوله من عرض عَلَيْهِ ريحَان فَلَا يردهُ أَي من أهْدى لَهُ والعراضة بِالضَّمِّ الْهَدِيَّة وَقَوله وَعرضه بالفتن أَي أنصبه لَهَا وامتحنه بهَا وَقَوله فرأيته يتَعَرَّض للجواري أَي يتَصَدَّى لَهُنَّ يراودهن وَقَوله إِنَّك لَعَرِيض الوساد وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن وِسَادك لَعَرِيض طَوِيل لما تَأَول الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود بالعقالين وجعلهما تَحت وساده وَجعل يَأْكُل حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ الْأَبْيَض من الْأسود مِنْهُمَا قيل أَرَادَ أَن نومك لَعَرِيض فكنى بالوساد عَنهُ وَقيل أَرَادَ أَن مَوضِع الوساد مِنْك لَعَرِيض يُرِيد من رَأسه وعنقه وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِنَّك لَعَرِيض الْقَفَا قَالَ الْهَرَوِيّ كِنَايَة عَن السّمن قَالَ الْخطابِيّ وَقد يكون كِنَايَة عَن الغباوة وَقيل أَنه أَرَادَ أَن من أكل مَعَ الصُّبْح فِي صَوْمه أصبح عريض الْقَفَا لِأَن الصَّوْم لَا ينهكه

قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَمرَاده فِي الحَدِيث بَين لَا يحْتَاج إِلَى شَيْء من هَذَا التَّكَلُّف لوضوح مقْصده وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن وسادا يكون تَحْتَهُ أَو عنقًا يتوسد الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود لَعَرِيض إِذْ هما اللَّيْل وَالنَّهَار اللَّذَان أَرَادَ الله بالخيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود إِذْ اللَّيْل وَالنَّهَار هما الزَّمَان كُله الْمُشْتَمل على الدُّنْيَا وأقطارها عرضا وطولا وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب التَّفْسِير أَنَّك إِذا لَعَرِيض الْقَفَا إِن كَانَ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْأسود تَحت وِسَادك وَإِلَى نَحْو هَذَا أَشَارَ الْقَابِسِيّ وَقَوله فِي أسيفع جُهَيْنَة أدان معرضًا بِسُكُون الْعين قيل مَعْنَاهُ هُنَا المعترص لكل من يدانيه وَقيل مُعْتَرضًا مُمكنا أَي أدان من كل من يُمكنهُ ويعترض لَهُ يُقَال عرض لي الْأَمر وَأعْرض أَي أمكنني وَهَذَا قد رده بَعضهم لِأَن الْحَال إِذا من غَيره لَا مِنْهُ وَقيل معرضًا عَن النَّصِيحَة فِي أَلا يفعل ذَلِك وَلَا يستدين قَالَه ابْن شُمَيْل وَقيل معرضًا عَن الْأَدَاء لَا يُبَالِي إِلَّا يُؤَدِّيه قَوْله ثمَّ أعرض عَنْهَا وَعَن الَّذِي يعْتَرض عَن امْرَأَته أَي أَصَابَته عِلّة أضعفت ذكره عَن الْجِمَاع وَهُوَ الْمُعْتَرض وَقد كَانَ يَأْتِي النِّسَاء قبل والعنين الَّذِي خلق خلقَة لَا يأتيهن وَقَوله وَهِي بَينه وَبَين الْقبْلَة مُعْتَرضَة وَفِي رِوَايَة اعْتِرَاض الْجِنَازَة أَي كَمَا تجْعَل الْجِنَازَة عرضا للصَّلَاة عَلَيْهَا وَقَوله فَأتى حَمْزَة الْوَادي فاستعرضها أَي رَمَاهَا من جَانبهَا وَلم يرمها من فَوْقهَا كَمَا فسره فِي الحَدِيث

قَوْله مَالِي أَرَاكُم عَنْهَا معرضين أَي غير آخذين بِهَذِهِ السّنة وَيحْتَمل معرضين عَن عظتي لكم وكلماتي بِدَلِيل قَوْله فِي كتاب التِّرْمِذِيّ فطأطؤا رؤوسهم وَقَوله فِي أضياف أبي بكر قد عرضوا فَأَبَوا بتَخْفِيف الرَّاء على مَا لم يسم فَاعله أَي أطعموا والعراضة بِضَم الْعين الْهَدِيَّة يُقَال مَا عرضتهم أَي مَا أطعمتهم وَأهْديت لَهُم وَقَول مُسلم فِي تَصْحِيف عبد القدوس أَن تتَّخذ للروح عرضا بِفَتْح الرَّاء الأولى وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا وَفتح الْعين وَسُكُون الرَّاء وَتَفْسِيره بِمَا فسره مِمَّا حَكَاهُ عَنهُ مُسلم خطأ كُله وَهُوَ الَّذِي قصد مُسلم بحكايته وَتَصْحِيفه للْحَدِيث الْمَعْلُوم نهى أَن تتَّخذ الرّوح بِالضَّمِّ غَرضا بِالْمُعْجَمَةِ وَفتح الرَّاء أَي ينصب مَا فِيهِ الرّوح للرمي مثل نَهْيه عَن المصبورة وَقَوله أعرض فَأَعْرض الله عَنهُ إعراضه تَعَالَى عَن عَبده ترك رَحمته وإنعامه عَلَيْهِ وَقيل جازاه على إعراضه

(ع ر ف) قَوْله وَالْعرْف عرف مسك وَعرفا من عرف النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء أَي ريحًا طيبَة وَالْعرْف الرّيح

<<  <  ج: ص:  >  >>