بما فيها من الإنذار، وقيل: لأنهن مكّيات، فهي كالميلاد للإخوة وقيل: الذي شيّبه منها ما فيها من ذلك، وقيل: قوله في هود: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: ١١٢] والأول أظهر.
قوله: يتأخّى متآخِّ رسول الله ﷺ: أي يتحرى ويقصد، ويقال بالواو هو الأصل.
[فصل الاختلاف والوهم]
في حديث عائشة، وأنه كان يدخل عليها من أرضعه أخواتها وبنات أختها. كذا رواية ابن وضاح أو إصلاحه بتاء باثنتين فوقها في كتاب شيخنا أبي عيسى في حديث عبد الرحمن بن القاسم، وعنده اختلاف أيضًا في حديث ابن شهاب، وعند غيره من شيوخنا: أخيها. باثنتين من أسفل بغير خلاف وهو صواب الكلام، وإن كان معنى الروايتين في الفقه واحد، أو مما لا يختلف فيه العلماء، وإنما اختلفوا في لبن الفحل إذا أرضعت زوجته أو أمته لابنته. كما قال في الحديث الآخر: فكان يدخل عليها من أرضعه أخواتها وبنات أخيها ولا يدخل عليها من أرضعه نساء أخوتها.
قوله: يوشك أن يصلي أحدكم الصبح أربعًا
إلى قوله: فلما انصرفنا أخذنا نقول ما قال رسول الله، كذا لكافتهم، أي: جعلنا وتناولنا مذاكرة ما قال نبينا، وعند بعضهم: أحطنا بالحاء المهملة والطاء قيل: معناه أحاط بعضنا ببعض نتذاكر ذلك، وعندي أن معناه تجمعنا نتذاكر. قال صاحب العين: الحمار يحوط عانته إذا جمعها. ويقال: أحاط بالشيء وحاط.
قوله: في حديث جابر: أتراني ماكَسْتُك لِآخُذَ جملك خذ جملك ودراهمك. كذا رويناه عن القاضي أبي علي لِآخُذَ جملك: بكسر لام العلة وفتح الذال. وعند أبي بحر: لا خُذْ جملك. بلا النافية وضم الخاء وسكون الذال فيهما، والأول أشبه بالكلام.
وبما تقدمه في الفضائل: أخذ النبي ﵇ سيفًا فقال: من يأخذه بحقه. أي تناوله، وعند العذري: اتخذ. والصواب الأول.
في باب من دخل ليؤمّ الناس فجاء الإمام فتأخر الآخر. كذا للأصيلي بفتح الخاء. وعند غيره: فتأخر الأول المتقدم للصلاة أولًا. ورواية الأصيلي أوجه وإن كانا بمعنى.
في فضل أبي بكر: ولكن إخوة الإسلام. كذا للقابسي والنسفي والسجزي والهروي وعبدوس، كما جاء في سائر الأحاديث. قال نفطويه: إذا كانت من غير ولادة فمعناها المشابهة وعند العذري والأصيلي هنا: ولكن خوة الإسلام، وكذا جاء في باب الخوخة في المسجد للجرجاني والمروزي، وعند الهروي: إخوة. وعند النسفي: خلة. وكذا في باب الهجرة، قال شيخنا أبو الحسن بن الأخضر النحوي: ووجهه أنه نقل حركة الهمزة إلى نون، لكن تشبيهًا بالتقاء الساكنين ثم جاء منه الخروج من الكسرة إلى الضمة فسكن النون. ومثله قوله تعالى ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي﴾ [الكهف: ٣٨] المعنى: لكن أنا، فنقل الهمزة ثم سكن وأدغم لاجتماع المثلين. وقال أبو عبيد في الآية: إنما حذف الألف فالتقت نونان جاء التشديد لذلك.
ومثله في الحديث: أجنك من أصحاب محمد: أي من أجل أنك، حذفت الألف واللام.
ومثله قوله: لهنك من عبسيه لوسيمه. قال أبو عبيد: معناه لله أنك أسقط إحدى اللامين وحذف الألف من أنك، وقال أبو مروان بن سراج: أما قوله: لهنك فإنما هو لأنك فأبدل الهمزة هاء.
عند مسلم في كتاب الصيام: في الجنة باب يقال له الريان فإذا دخل آخرهم أُغلق. كذا
للجميع وهو الصواب، وعند الفارسي: فإذا دخل أولهم. وهو خطأ بين.
وفي حديث هجرة الحبشة، قول عثمان لعبيد الله بن عدي بن الخيار: يا ابن أختي. كذا لجمهورهم، وعند النسفي