للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه، أي: بلغ سامع قولي. وقال مثله، ودعى به تنبيهًا على الذكر في السحر، والدعاء، وضبط الخطابي: سمع سامع قال: ومعناه شهد شاهد أي: ليسمع سامع، ويشهد شاهد بحمد ربنا على نعمته.

وقوله: سمع الله لمن حمده قيل: معناه أجاب الله دعاء من حمده. قيل: ذلك على الخبر. وقيل: على الحضّ والترغيب، ومنه في الحديث: وأعوذ بك من قول لا يسمع تفسيره الحديث الآخر من دعوة لا تستجاب، ومنه: أي الساعات اسمع؟ قال: جوف الليل الآخر يعني أرجي للإجابة. وقيل: أولى بالدعاء، وأوقع للسمع، وقال الجوهري: سمع الله لمن حمده، معناه تقبل الله.

وقوله: في خبر عثمان وأسامة: أتدرون إني لا أكلمه إلا سمعكم، كذا للأصيلي: بفتح السين، وضبطناه بالوجهين: بالفتح والكسر على أبي الحسين شيخنا، أي: حتى تسمعون، ووقع لغير الأصيلي الا أسمعكم، ولبعضهم

الا سمعتم، والسمع: بالفتح سمع الإنسان هو المكان الذي يسمع منه، وهو المسمع: بفتح الميمين أيضًا من قولهم: هو مني بمرأى ومسمع، والمسمع: بكسر الميم الأولى الصماخ. وقيل: الأذن والسمع: بالفتح والكسر اسم السماع للشيء، ورياء وسمعة أي: أرى فعله وسمع به.

[(س م س ر)]

قوله: لا يكون له سمسارًا أي: دلَّال، وذكر السمسرة وأجر السمسار والسماسرة أصله القيم بالأمر الحافظ له، ولذلك قال لهم النبي : يا معشر التجار، ثم استعمل في متولي البيع والشراء لغيره.

[(س م ي)]

قوله: وهي التي كانت تساميني أي: تضاهيني وتعاندني وتطاولني، وأصله من السمو والارتفاع يقال: فلان يسمو إلى المعالي أي: يتطاول إليها، ورأيت بعضهم فسره من سوم الخسف، وهو تجسم الإنسان ما يشق عليه ويكرهه، وملازمة ذلك عليه، كأنه ذهب إلى أن معناه تؤذيني وتغيظني، ولا يصح على هذا من جهة العربية أن يقال في المفاعلة منه سامني، إنما يصح فيه: ساوم والوجه ما قلناه.

وقوله: باسمك أحيا وباسمك أموت أي: بذكر اسمك حياتي وعند مماتي، وقد يكون معناه بك أحيا وبك أموت أي: أنت تحييني وتميتني.

وقوله: سيماهم التحليق أي: علامتهم: بكسر السين، وفي حديث الحوض لكم سيما أي علامة. يقال: سيما مقصور، وسيماء ممدود، وسيمياء، ووجدت بخط شيخنا القاضي الشهيد أبي عبد الله بن الحاج، عن أبي مروان بن سراج سومي أيضًا، وهو من السمة أي: العلامة، وأصلها سومة والسومة العلامة.

وقوله: فيما سقت السماء العشر: المراد به المطر، وأضافه إلى السماء لأنه منها، ومن جهتها ينزل. قال الله تعالى ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: ٤٨] وكل ما علاك فأظلك فهو سماء، والمطر يسمى سماء، ومنه قوله: على أثر سماء كانت من الليل. قال الشاعر:

إذا نزل السماء بأرض قوم

وقوله: طوله في السماء أي: في الارتفاع.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في الجهنميين كأنهم عيدان السماسم، كذا في جميع النسخ من مسلم، ولا معنى لهذا اللفظ ينفهم هنا، قال بعضهم: السماسم كل نبات ضعيف كالسمسم والكزبرة. وقال بعضهم: والأشبه أنه عيدان السماسم، وهو الأبنوس مهموز يعني من سوادهم، كما قال فصاروا حممًا، وقال في الحديث نفسه: فيدخلون أنهار الجنة فيخرجون كأنهم القراطيس.

وقوله: في باب هدية العروس فعمدت إلى تمر وسمن وأقط، كذا لهم ولابن السكن: سويق مكان سمن.

وقوله: يحبون السمانة، كذا لأكثر الرواة، ومعناه كثرة حرصهم على الدنيا، والتمتع من طيباتها، والسرف في عرضها، وعند بعضهم: الشهادة وكلتا الروايتين صحيحتان، فقد جاء في الحديث نفسه من الرواية الأخرى: ويفشوا فيهم السمن، وفيه يشهدون ولا يستشهدون، وتقدم في حرف الباء.

وقوله: سمع أذني

<<  <  ج: ص:  >  >>