قَوْله لَو أَن النَّاس غضوا من الثُّلُث إِلَى الرّبع بِفَتْح الْغَيْن وَتَشْديد الضَّاد أَي نَقَصُوا والغضاضة النُّقْصَان وَقَالَ الطَّبَرِيّ مَعْنَاهُ رجعُوا قَالَ وَاصل الغض الْكَفّ وَالرَّدّ وَقَوله فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وغضوا أبصاركم هُوَ كفها عَن النّظر وحبسها عَنهُ
الْغَيْن مَعَ الْفَاء
(غ ف ر) تكَرر فِي الحَدِيث الغفران وَالْمَغْفِرَة وَأَصله السّتْر والتغطية أَي اسْتُرْ ذنوبنا بِرَحْمَتك وعفوك ونستغفرك نطلب مِنْك ذَلِك وَقَوله غفرانك مصدر مَنْصُوب على الْمَفْعُول أَي هبنا ذَلِك وأعطناه والمغفر بِكَسْر الْمِيم مَا يَجْعَل من الزرد على الرَّأْس مثل القلنسوة أَو الْخمار قَوْله أكلت مَغَافِير تقدم فِي حرف الْمِيم وَإِن كَانَت زَائِدَة
(غ ف ل) قَوْله أَغْفَلنَا رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَمِينه أَي استغفلناه وطلبنا غفلته عَنْهَا ونسيانه إِيَّاهَا وصيرناه غافلا عَنْهَا بسببنا قَالَ الله تَعَالَى) أَغْفَلنَا قلبه عَن ذكرنَا
(أَي صيرناه غافلا وَقَوله من لُحُوم الغوافل أَي الفوافل عَن الْفَاحِشَة المبرآت مِنْهَا
(غ ف ى) قَوْله فأغفى إغْفَاءَة بِالْمدِّ أَي نَام نومَة خَفِيفَة يُقَال أغفى الرجل إِذا نَام وَقل مَا يُقَال غفى وَذكر الحَدِيث فغفونا غفوة وَقَالَ صَاحب الْعين أغفى الرجل يغفى وغفى يغفي غفية وَذكره فِي حرف الْيَاء وَأنكر صَاحب الجمهرة قَوْلهم غفوت فِي النّوم قَالَ وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا هُوَ أغفيت.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث عَمْرو بن العَاصِي من رِوَايَة مُحَمَّد بن رَافع فَلَا تغفل فَإِن لعينك عَلَيْك حَقًا كَذَا سمعناه من الصَّدَفِي عَن العذري بالغين الْمُعْجَمَة أَولا وَفَاء بعْدهَا وَرِوَايَة الكافة فَلَا تفعل بِتَقْدِيم الْفَاء وَالْعين الْمُهْملَة وَهُوَ الصَّوَاب لموافقته سَائِر الْأَحَادِيث ولصحة الْمَعْنى وَفِي بعض رِوَايَات البُخَارِيّ فَاغْفِر للْأَنْصَار والمهاجرة وَالْمَشْهُور فِي غَيرهَا فَاغْفِر لأنصار أَو فَارْحَمْ الْأَنْصَار وفأصلح الْأَنْصَار وَأكْثر مَا تسْتَعْمل الْمَغْفِرَة مَعَ حرف الْجَرّ وَالصّفة لَكِن وَجه هَذَا أَي اسْتُرْ الْأَنْصَار بِرَحْمَتك ومغفرتك وأصل الْمَغْفِرَة كَمَا ذكرنَا السّتْر
وَفِي لبث النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَكَّة وَإِن ابْن عَبَّاس قَالَ ثَلَاثَة عشرَة سنة فغفره كَذَا للسمرقندي والسجزي مَعْنَاهُ قَالَ غفر الله لَهُ وَلابْن ماهان فصغره أَي وَصفه بالصغر وَعدم الضَّبْط إِذْ ذَاك
فِي شُرُوط السَّاعَة فِي كتاب مُسلم فجَاء رجل فَقَالَ اسْتغْفر لمضر فَإِنَّهُم قد هَلَكُوا فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لمضر إِنَّك لجرئ كَذَا فِي جَمِيع نسخ مُسلم
وَفِي البُخَارِيّ استسق قَالَ بَعضهم هُوَ الصَّوَاب والأليق
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله الْأَلْيَق عِنْدِي مَا فِي كتاب مُسلم لإنكار النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذَلِك على السَّائِل لكفرهم وَلَو كَانَ سَأَلَهُ الاسْتِسْقَاء لَهُم لما أنكرهُ لِأَنَّهُ (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قد فعله ودعا لَهُم
الْغَيْن مَعَ السِّين
(غ س ل) قَوْله غسلنا صاحبنا بتَشْديد السِّين أَي أعطيناه مَا يغْتَسل بِهِ وَذكر الْغسْل من الْجَنَابَة وَغَيرهَا قَالُوا هُوَ بِالْفَتْح اسْم الْفِعْل وبالضم اسْم المَاء وَهُوَ قَول أبي زيد وَقد قيل فيهمَا جَمِيعًا اسْم الْفِعْل وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَقَوله أغسلني بِالْمَاءِ والثلج أَي طهرني من الذُّنُوب كَمَا يطهر مَا غسل بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد وَكرر هَذَا على الْمُبَالغَة فِي التَّطْهِير بالغفران وَالرَّحْمَة وَقَوله وأنزلت عَلَيْك كتابا لَا يغسلهُ المَاء قيل مَعْنَاهُ لَا يفنى وَلَا يدرس وَقيل لَا ينسى حفظه من الصُّدُور وَلَو مُحي كِتَابه وَغسل بِالْمَاءِ
(غ س ق) قَوْله غسق اللَّيْل اجْتِمَاع اللَّيْل وظلمته قَالَ الْفراء غسق وظلم وأظلم وغبس وأغبس وغبش وأغبش ودجى وأدجى بِمَعْنى ورى عَن مُجَاهِد غسق اللَّيْل