للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مالك: والسيراء وشيء من حرير. قال ابن الأنباري: والسيراء أيضًا الذهب. وقيل: هو الحرير الصافي، والحلة ثوبان غير لفقين رداء وإزار سميا بذلك لأنه يحل كل واحد منهما على الآخر. قال الخليل: ولا يقال حلة لثوب واحد. وقال أبو عبيد: الحلل برود اليمن. وقال بعضهم: إنما تكون حلة إذا كانت جديدة لحلها عن طيها، والأول أكثر وأشهر. وفي

الحديث: أنه رأى رجلًا عليه حلة اتّزر بإحداهما، وارتدى بالأخرى، فهذا يدل أنهما ثوبان. وفي الحديث الآخر: رأى حلة سيراء، حلة سندس، وهذا يدل أنها واحدة.

وقوله: في حديث أبي قتادة، ثم برك فتحلل فدفعته أي: ترك ضمي الذي ذكره أول الحديث، وتحلل أي: ضعفت قواه وانحلت ضمته، كما قال في الحديث الآخر. ثم أدركه الموت فأرسلني.

قوله: في الجار: لا يحل له أن يبيع حتى يؤذن شريكه، لا يحل هنا على الحضّ والندب لا على الوجوب.

وقوله: في الإيمان: إلا تحللتها أي: كفرتها من قوله تعالى: ﴿تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ﴾ [التحريم: ٢].

قوله: لا تمسه النار إلا تحلة القسم أي: تحليلها. قيل: هو قوله ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ﴾ إلى قوله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم، الآيات: ٦٨، ٧١] قاله مالك وأبو عبيد وغيرهما: وهو الجواز على الصراط أو عليها وهي جامدة كالإهالة. وقيل: المراد سرعة الجواز عليها وقلة أمد الورود لها يقال: ما فعلت ذلك إلا تحليلًا أي: تقديرًا مثل من يقصد تحليل يمينه بالاستثناء وبأقل ما يمكنه.

[(ح ل م)]

قوله: حلمة ثديه هو رأسه وطرفه، بفتح الحاء واللام.

قوله: يكره أن ينزع المحرم حلمة أو قرادًا عن بعيره، الحلم الكبير من القراد.

وقوله: كان يصبح جُنُبًا من جماع لا من حلم وإذا حلم أحدكم حُلْمًا: بضم الحاء وسكون اللام وأراد به هنا لا من حلم المنام أي الاحتلام، وليس فيه إثبات إنه كان يحتلم لأنها إنما حققت هنا حكمه في غيره. قال بعضهم: ولا يجوز عليه الاحتلام لأنه من الشيطان، ولأنه لم يروَ عنه في ذلك أثر، وقد يحتمل جوازه عليه ولا يكون من الشيطان فيه مدخل، لكن لبعده مدة عن النساء أو كثرة اجتماع الماء وقوة حرارته، والحُلْم: بضم الحاء وسكون اللام وضمها أيضًا من حلم النوم، وروياه والفعل منه حَلم بفتح اللام، والمحتلم والحالم الذي بلغ الحلم: بضم الحاء واللام وهو إدراك الرجل وأصله من الاحتلام في النوم. وفي الحديث على كل محتلم

وخذ من كل حالم دينارًا أي: بالغ.

وقوله: وأحلام السباع أي: في عقولها وأخلاقها من التعدي والبطش، والحلم بالكسر بمعنى: الصبر، لكن في الحلم: الصفح وأمن المؤاخذة وهو ضد البطش والسفه والاستشاطة، وأيضًا: العقل. والحليم من أسماء الله بمعنى العفو والصفوح مع القدرة والفعل منه حلم: بضم اللام.

[(ح ل ف)]

قوله: بينهما حِلْف بكسر الحاء وسكون اللام، والمحالفة: الموالاة والمناصرة، ومنه حديث تحالفت قريش وكنانة على بني هاشم أي: حلف بعضهم لبعض على عداوتهم وصاروا يدًا عليهم. ومن هذا قوله: غمس يمينًا في حلف، وسنفسره في حرف الغين إن شاء الله. ومنه قوله: لا حلف في الإسلام أي: ما كانت الجاهلية تفعله في الانتساب والتوارث، وقد نسخ الإسلام هذا بقوله ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٥) وآية المواريث، وأصله أنهم كانوا يتحالفون عند عقده على التزامه، والواحد حليف والجمع حلفاء وأحلاف. ومنه قوله: والحليفان أسد وغطفان والحَلْف: بفتح الحاء وكسر اللام اليمين واحدته حلفة مثل: ثمرة وهي الحلف أيضًا لغتان، وأكثر هذه الألفاظ وما اشتق منها متصرف في هذه الأمهات.

<<  <  ج: ص:  >  >>