حمدًا لمن أنزل على مصطفاه ﷺ أفضل الحديث. وحفظ شريعته المطهرة من طوارئ التغيير في القديم والحديث. صلاة وسلامًا نرد بهما نقاخه وزلاله. ونتفيأ ببركتهما ظلاله. وعلى آله وأصحابه شموس الاهتدا. ومصابيح الهدى. ما رنح بلبل وهزار. ولمعت أشعة أسرار. وبعد فقد تم بعون الله (كتاب مشارق الأنوار. على صحاح الآثار) في تفسير غريب أحاديث الموطأ والصحيحين وضبط الألفاظ من التحريف. مع أسماء الرجال والمواضع والتنبيه على الأوهام والتصحيف. إلى غير ذلك من النكت البديعة. والأبحاث المنيعة. فلقد احتوى على غرر المحاسن. وأباح الورود للطلاب من ماء غير آسن.
ما شئت من درر للقطف دانية … ومن أزاهر بالأكمام والحلل
إن كنت ذا مقة فلتصطفيه على … كل التآليف وابتهج به وصل
وكيف لا ومؤلفه الجهبذ الحجة الإمام. شيخ مشايخ الأعلام. الذي سار ذكره مسير الشمس والقمر. في البدو والحضر. حامل لواء العلوم في عصره القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي المالكي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه آمين.
وقد استعملت غاية الطاقة في كتبه وتنقيحه. والتثبت في تهذيبه وتصحيحه. حتى جاء بفضل الله غرة في جبين الدهر. عظيم المزايا جليل القدر. فلو وزن بالجوهر أو كتب بالذهب لاستضعف الكاتب. واستبخس الوازن والواهب. فهلموا يا رواة العلوم لاقتباس أنواره. واستخراج غرائب معارفه وأسراره. فها غرف قصوره قد فتحت للمرشدين. منادية أدخلوها بسلام آمنين. فجزى الله من أظهره ونشره بعد عزة وجوده نشرًا. وأناله على طبعه المرونق مثوبة وأجرًا.
آمين آمين لا أرضى بواحدة … حتى أضيف إليها ألف آمين
فلقد استحق من جميع المعتنين بالعلوم دعاء صالحًا لا يبور. تتضاعف له به الحسنات والأجور.
وكان الفراغ من طبعه. وإظهار أسلوب وضعه. في أواسط رجب الفرد الحرام عام ١٣٣٣ من هجرة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام في البداية والختام.