والمستبان ما قالا فعلى البادي، وسباب المؤمن فسوق، وهو من السباب وهي المشاتمة، وذكر السبابة، وأشار بالسبابة وهي المسبحة من الأصابع.
[(س ب ت)]
قوله: أروني سبتي، ورأيتك تلبس النعال السبتية: بكسر السين، وكذلك يا صاحب السبتيتين: اخلع سبتيتيك، ورواه صاحب الفرس أيضًا الستيين. السبت: جلد البقر المدبوغة بالقرظ، تتخذ منها النعال. وقال أبو عمر: وكل جلد مدبوغ فهو سبت. وقال أبو زيد: السبت جلود البقر خاصة دبغت أو لم تدبغ. وقال ابن وهب: هي السود التي لا شعر لها. وقيل: هي التي لا شعر عليها، واحتج
هذا بقول ابن عمر حجة لذلك، بأن رسول الله ﷺ كان يلبس النعال التي ليس عليها شعر. وقال الأزهري: كأنها تسبتت بالدباغ أي: لانت. وقيل: إنه من السبت، وهو الحلق لحلق الشعر عنها يقال: سبت رأسه إذا حلقه، وقد قال بعضهم: كان يجب أن يقال على هذا فيها سبتية: بالفتح ولم نروها إلا بالكسر. وقال الداودي: نسبت إلى موضع يقال له: سوق السبت.
وقوله: فما رأينا الشمس سبتًا أي: مدة. قال ثابت: والناس يحملونه، إنه من سبت إلى سبت، وإنما السبت قطعة من الدهر: بفتح السين، ورواه القابسي وعبدوس وأبو ذر، لغير أبي الهيثم: سبتنا والمعروف الأول، وكان هذه الرواية محمولة على ما أنكره ثابت أي: جمعتنا. وذكره الداودي: ستًا، وفسره بستة أيام من الجمعة إلى الجمعة، وهو وهم وتصحيف.
وقوله: في مسجد قبا عن ابن عمر، وكان يأتيه كل سبت ظاهره اليوم المعلوم. وقيل: المراد حين من الدهر، كما يقال كل جمعة وكل شهر، ولم يرد يومًا منه معينًا كأنه ذهب إلى ما تقدم أي: يجعله وقتًا من الدهر، وخصه بأيام الجمعة كما يقال لها الجمعة، وفيه نظر.
[(س ب ح)]
قوله: لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره. قيل: نور وجهه. وقيل: جمال وجهه، ومعناه: جلاله وعظمته. وقال الحربي: سبحات وجهه نوره وجلاله وعظمته. وقال النصر بن شميل: سبحات وجهه كأنه ينزهه يقول: سبحان وجهه نور وجهه، والهاء على هذا عائدة على الله تعالى. وقيل: هي عائدة على المخلوق أي: لأحرقت الناس سبحات وجه من كشف الحجب عنه.
وقوله: سبوح قدوس: بفتح السين والقاف وضمهما ولم يأتِ فعول بالضم مشدد العين في كلام العرب، إلا في هذين الحرفين، وهما بمعنى التنزيه والتطهير من جميع النقائص والعيوب، وقد فسرنا القدوس.
وقوله: سبحان الله أي: تنزيهًا له عن الأنداد والأولاد والنقائص، وهو منصوب عند النحاة، على المصدر الكفران والعدوان أي: أسبحك تسبيحًا وسبحانًا أو سبح الله سبحانًا وتسبيحًا ومعناه التنزيه أي: أنزهك يا رب، وأعظمك عن كل سوء، وأبريك من كل نقص وعيب. وقيل: إنه من قولهم: سبح الرجل في الأرض إذا دخل فيها، ومنه: فرس سابح. وقيل: هو الاستثناء من قولهم ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا
تُسَبِّحُونَ﴾ [القلم: ٢٨] قيل: تستثنون كأنه نزه واستثنى من جملة الأنداد.
وقوله: سبحة الضحى: بضم السين وسكون الباء وهي صلاتها ونافلتها. ومنه: وكنت أسبح وأقضي سبحتي وصلى في سبحته قاعدًا. ويتحرى مكان المصحف يسبح فيه: ومنه قوله: واجعلوا صلاتكم معهم سبحة أي: نافلة.
وقوله: في البخاري في صلاة العيد: وذلك حين التسبيح أي: صلاة سبحة الضحى ونافلتها، وسميت الصلاة سبحة وتسبيحًا لما فيها من تعظيم الله وتنزيهه. قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات: ١٤٣] أي: المصلين، وذكر المسبحة هي السبابة من الأصابع، سميت بذلك لأنه يشار بها في الصلاة للوحدانية والتنزيه، وفي حديث آخر