للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

افتلتت نَفسهَا أَي توفيت فجاءة كَذَا ضبطناه نَفسهَا بِالْفَتْح على الْمَفْعُول الثَّانِي وَبِضَمِّهَا على الْمَفْعُول الأول وَالنَّفس مُؤَنّثَة وَالنَّفس هُنَا الرّوح وَقد تكون النَّفس بِمَعْنى الذَّات وَمِنْه قَوْله تَعَالَى تعلم مَا فِي نَفسِي وَفِي حَدِيث عَائِشَة فَقلت هه هه حَتَّى ذهب نَفسِي بِفَتْح الْفَاء من النَّفس وَهُوَ البهر الَّذِي أَصَابَهَا قبل وَقَوله فلينفس عَن مُعسر مَعْنَاهُ يُؤَخِّرهُ وَمِنْه نفس الله فِي أَجله وَقد يكون معنى ينفس يفرج عَنهُ وَمثله فِي الحَدِيث الآخر من نفس عَن مُسلم كربَة أَي فرجهَا عَنهُ أزالها وَهُوَ مِمَّا تقدم كَأَنَّهُ أَخّرهَا عَنهُ وَفِي الرقي من شَرّ كل نفس أَو عين حَاسِد يحْتَمل أَن يكون وَاحِد الْأَنْفس وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِالنَّفسِ هُنَا الْعين وَيكون قَوْله أَو عين تحريا من الرَّاوِي أَي اللَّفْظَيْنِ قَالَ وَهُوَ الْأَشْبَه أَو يكون تَكْرَارا للتَّأْكِيد كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الآخر من شَرّ حَاسِد إِذا حسد وَشر كل ذِي عين وَالنَّفس بِسُكُون الْفَاء الْعين وَقَوله مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا بِالْفَتْح على الْمَفْعُول أَي قلوبها وَيدل عَلَيْهِ قَوْله أَن أَحَدنَا يحدث نَفسه قَالَ الطَّحَاوِيّ وَأهل اللُّغَة يَقُولُونَ أَنْفسهَا يُرِيدُونَ بِغَيْر اخْتِيَارهَا كَمَا قَالَ ونعلم مَا توسوس بِهِ نَفسه وَفِي الحَدِيث الآخر مَا وسوست بِهِ أَنْفسهَا هَذَا بِالضَّمِّ وَرَوَاهُ الْأصيلِيّ بِالْفَتْح وَيكون وسوست على هَذَا بِمَعْنى حدثت مثل الأول وَالنَّفس تقع على الذَّات وعَلى الْحَيَاة وعَلى الرّوح وَأما النَّفس بِالْفَتْح فَنَفْس الْإِنْسَان الدَّاخِل وَالْخَارِج وَقد قيل أَنه النَّفس أَيْضا بِعَينهَا وَهَذَا خطأ وَقد اخْتلف فِي النَّفس وَالروح هَل هما اسمان لشَيْء وَاحِد أَو هما مُخْتَلِفَانِ وَلَا خلاف أَنَّهَا تقع على ذَات الشَّيْء وَحَقِيقَته وَقد بسطنا ذَلِك فِي شرح مُسلم وَغَيره وَقَوله فِي حَدِيث أم سليم فِي ابْنهَا هدأ نَفسه روينَاهُ بِفَتْح الْفَاء من النَّفس وبسكونها من النَّفس عرضت لَهُ بِسُكُون وَجَعه وَكَانَ قد مَاتَ فَجَاءَت بِلَفْظ مُشْتَرك يصلح للوجهين مَعًا وَقَوله نفس منفوسة أَي مولودة وَفِي حَدِيث عِيسَى فَلَا يحل لكَافِر يجد نفس رِيحه إِلَّا مَاتَ وَنَفسه يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طرفه وَفِي رِوَايَة ريح نَفسه وَقَوله لقد خطبت فأوجزت فَلَو كنت تنفست أَي أوسعت فِي الْكَلَام ومددت أنفاسك فِيهِ وَقَوله فِي الذَّبِيحَة ونفسها يجْرِي وَهِي تطرف بِفَتْح الْفَاء كَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ بِغَيْر خلاف

(ن ف هـ) قَوْله نفهت نَفسك بِكَسْر الْفَاء أَي أعيت وكلت.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

قَوْله وَجعلت فرسه تنفر كَذَا بِالْفَاءِ لكافتهم من النفار وَفِي حَدِيث ابْن مهْدي وداوود تنقز بِالْقَافِ وَالزَّاي وَكِلَاهُمَا يحْتَمل لفظ الحَدِيث أَي ينقز نقز الظبي وَقَوله فِي حَدِيث الدَّجَّال نفرت عينه تقدم وَهُوَ الصَّحِيح ويروى بِالْقَافِ ويروى فقئت وفقرت وَكِلَاهُمَا بِمَعْنى وفقرت بِمَعْنى استخرجت وَرَوَاهُ أَيْضا أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ بقرت بِالْبَاء وَالْقَاف وَهُوَ من معنى مَا تقدم وَالْبَقر الشق والاستخراج

قَوْله فِي ذكر عضد الْحمار فأكللها حَتَّى نفدها كَذَا الرِّوَايَة فِي كتاب الهبات للْبُخَارِيّ بتَشْديد الْفَاء ودال مُهْملَة أَي أتمهَا وَفرغ مِنْهَا وَعند بَعضهم حَتَّى أنفدها وَذكره فِي كتاب الْأَطْعِمَة حَتَّى تعرقها وَهُوَ الصَّوَاب إِذا أَخذ مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم مثل عرقت

فِي حَدِيث الطَّلَاق عَلَيْك يَا بن الْخطاب بِنَفْسِك كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَة بَعضهم وَعند السجْزِي بِعَيْنَيْك تَثْنِيَة عين وَكِلَاهُمَا تَحْرِيف وَالصَّوَاب رِوَايَة الْفَارِسِي والعذري بعيبك أَي بخاصتك يُرِيد ابْنَته وعيبة الرجل خاصته وَمَوْضِع سره وَمِنْه الْأَنْصَار كرشي وعيبتي

فِي اللّعان انْتَفَى من وَلَدهَا كَذَا لَهُم عَن ابْن وضاح

<<  <  ج: ص:  >  >>