وهو وهم، وصوابه عبد الله ابن بحينة مكبرًا، وكذا ذكره البخاري من بعض طرقه، وذكره من طريق آخر سمّاه فيه مالك ابن بحينة، وكلاهما صحيح، إذ الخلاف فيه قديمًا. قال الدمشقي: أهل الحجاز يسمونه عبد الله. وأهل العراق يسمونه مالكًا، فذكر البخاري الوجهين في صحيحه وتاريخه، وبالوجهين ذكره الدمشقي. قال: والأصح عبد الله، وبحينة اسم أم أبيه، مالك قال: هذا وهو عبد الله بن مالك الأزدي، وقد ذكر مسلم حديثه وسمّاه فيه عبد الله بن مالك ابن بحينة، من رواية القعنبي، وذكر أن القعنبي قال فيه عن أبيه، عن النبي ﵇ وأنَّه أخطأ، ولهذا، أسقط مسلم من الحديث ذكر أبيه، قال مسلم: وبحينة أم عبد الله قال الدارقطني: من لم يقل عن أبيه هو الصواب. قال ابن معين: ليس يروي أبوه عن النبي ﵇: وأثبت أبو عمر بن عبد البر صحبة عبد الله وأبيه مالك. وقال مسلم: نا إسحاق بن موسى بن عبيد الله بن موسى الأنصاري، كذا لهم، وعند السجزي: عبد الله، وكذا كان في كتاب ابن عيسى والصواب. وفي باب الخطبة على المنبر: قال سليمان عن يحيى: أخبرني
حفص بن عبد الله بن أنس، كذا للنسفي، وبعضهم، وعند الأصيلي وأبي ذر: حفص بن عبيد الله مصغرًا وهو الصواب، وإنما الخلاف: هل هو حفص ابن عبيد الله: أو عبيد الله بن حفص، حكى الوجهين البخاري. قال الدمشقي ابن أبي كثير يقول فيه: عبيد الله بن حفص، خلاف قول الجماعة. قال البخاري: ولا يصح، وجاء في صحيح البخاري في رواية ابن أبي كثير. أخبرني ابن أنس: غير مسمى لهذه العلة. وفي باب المملوك وهبته: أن أمة كانت لعبد الله بن عمر، كذا شيخنا أبي محمد بن عتاب، وعند شيخنا أبي إسحاق: كانت لعبيد الله مصغرًا، وبالوجهين تقيد في كتاب القاضي التميمي، وبالتصغير رواه ابن القاسم ومطرف وابن بكير وغيرهم من الرواة. وفي فَصْل المدينة ومن أرادها بسوء: عن ابن جريج: نا عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس، كذا لهم، وعند الطبري: عبيد الله مصغرًا، والصواب الأول، وذكر مسلم عن أبي النضر، عن عمير مولى عبيد الله بن عباس مصغرًا، كذا للطبري والهوزني، ولغيرهم: مولى ابن عباس غير مسمى، وذكر مسلم فيه أيضًا: مولى أم الفضل، ومولى ابن عباس. وقال ابن إسحاق: مولى عبيد الله بن عباس. قال الباجي: ويقال: مولى عبد الله بن عباس. وفي باب الجزية: نا سعيد بن عبيد الله الثقفي، كذا لجميعهم، وكذا جاء في غير هذا الباب، وعند القابسي هنا: ابن عبد الله مكبرًا: والأول الصواب. قاله أبو ذر، ومحمد بن أبي صفرة، وكذا ذكره البخاري في تاريخه دون خلاف. وفي النهي عن الأكل بالشمال: ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الله، بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، كذا لابن وضاح، عند شيخنا أبي إسحاق ولغيره عنده، عن أبي بكر بن عبيد الله، وبعكس الروايتين، عند شيخنا، أبي محمد بن عتاب، وأبي عبد الله بن حمدين، وعند الجياني: عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، والصحيح عن يحيى، عن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر، وهو خطأ عند جميعهم، وإنما قاله أصحاب الموطأ وغيرهم، من رواهُ ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، وزاد في رواية ابن بكير: عن أبيه، عن عبد الله بن عمر. وقاله: بعض الرواة، عن ابن شهاب، والمعروف إسقاط أبيه - كما تقدم - لجمهور الرواة.
فصل آخر في عبد وعبيد وعبيدة وعبد الله وعبيد الله والوهم في ذلك