الحديث ذكر البراجم. وهي العقد التي تكون متشنجة الجلد في ظهور الأصابع.
وهي مفاصلها، قال أبو عبيد: البراجم والرواجب جميعاً مفاصل الأصابع كلها، وفي كتاب العين: الراجبة ما بين البرجمتين من السلامي.
[(ب ر ح)]
قوله: إلا أن تكون معصية براحاً: بفتح الباء، أي جهاراً ظاهرة.
وفي الحديث الآخر: فبرّحت بنا امرأته بالصياح: بتشديد الراء، أي كشفت أمرنا وأظهرته.
وفي الحديث الآخر: لقينا منه البرَح: بفتح الراء، أي المشقة وشدة الأمر، يقال: برح به كذا إذا شق عليه، ومنه قوله: ضرباً غير مبرح: أي غير شديد يبلغ المشقة من صاحبه والعذاب له.
وقوله: فما برِح، بكسر الراء، ولم يبرَح. بفتحها وشبهه مما تكرر في الحديث، أي لم يزل، ومنه سميت الليلة الماضية البارحة.
وقوله: أصابه البُرَحاء: بضم الباء وفتح الراء ممدود، وهو شدة الكرب وهو شدة الحمى أيضاً.
[(ب ر د)]
قوله: في الحمى: أَبْرُدوها بالماء، بضم الراء، يقال: بُردت الشيء وبَرُد هو أيضاً مخففين.
وفي الحديث الآخر: أَبرِدُوا بالصَّلاة: بكسر الراء، أي صلوها عند انكسار الوهج وزوال الشمس وبرد النهار بهبوب الأرواح، يقال: أبرد الرجل صار في برد النهار، وأبرد الرجل كذا إذا فعله حينئذ، وقيل: معناه صلوها لأول وقتها وبقية الحديث يرد هذا التأويل، وفي الرواية الأخرى: أبردوا عن الصلاة. وعن هنا بمعنى الباء.
وذكر في الحديث من صلى البَرَدين دخل الجنة: بفتح الباء والدال، قيل: الصبح والعصر، والأَبْرَدَان الغداة والعشي، سميا بذلك لبرد هوائهما بخلاف ما بينهما من النهار.
وذكر البريد، والبُرُد: بضم الباء والراء وهو جمع بريد، والبريد أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال. والبريد: الرسول المستعجل، ودواب البريد دواب تعد لهؤلاء. ومنه صلى أبو موسى في دار البريد. والبريد الطريق أيضاً.
ومنه في الحديث الآخر: على بريد الرويثة. و: برد لنا بريداً: أي أرسله معجلاً، ومن هذا كله سميت الدواب والرسل والطرق المستعملة لذلك.
وفي الحديث ذكر البُردة: بضم الباء، وهو كساء مخطط، وجمعه بُرَد: بضم الباء وفتح الراء، وقيل: هي الشملة والنمرة، وقال أبو عبيد: هو كساء مربع أسود فيه صِغَر. وفسره في حديث البخاري: هي الشملة منسوج في حاشيتها، والبرد: بغير هاء ثوب من عصب اليمن ووشيه، وجمعه برود بزيادة واو على جمع الأول.
وفي الدعاء: اغْسِلْه بالماء والثلج والبَرَد: بفتح الراء، هو من المبالغة في الغسل بالماء الطاهر الصافي الذي لم تستعمله الأيدي.
وفي الحديث الآخر: وماء البارد. على الإضافة يريد الماء البارد، وهو من إضافة
الشيء إلى نفسه على مذهب الكوفيين من النحاة كقولهم: مسجد الجامع، وقد يريد بالبارد هنا الخالص من الكدر والتغير، من قولهم: هي لك برده نفسها: أي خالصة، وقد يحتمل أن يراد بالبارد هنا الذي يستراح به لإزالته الخطايا، من قولهم في تفسير قوله تعالى ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ [النبا: ٢٤] أي راحة. ومن قولهم: أنا أبترد: أي أستريح، وقد يكون وصفه بالبارد لأنه به يبرد الشراب واللبن، ويذم بحرارته، كما وصف شراب أهل النار وسمي بالحميم.
وقوله: في حديث الهجرة وفي غزوة الحديبية: وأن عملنا كله برد لنا: أي ثبت وخلص، قال ابن الأنباري: يقال: ما برد في يده منه شيء، أي ما ثبت.
وفي الحديث: برد أمرنا، أي سهل، وقيل: يحتمل أن يكون معناه استقام وثبت، ومنه: برد عليه الحق: أي ثبت.
وذكر البُردي: بضم الباء وهو نوع من التمر جيد.
[(ب ر ذ)]
وذكر فيها البراذين: هي الخيل غير العراب والعتاق، وسميت بذلك لثقلها، وأصل البرذنة الثقل.
وقوله: فوجدته مفترشاً برذعة.