يحتمل أنه إنما سمي بذلك لانحنائه وخضوعه لتدنيه عندهم، وأنه قيم شريعتهم، وهو دون القاضي والأسقف الطويل في انحناء في العربية، والاسم منه السقف والسقيفي. وقال الداودي: هو العالم.
[(س ق ي)]
قوله: ادع الله أن يسقينا وأسقاني سويقًا وما سقي بالنضح. يقال: سقى وأسقى بمعنى واحد عند بعضهم. قال الله تعالى ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ [الإنسان: ٢١] ﴿نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا﴾ [المؤمنون: ٢١] وقرئ: بالضم، وكذا ذكره الخليل، وصاحب الأفعال في باب فعل وأفعل بمعنى، وكذلك سقى الله الأرض، وأسقى. وقال غيرهما: سقيته ناولته ما يشربه، وأسقيته جعلت له سقيا يشرب منه، ويقال فيه: سقيا.
وقوله: باع سقاية من ذهب: بكسر السين هي الآنية يسقى فيها الماء ويشرب قاله مالك. قال: يبرد فيها الماء. قال ابن وهب: بلغني أنها كانت قلادة خرز وذهب وورق، ووهم في هذا، وقيل: في الساقيات المذكورة في القرآن إنها مكيال.
وقوله: استسقى على المنبر، وصلاة
الاستسقاء هو الدعاء لطلب السقيا والصلاة لذلك، والاستسقاء طلب ذلك واستسقى فجلبنا له شاة أي طلب منا نسقيه.
وقوله: وهو قائل بالسقيا، ودخل على علي بالسقيا، اسم موضع أخذ القائلة فيه وسنذكره.
وقوله: أعجلتهم أن يشربوا سقيهم، كذا هو بالكسر لأكثر الرواة، وهو اسم الشيء المسقى، وضبطه الأصيلي: بالفتح والأول الصواب.
[فصل الاختلاف والوهم]
في باب الشرب قائمًا: شرب رسول الله ﷺ من زمزم، فشرب قائمًا واستسقى، كذا لهم، وعند ابن الحذاء، واستقى والأول الصواب، لأنه قد جاء في الحديث أنه لم يستق، واعتذر عن ذلك بقوله: لولا أن يغلبكم عليها الناس لفعلت أي: استنوا بفعله فتخرج السقاية من أهلها، وفي خبر المزادتين فسقى من سقى، كذا عند الأصيلي وأبي ذر، وعند القابسي وابن السكن فسقى من شاء وكلاهما صواب أي: سقى من سقى دابته، وهو الذي شاء أن يُسْقَى، وفي حديث الحديبية في الفضائل في مسلم حتى استسقى الناس، وفي رواية حتى أشفى الناس أي: أبلغهم من الري آمالهم، ويكون الناس هنا نصبًا والصحيح الأول، وفي الأشربة في ذكر الأوعية في البخاري، في حديث عبد الله بن عمر، ومن رواية سفيان عن سليمان الأحول: لما نهى النبي ﷺ عن الأسقية قيل: ليس كل الناس يجد سقاء، ذكر الأسقية هنا وهم، وصوابه نهى عن الأوعية والظروف، كما جاء في غير هذا وقد قيل: قوله ليس كل الناس يجد سقاء يدل على إباحة الأسقية، وكما قال في حديث عبد القيس. قال: ففيم تشرب؟ قال: في أسقية الأدم وأرى أن هذا الفصل نقص على راوي هذا الحديث. وقيل: لعله نهى إلا عن الأسقية بدليل قوله: نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، وقولهم: بعده أو كل الناس يجد سقاء.
وقوله: في الحديث الآخر في مسلم: نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء. واشربوا في الأسقية. قيل: لعله في الأوعية أو الظروف، لأنه نسخ بقوله إلا في سقاء، ولقوله في الحديث الآخر المذكور: نهيتكم عن الظروف لأن السقاء لرقته، يسرع التغيير لما فيه بإسعافه وانتفاخه، ويبين هذا كله.
قوله: في الحديث الآخر المذكور: ونسخه بقوله: انتبذوا كل مسكر حرام، وهذا بمعناه.
وقوله: في حديث أنس في التوبة من رواية هداب: لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم إذا استيقظ على بعيره قد أضله. كما جاء في جميع النسخ لمسلم هنا قال بعضهم: لعله سقط، وكذا ذكره البخاري، وقد فسرناه. قال القاضي رحمه الله تعالى: قد روى الحديث البخاري أيضًا من رواية ابن مسعود: فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده، فهذا نحو قوله: استيقظ لكن مساق حديث أنس ووجهه سقط.