للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأحوال، وجاء في هذا الحديث في بعض رواياته في مسلم: وأنا حائضة، والمعروف في هذا حائض وهو مما جاء للمؤنث بغير هاء لاختصاصهم به كطالق، ومرضع، فاستغنى عن علامة التأنيث فيها. وقيل: بل المراد على النسب والإضافة أي ذات حيض وطلاق ورضاع، كما قال ﴿السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ [المزمل: ١٨] أي: ذات انفطار، ولكن قد جاء طالقه كما جاء هنا حائضة، وكما قال تعالى ﴿الرِّيحَ عَاصِفَةً﴾ [الأنبياء: ٨١].

[(ح ي ف)]

قوله: أخفت أن يحيف الله عليك ورسوله: أي: يجور، ويميل عن الحق.

[(ح ي س)]

وقوله: فحاسوا حيسًا: بسين مهملة وحاء

مفتوحة: أي صنعوا مما جمعوه حيسًا، والحيس خلط الأقط بالتمر والسمن. قال بعضهم وربما جعلت فيه خميرة. وقال ابن وضاح: هو التمر ينزع نواه ويخلط بالسويق، والمعروف الأول وقد جاء ذكر الحيس في حديث آخر.

[(ح ي ش)]

وقوله: أو حائش نخل هو مجتمعه ويقال له: الحش والحش أيضًا: بالفتح والضم وآخر جميعها شين معجمة.

[(ح ي ي)]

وقوله: الحيوان والحي واحد، كذا هو بكسر الحاء عند كافتهم، وعند الأصيلي وابن السكن: الحيوان والحيات واحد وهما بمعنى، لكن الحيي بالكسر مصدر حيي يحيى: بكسر الياء الأولى حيًا مثل: عيى عيًا. قيل: حيى أيضًا في الفعل بإدغامها والحيوان والحياة اسمان. وقيل: الحيى: بكسر الحاء جمع الحياة على فعول كعصاة وعصى، ثم أدغمت الياء الأولى في الأخرى، وفي الحديث ذكر الحياة، ونهر الحيوان، وماء الحياة، هو من هذا الذي يحيى به الناس عند خروجهم من النار. والتحيات لله، قيل: معناه السلام على الله وقيل: الملك لله، وقيل: الثناء لله. قال القتبي: وإنما جمعها لأن الملوك كانوا يحيون بكلمات مختلفة فأمر أن يقول: التحيات لله أي: إن جميع ما يستحق الملك من التحية أو يكني به عنه لله. وقال بعضهم: إنها من قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢] ورد قوله هذا أهل العربية، وفي الحديث: الحياء من الإيمان، وإذا لم تَسْتَحِ فاصنع ما شئت، وسيأتي تفسيره في الصاد.

وقوله: الحياء من الإيمان، وكان النبي أكثر حياءً من العذراء في خدرها، ممدود يقال: استحيا الرجل واستحيى يستحي ويستحيي معًا هو، وإن كان في الغرائز والطباع فهو من خصال الإيمان، ومما يمنع ما يمنع منه الإيمان وأما من الحياة فحيي بكسر الياء الأولى، وفتح الثانية يحيى. وقيل: حيى أيضًا بإدغام الأولى في الثانية، وكذلك حييت الشمس: استحرت، ومنه الحديث في صلاة العصر والشمس حية أي: مستحرة بعد لم يذهب حرها، كما قال في الحديث الآخر نقية. وقيل: بينة النور لم يتغير ضياؤها. قالوا: والشمس توصف بالحياة إذا كان عليها نهار، فإذا دنت للغروب لم توصف به.

وقوله: أحيينا ليلتنا ويومنا بمعنى قوله في

الحديث الآخر: أسرَينا.

وقوله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، وإذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، وحي هلا بكم، وحي على الوضوء، معنى هذا كله: أقبل وهلم على الوضوء والصلاة، وعلى ذكر عمر عند ذكر الصالحين. قال السلمي: حي أعجل هلا صلة. وقال أبو عبيد: معناه عليك بعمر أي: ادع عمر. وقيل: معنى حي هلم وهلا حثيثًا. وقيل: هلا أسرع جعلا كلمة واحدة. وقيل: هلا أسكن، وحي أسرع، أي أسرع عند ذكره، واسكن حتى ينقضي يقال: حي على وحي هلا على وزنها مقصور غير منون، وبهذا جاءت الرواية في ذكر عمر. وحي هلا منون وعلى المصدر هلن إلى كذا بالنون، وعلى كذا وحي هل بنصب اللام مخففة قيل: تشبيهًا بخمسة عشر، وحي هل بالسكون لكثرة الحركات

<<  <  ج: ص:  >  >>