للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجمعها خلائق، وكان خُلُقُه القرآن. قال ابن الأعرابي: الخلق الطبع، والخلق الدين، والخَلق المروءة.

[(خ ل س)]

وقوله: إنما هو اختلاس يختلسه الشيطان.

وقوله: أو شيء اختلسه هو أخذ الشيء بسرعة واختطاف، وعلى طريق المخاتلة والانتهار.

[(خ ل و)]

وقوله: في الصلاة: إذا كنتَ إمامًا أو خِلوًا أي: منفردًا: بكسر الخاء.

وقوله: في الماء واللحم ولذلك لا يخلوا عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه بالخاء المعجمة ساكنة، وصحفه بعضهم بالحاء المهملة. قال الطرزي: أخلى الرجل عليَّ اللبن: إذا لم يشرب غيره. وفي البارع: والأفعال خلا علي اللبن إذا لم يأكل غيره.

وقيل: يخلوا: يعتمد. وقول أم حبيبة: لست لك بمخلية أي: منفرد فيقال: أخل أمرك وأخلّ به، أي: انفرد به.

وقوله: حبب إليه الخلاء ممدود مفتوح أي: الانفراد عن الناس، ومنه: كان إذا أتى الخلاء تعوّذ، هو المكان الذي يختلى فيه لحاجة الإنسان من الغائط أي: ينفرد.

ومنه قوله: يتخلى بطرق المسلمين يعني: يحدث.

وقوله: ما خلا كذا. قال النحاس: هو لفظ في موضع المصدر معناه: خلوًا من زيد. وتقديره جاوز الآتي منهم زيدًا قال غيره: تقول ما في الدار أحد خلا زيدًا، وخلا زيد يجر وينصب، فإذا قلت: ما خلا نصبت لا غير لأنه قد ميز الفعل. وقول جابر في الثيب: قد جربت وخلا منها مقصور أي: ذهب منها بعض شبابها، ومضى من عمرها ما جربت به الأمور، ومن رواه خلاء بالمد فقد صحَّف ووهم.

[(خ ل ي)]

قوله: لا يختلي خلاها بفتح الخاء مقصور، ومده بعض الرواة وهو خطأ هو العشب الرطب. وفي الحديث الآخر: لا يختلي شوكها، ومعنى ذلك كله: لا يقطع ولا يحصد فعل مشتق من الخلى المتقدم ذكره. والمخلى: الحديدة التي يقطع بها، والمخلاة: الآلة التي تعتلف فيها الدابة. ولا يقال ذلك في الناس. وأما الخلاء ممدود فهو المكان الخالي.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: لَخَلُوف فمِ الصَّائِمِ، أكثر المحدثين يرويه بالفتح وبعضهم يرويه: بالفتح والضم معًا في الخاء، وبالوجهين ضبطناه عن القابسي وبالضم صوابه، وكذا سمعناه وقرأناه على متقنيهم في هذه الكتب، وهو ما يخلف بعد الطعام في الفم من كريه ريح بقايا الطعام بين الأسنان، وقد يكون من خلاء المعدة من الطعام، وفي بعض طرق مسلم لخلفة: بضم الخاء أيضًا وهو بالمعنى الأول. وفي رواية المروزي في باب: هل يقول: إني صائم الخلف بغير واو، وضبطه بعضهم عن القابسي: بضم الخاء واللام، وعند بعضهم: بضم الخاء وفتحها وسكون اللام وفتحها، وقد يخرج

لرواية الآخرين أن يكون بفتح الخاء لما يخلف يقال له: خلف وخلف، وأما بضم الخاء على روايته، ورواية المروزي ومن وافقه فقد يكون جمع خالف أو خالفة لما يخلف الفم أيضًا فتتفق الروايات من جهة المعنى، يقال: خلف فوه يخلف إذا تغيرت رائحته.

وقوله: أبلى واخلفى، كذا رواه المروزي والهروي بالفاء أي: تعيش حتى تبليه وتكسب خلفه بعده وغيره. يقال: أخلف الله لك مالًا وخلفه وبعضهم لا يجيز إلا أخلف الله مالًا ولغيرهما بالقاف تأكيد لقوله أبلى من أخلاق الثوب وكلاهما صحيح المعنى. وفي صفة أهل الجنة: أخلاقهم على خلق رجل واحد، كذا هو بفتح الخاء وسكون اللام لجماعتهم عن البخاري. وفي رواية عن النسفي: على خلق يضمهما، وقد ذكر مسلم الروايتين بالضم عن ابن أبي شيبة، وبالسكون عن أبي كريب وكلاهما صحيح، لكن الرواية بضم اللام أصح لقوله قبلها: أخلاقهم أي أنهم على خلق رجل واحد، من التودد وحسن الخلق الموافقة ليس في أحد منهم خلق مذموم كما قال في الحديث الآخر: لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد

<<  <  ج: ص:  >  >>