فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث ابْن أبي شيبَة كَمَا تنْبت الغثاءة فِي جَانب السَّيْل كَذَا لأكْثر رُوَاة مُسلم بغين مَضْمُومَة ممدودا يُرِيد مَا احتمله من الزراريع كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر كَمَا تنْبت الْحبَّة وَقد ذَكرْنَاهُ وأصل الغثاء كل مَا جَاءَ بِهِ السَّيْل وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي القثاءة بِالْقَافِ مَكْسُورَة ممدودا وَاحِد القثاء وَهُوَ وهم
الْغَيْن مَعَ الدَّال
(غ ده) قَوْله أغدة كَغُدَّة الْبَعِير الغدة هِيَ شبه الذبْحَة تخرج فِي الْحلق والغدة لحْمَة تنْبت بَين الْجلد وَاللَّحم للبعير وَغَيره وَهُوَ مَنْصُوب على الْمصدر وَكَذَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي المنصوبات أَي أغد غُدَّة وبالوجهين يرويهِ الروَاة وَالرَّفْع على الْمُبْتَدَأ أَو الْفَاعِل بِفعل مُضْمر أَي أصابتني أَو أخذتني غُدَّة
(غ د ر) قَوْله أَي غدر مثل عمر وَمَعْنَاهُ يَا غادر وَلَا يُقَال غدر إِلَّا فِي النداء وللمرأة يَا غدار مثل يالكع ويالكاع والغادر نَاقض الْعَهْد وَمِنْه قَوْله هَل يغدر يُقَال مِنْهُ غدر يغدر بِكَسْر الدَّال فِي الْمُسْتَقْبل فَأَما أغدر وغادر فبمعنى ترك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى لَا يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة وَمِنْه قَوْله فِي الحَدِيث الآخر شِفَاء لَا يُغَادر سقما
(غ دق) قَوْله عين غديقة أَي مطر كثير وَقد تقدم تَفْسِير الْعين والغيث الغدق بِفَتْح الدَّال الْكثير وَصغر غديقة هُنَا على التَّكْبِير وَقد رَوَاهُ بَعضهم غديقة ضَبطنَا الضبطين على الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن اللّغَوِيّ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الغدق الْمَطَر الْكثير الْقطر
(غ د و) قَوْله غدْوَة فِي سَبِيل الله أَو رَوْحَة الغدوة بِفَتْح الْعين من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال والروحة بعْدهَا وَهَذَا الحَدِيث يدل على فرق مَا بَينهمَا وَحجَّة لمَالِك فِي مذْهبه فِي رواح الْجُمُعَة أَنه بعد الزَّوَال وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء والغدوة هُنَا السّير فِي الْغَدَاة وَقيل الغدوة بِالضَّمِّ من الصُّبْح إِلَى طُلُوع الشَّمْس وَقد اسْتعْمل الغدو والرواح فِي جَمِيع النَّهَار وَفِي الْأَحَادِيث من هَذَا غَدا ويغدوا بِمَعْنى سَار بِالْغُدُوِّ وَقَوله ففرقت أَن يفوتني الْغَدَاء مَعَ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) اسْم مَا يتغدى ممدودا وَقَالَ ابْن وضاح إِنَّمَا أَرَادَ صَلَاة الْغَدَاة وَهَذَا عِنْدهم خطأ من التَّفْسِير إِذْ لَا يعلم هَذَا فِي لِسَان الْعَرَب وَقد علم من عَادَة أبي هُرَيْرَة وَقَوله كنت ألزم رَسُول الله على شبع بَطْني مَا يدل على التَّفْسِير الأول وَقَوله فِي السَّلَام والغاديات والرائحات تفسر فِي حرف الرَّاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَقَوله أغدوا بِسم الله كَذَا عِنْد أَكثر شُيُوخنَا بِالدَّال الْمُهْملَة أَي سِيرُوا وَرَوَاهُ أَبُو عمر بن عبد البراغز وبالزاي وَالْأول أشهر
وَفِي حَدِيث يحيى بن يحيى لغدوة يغدوها العَبْد فِي سَبِيل الله وَعند الْهَوْزَنِي لغزوة يغزوها بالزاي فيهمَا وَالْأول الْمَعْرُوف
وَفِي الِاسْتِخْلَاف فِي قصَّة عمر قَول عبد الله فَسكت حَتَّى غَدَوْت كَذَا لكافة شُيُوخنَا وَهُوَ الصَّوَاب وَرَوَاهُ بَعضهم غزوت بالزاي وَهُوَ خطأ
وَفِي حَدِيث الثَّلَاثَة فَأصْبح رَسُول الله غاديا كَذَا لأكثرهم ولبعض رُوَاة مُسلم غازيا من الْغَزْو وَالْوَجْه الأول
الْغَيْن مَعَ الذَّال
(غ ذ و) قَوْله بَين غذَاء المَال وخياره وغذاء المَال بِكَسْر الْغَيْن ممدودا هُوَ رديئها وصغارها وأحدها غذى مثل دنى وَقَوله حَتَّى يغذي على بعض سواري الْمَسْجِد بِفَتْح الْعين وَكسر الذَّال مُشَدّدَة أَي يَبُول دفْعَة بعد دفْعَة والعرق يغذي مثله إِذا لم يَنْقَطِع سيلان دَمه وَيُقَال فِيهِ يغذ بِالْكَسْرِ ويغذوا وَأما الْغذَاء من الطَّعَام فممدود وغذوت الصَّبِي أغذوه غذوا وغذاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فَإِذا