للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحيح المعروف هنا، وكذا في كتاب مسلم، وكذا جاء في غير هذا الباب بمعناه وواعدت صواغًا.

وقوله: كأن عينه عنبة طافية أكثر الروايات فيه بغير همز، وهو الذي صححه الشيوخ والمفسرون أي: ناتئة كحبة العنب الطافية فوق الماء. وقيل: البارزة من بين صواحبها. وقد رويناه عن بعضهم بالهمز، وأنكره أكثرهم ولا وجه لإنكاره، لأنه قد روى في الحديث أنه ممسوح العين ومطموس العين، وأنها ليست جحراء ولا ناتئة، وهذه صفة حبة العنب التي سال ماؤها وطفيت، وعلى ما جاء في الأحاديث الأخر: جاحظ العين وكأنها كوكب يحتج به للرواية الأولى، ويصح الجمع بينهما بأنه أعور إحداهما. العوراء مطموسة وممسوحة وغير ناتئة، وطافئة بالهمز، والأخرى كأنها كوكب وجاحظة وطافية بغير همز والله أعلم. وقد بسطنا هذا واختلاف الروايات فيه.

وقوله: في بعضها: أعور العين اليمنى، وفي بعضها اليسرى، وجمعنا الأحاديث ولفقناها بمعنى، في كتاب الإكمال في شرح مسلم بما فيه كفاية.

وقوله: هذا أبرر بنا وأطهر: بطاء مهملة للحموي وأبي الهيثم ولغيرهما، وأظهر بالمعجمة والأولى أليق بالمعنى أي: أزكى عملًا.

قوله: في حديث أذان بلال في الصبح حتى يستطير، كذا هو لأكثرهم وهو الصواب، أي: ينتشر الفجر، ورواه بعضهم يستطيل باللام، وهو هنا خطأ ووهم. وفي الرقائق: أيأتي الخير بالشر؟ قال: لقد حمدناه حين طلع ذلك، كذا لجل الرواة، وفي نسخة النسفي: حين اطلع ذلك، ولابن السكن: حين صنع ذلك وهو الصواب البين، لكن قد تخرج رواية النسفي أي: حين أظهر ذلك وأبانه بسؤاله، وأصل الطلوع الظهور، واطلعت: أشرفت، واطلع النخل: ظهر طلعه، وتقدم في حرف الباء الخلاف في قوله وغير ذلك يطل. وفي دخول مكة بغير إحرام: في حديث مسلم عن ابن أبي شيبة والحلواني.

قوله: وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه كذا لعامة الرواة، وفي كتاب شيوخنا وعند ابن أبي جعفر: طرفها وهو الصواب، وفي فضل الأنصار، كأنها تصلح سراجها، فأطفته كذا لكافة رواة البخاري، وعند الأصيلي: فأطفأته وهو الوجه، ولعل غيره نقص صورة الهمزة من الحرف فقرئ بغير همز.

[فصل في تقييد أسماء البقع]

[(طيبة)]

بفتح الطاء وسكون الياء، اسم مدينة النبي وهي طابة أيضًا، سماها بذلك عليه

السلام والله أعلم من الطيب، وهو الزكاة والطهارة الذي هو ضد الخبث والنجاسة كقوله تعالى: ﴿وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾ [النور: ٢٦] فسماها بذلك لفشوّ الإسلام بها وتطهيرها من الشرك والنفاق، وذلك على غالب أهلها. وقيل: معناها ظاهرة التربة، قاله الخطابي. ولا معنى لاختصاصها بذلك لقوله : جُعِلَتْ لي الأَرْضُ مسجدًا وطَهُورًا. وقيل: لطيبها لساكنيها وأمنهم بها، وسكون حال من هاجر إليها، واليوم الطيب الساكن الريح، والريح الطيبة الساكنة أو من الطيب وحسن العيش بها، من طاب لي الشيء إذا وافقني وواتاني والله أعلم. والطاب والطيب لغتان بمعنى وسماها النبي أيضًا المدينة، وكذلك في القرآن أيضًا، وسماها أيضًا في قول بعضهم الإيمان لقوله ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [الحشر: ٩] قيل: الإيمان هنا: اسم المدينة، وكذلك الدار.

[(ذو طوى)]

وقيل: ممدود ذكرناه في الذال.

[(بحيرة طبرية)]

جاء ذكرها في حديث يأجوج ومأجوج: هي بحيرة ماء حلو عظيمة، في بلاد الشام مصغرة بالهاء معروفة، والبحر مذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>