للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مجيبه كذلك أو المجيء إليه وتمثيله بالذراع، والباع والمشي والهرولة مجاز كلام العرب، والاستعارة لمجازاة الله عبده عند طاعته له وإنابته إليه وإقباله على عبادته بقبول توبته، وتيسيره لطاعته، ومعونته عليها، وتمام توفيقه وهدايته، والله أعلم بمراده.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في باب ذكر الملائكة في حديث الإسراء، فبودي أن قد أمضيت فريضتي، وخففت على عبادي، كذا بالباء بواحدة مكسورة وواو مضمومة ودال مشددة من الود، كذا وجدته مقيدًا بخطى في كتاب البخاري في هذا الباب، ورواه سائر الرواة، وفي سائر النسخ: فنودي بالنون وهو الصواب، ووجه الكلام، وبمعنى ما جاءت به الأحاديث في غير هذا الباب في الصحيحين، والأول يختل به الكلام وهو تصحيف لا شك فيه.

وقوله: في باب ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥] في كتاب الصلاة وأجد بلالًا قائمًا بين البابين، كذا عند كافتهم. وعند الحموي بين الناس، والأول الصواب.

قوله: ما بين الركن والباب الملتزم كذا ليحيى بن يحيى، من رواية ابن وضّاح وأبي عيسى، وعنه أيضًا: ما بين الركن والمقام الملتزم وهو وهم، والصواب الأول، وقد بيناه في حرف الميم. وفي صفة أهل الجنة قلت: فما بال الطعام؟ قال جشاء كذا: في جميع نسخ مسلم قال الكناني: لعله ما مآل الطعام لأنه جاء في رواية الزبيدي إلى مَ مصير طعام أهل الجنة؟ فذكر بقية الحديث بمعناه. قال القاضي .

وقوله: بال يقتضي ما ذكره كما جاء في الرواية، فقد قدمنا أن البال يقع على الحال والشأن، فمعناه ما شأن عقباه، ومآله وآخر أمره.

وقوله: في ألبان الأتن: وما ألبان الأتن.

وقوله: فلم يبلغنا في ألبانها أمر، كذا لكافة رواة البخاري، وهو الصحيح ومقتضى التبويب والكلام، وعند الجرجاني: أبوال مكان ألبان وألبانها وهو خطأ.

[الباء مع الياء]

[(ب ي ب)]

قوله بيبا: ذكرناه والخلاف فيه ومعناه في الهمزة. وقول من قال: إن الكلمة كلها جعلت كالكلمة الواحدة.

[(ب ي ت)]

قوله: ما بين بيتي ومنبري: قيل: المراد به القبر، كما قال في الرواية الأخرى: ما بين قبري ومنبري: والبيت يأتي في اللغة بمعنى القبر، وكذلك في الحديث الآخر في الإذخر، فإنه لبيوتنا قيل: معناه لقبورنا كما جاء في الحديث الآخر لقبورنا، وجاء أيضًا ما يدل أنه بيت السكني، فقد روي أنه لظهر البيت، والقبر وفي أخرى فإنه لبيوتنا وقبورنا، وقد يكون أيضًا البيت في الحديث الأول المراد به بيت سكناه فإن فيه كان قبره فاجتمع المعنيان في البيت. قال الداودي: كانوا يخلطونه بالطين كما يخلط بالتبن فيملسون به بيوتهم.

وقوله في أهل الدار يبيِّتون. وإنا نصيب في البيات من ذراري المشركين، هو أن يوقع بهم ليلًا، وهو البيات. قال الله تعالى ﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ﴾ [النمل: ٤٩] وقال ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ [الأعراف: ٩٧] وقوله: فباتوا يفعلون كذا، وبات يفعل كذا، وبت أفعله وهو متكرر في الحديث، هو كناية عما يصنع في الليل وعكسه ظللت في فعل النهار. وأكثر ما يستعمل بات في غير النون.

وقوله في حديث الهجرة: فيصبح مع قريش كبائت أي، كمثل من بات معهم ولم يغب عنهم.

وقوله: لبيت بركبة أحب إلي من أبيات بالشام. قيل: أراد بالبيت البناء والمسكن لصحة بلاد الحجاز، ووباء الشام وركبة من بلاد الطائف. وسنذكرها وقيل: أراد، والبيت هنا أهله من العرب قال بعض اللغويين: البيت من العرب الذي يجمع شرف القبيلة وهو بيتها أيضًا.

[(ب ي ح)]

قوله: أبيحت خضراء قريش أي: انتهبت وتم هلاكها، والإباحة كالنهبي، وما لا يرد عنه مريده ومنه: الشيء المباح في الشرع، أي: الذي لم يمنع منه مانع، ترك لمن أراد فعله، أو تركه وخضراء وهم جماعتهم، وسنذكره مفسرًا في حرف الخاء، إن شاء الله تعالى.

[(ب ي د)]

قوله: بَيْد أنهم أوتوا الكتاب من قِبَلنا بفتح الباء والدال لا غير وسكون الياء معناه هنا: غير. وقيل: إلا وقيل: على، وتأتي بمعنى من أجل. ومنه قوله في الحديث الآخر: بَيْدَ أني من قريش. وقد قيل ذلك في الحديث الأول، وهو بعيد. وقد تقدم الكلام عليه، والخلاف فيه في حرف الهمزة، وفيها لغة أخرى ميد بالميم.

وقوله: بيداؤكم هذه، وذكر البيداء، وبيداء المدينة، وبيداء مكة، هي المفازة والقفر، وكل صحراء بيداء، وجمعها بيد، والبيدر والبيادر بفتح الباء. ذكرت في الحديث: هي للتمر كالأنادر للطعام، يجمع فيها إذا جد، ويسمى الجرين أيضًا والجوخان.

وقوله: بيدر كل تمر على حدته أي: اجعل لكل ثنف بيدرًا ولا تخلط به غيره.

وقوله: أبيدت خضراء قريش

<<  <  ج: ص:  >  >>