ما لم يحدث بالحديث بغير ذكر الله.
وقوله: من أحدث فيها حدثًا، أو آوى محدثًا، قيل: الحدث هنا الإثم، وقيل: يعم الجنايات وغيرها، والحدث في الدين كله.
[(ح د د)]
وقوله: تحدّ على زوجها: بضم التاء وكسر الحاء، ويقال: بفتح التاء وضم الحاء حَدّت المرأة، وأحدّت حِدادًا وإحدادًا، فهي حادّ ومُحِدّ، وهو الامتناع من الزينة والطيب في عدتها من وفاته. وأصل الحد: المنع.
قوله: ﴿ذَاتِ الشَّوْكَةِ﴾ [الأنفال: ٧] الحد أي حدة القوة والظهور.
وقوله: وكان رجلًا حديدًا وأنه رجل حديد، وما عدا سورة حدوا داري منه بعض الحد: بفتح الحاء كله من حدة الخلق وسرعة الغضب، وكذا جاء في الحديث: سَوْرَةٌ مِنْ حَرَّة في رواية العذري. وأصل السورة: ثوران الشيء وقوته.
وقوله: وتستحد المغيبة وموسى تستحدّ بها، والاستحداد كله حلق شعر العورة بموسى الحديد.
وقوله: فما زلت أرى حدّهم كليلًا أي: شدتهم عادت ضعفًا.
[(ح د ر)]
يتحادر الماء من لحيته، ويتحدر منه كالجمان، كله الانصباب من عُلُو.
وقوله: أنا الذي سمتني أمي حيدرة، حيدرة: اسم من أسماء الأسد مسمى بذلك لغلظ رقبته وقوة ساعده، ومنه قولهم: فتى حادر قيل: إن عليًّا إنما قال ذلك لأن أمه سمّته بذلك، وقيل: بل سمته باسم أبيها أسد بن هاشم فكني بحيدرة عنه، وكان أبوه أبو طالب غائبًا، فلما قدم سماه عليًّا. وقيل: لعله كان يلقب بهذا الاسم في صغره لعظم بطنه واجتماع خلقه، كما قيل: غلام حادر.
[(ح د ق)]
قوله: كنا إذا احمرَّت الحدق اتَّقينا برسول الله ﷺ، الحدق: جمع حدقة وهو: سواد العين وعبر به هنا عن جملة العين، وعبر باحمرارها عن: شدة الحرب واحمرار بياض العيون: من الغضب، يريد أن النبي ﷺ كان مقدمهم والحامي دونهم لفرط إقدامه وشجاعته، ذكر في غير حديث الحديقة والحدائق. قال صاحب العين: الحديقة أرض ذات شجر، والحديقة كل روضة أحدق بها حاجز، قالوا: أصله كل ما أحاط به البناء، فسميت به البساتين والحديقة أيضًا: القطعة من النخل.
[(ح د و)]
قوله: في أنجشة حاد حسن الصوت، مثل: رام وحداء ممدود مثل: سقاء ونزل يحدو الحدو هنا غناء سواق الإبل وزجره بها، وأصله الاتباع حدا يحدو إذا أتبع شيئًا.
[فصل الاختلاف والوهم]
ذكر في حديث الفواسق الحِدأة: بكسر الحاء وفتح الدال والهمز مقصور، وهو طائر
معروف لا يقال إلا بكسر الحاء. وقد جاء في بعض طرقه في الصحيحين: الحدا مقصور مهموز بغير تاء وهو جمع حدأة، أو على قصد التذكير، وفي بعض طرقه: الحديا مصغرًا، وكذلك ذكره البخاري في الصلاة والسير في حديث السوداء غير مهموز، وكذا ذكره مسلم في كثير من طرقه، مضموم الحاء على وزن فعيلي، وبعضهم همزه كذا بغير تاء مقصور مهموز، وكذا قيده الأصيلي في آخر حديث السوداء هناك، وقيده في أول الحديث بزيادة التاء، وغيره قيده فيهما هناك: حديثة على وزن فعيلة: بسكون الياء مثل: تميرة الحديا، وكذا قيده هو في هذا الحديث في باب: أيام الجاهلية، ولغيره هنا الحديا: مقصور غير مهموز كما تقدم لبعض رواة مسلم وشيوخه. وجاء في بعضها: الحدياة بالتاء: غير مهموز مشدد الياء مفتوحة، وفي بعضها: الحديثة بكسر الياء وهمزة بعدها. قال ثابت: وصوابه يريد في التصغير: الحديثة على وزن فعيلة يريد مثل: تميرة، وقد ذكرنا أنه كذلك في رواية الأصيلي في أيام الجاهلية. قال ثابت: وإن شئت ألغيت الهمزة وشددت الياء، فقلت: الحدية يريد مثل: علية. قال: وإن شئت التذكير فقلت: الحديا