وَمِنْه سداد الثغر وسداد القارورة وَمِنْه قَوْلهم سداد من عوز أَي مَا تسد بِهِ الْحَاجة وسد الروحاء وسد الصَّهْبَاء ممدودان قَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال لكل جبل سد وسد لُغَتَانِ والسد الرَّدْم أَيْضا وَقيل السد بِالضَّمِّ خلقَة المسدود والسد بِالْفَتْح فعل الْإِنْسَان وَقَالَ الْكسَائي هما وَاحِد وَقَوله قبَّة على سدتها حَصِير بِضَم السِّين أَي على بَابهَا وَمِنْه قَوْله الَّذين لَا تفتح لَهُم السدد أَي الْأَبْوَاب مثل قَوْله فِي الحَدِيث الآخر رب أَشْعَث مَدْفُوع بالأبواب وَقَوله فلقينا رجل عِنْد سدة الْمَسْجِد وَقَوله فَكنت أَقرَأ على أبي فِي السدة هِيَ الظلال والسقائف الَّتِي حوله وَمِنْه سمي إِسْمَاعِيل السدى لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع فِي سدة الْجَامِع الْحمر
(س د ر) قَوْله غسله بالسدر واغسلنها بِمَاء وَسدر يُرِيد ورق تمر السدر وَهُوَ النبق والواحدة سِدْرَة وَقَوله حَتَّى انْتَهوا بِي إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ هِيَ شَجَرَة فِي السَّمَاء السَّابِعَة أَسْفَل الْعَرْش لَا يجاوزها ملك وَلَا نَبِي قد أظلت السَّمَاوَات وَالْجنَّة وَفِي الْأَثر إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يخرج بِهِ من الأَرْض وَمَا يهْبط من السَّمَاء فَيقبض مِنْهَا
(س د ل) قَوْله يسدل رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ناصيته وَكَانَ يسدل شعره وَكَانُوا يسدلون بِفَتْح الْيَاء سدلت الْمَرْأَة ثوبها وشعرها إِذا أَرْسلتهُ وَمِنْه السدل فِي الصَّلَاة وَهُوَ إرخاء الثَّوْب من الْمَنْكِبَيْنِ إِلَى الأَرْض وَلَا يضم جوانبه وَهُوَ جَائِز عِنْد مَالك وَأَصْحَابه إِذا كَانَ عَلَيْهِ مئزر وَفِي حَدِيث الْمَرْأَة سادلة رِجْلَيْهَا أَي مرسلتهما على جملها ويروي سَائِلَة وهما بِمَعْنى إِلَّا أَنه إِنَّمَا صَوَابه مسبلة وَقد ذَكرْنَاهُ فِي السِّين وَالْبَاء.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي المساقات وسد الحظار أَي إصْلَاح زربها أَو حائطها الَّذِي يمْنَعهَا وحظر عَلَيْهَا بِهِ وسده لخلله وَكَذَا رَوَاهُ يحيى بن يحيى والقعنبي وَمن وافقهم وَابْن بكير بِالسِّين الْمُهْملَة وَرَوَاهُ ابْن الْقَاسِم بالشين الْمُعْجَمَة قَالَ ابْن باز وَهُوَ أَجود يُرِيد مَعَ الحظار وَهُوَ الزرب فاستعمال الشد فِيهِ أَجود من السد
قلت قد يكون الحظار زر بقضبان وخشب كَمَا قَالَ وكما فسرناه فِي مَوْضِعه وَقد يكون بحائط وتل تُرَاب وَيكون السد بِالْمُهْمَلَةِ فِيهِ لثلمه وردم خلله أَيْضا والسد الرَّدْم وَكِلَاهُمَا صَوَاب وبالوجهين قيدناهما فِي الْمُوَطَّأ من رِوَايَة يحيى عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَفِي الرِّوَايَات فَشدد إِلَيْهِ شِقْصا كَذَا للأصيلي وَأبي ذَر وَعند الْحَمَوِيّ وبقيتهم شدد بالشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول وَفِي تَفْسِير سباسيل العرم مَاء أَحْمَر أرْسلهُ الله من السد ثمَّ قَالَ وَلم يكن المَاء الْأَحْمَر من السد كَذَا لَهُم وَعند الْحَمَوِيّ من السَّيْل مَكَان السد فيهمَا وَالصَّوَاب السد فِي الأول والسيل فِي الثَّانِي وَفِي حَدِيث الْخضر فِي السَّفِينَة مِنْهُم من يَقُول سدوها بقارورة وَمِنْهُم من يَقُول بالقار وَهُوَ الصَّوَاب وَضَبطه الْأصيلِيّ سدوها بِضَم السِّين وَهُوَ وهم وَصَوَابه الْفَتْح على الْخَبَر
السِّين مَعَ الرَّاء
(س ر ب) قَوْله فَكَانَ يسر بِهن إِلَى أَي يوجههن ويسرحهن يُرِيد صواحبها وَقَوله سربا أَي طَرِيقا لوجهه ومذهبا والسرب أَيْضا بِالسُّكُونِ الطَّرِيق وَالْمذهب وبكسر السِّين النَّفس والبال وَمِنْه فِي الحَدِيث من أصبح آمنا فِي سربه أَي فِي نَفسه رخى البال وَمن قَالَه هُنَا فِي سربه بِفَتْح السِّين يُرِيد فِي مذْهبه ومسلكه قَالَ الْخطابِيّ أجمع أهل الحَدِيث واللغة على كسر سين سربه بِمَعْنى نَفسه إِلَّا الْأَخْفَش فَإِنَّهُ فتحهَا قَوْله فِي النَّاقة تقطع دونهَا السراب وَيَزُول بهم السراب هُوَ مَا يظْهر نصف النَّهَار فِي الفيافي كَأَنَّهُ مَاء والآل مَا يكون فِي طرفِي النَّهَار يُشِير إِلَى بعد سير الناقية حَتَّى ظهر مَا بَينه وَبَينهَا السراب ويقطعه أَي ذهبت وأبعدت حَتَّى صَار بَين طالبها وَبَينهَا السراب وَتقدم فِي الْقَاف
(س رج)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute