أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: ٦٩] وهو يقع للواحد والجميع. وقيل: أراد رفق الرفيق. وقيل: أراد مرتفق الجنة. وقال الداودي: هو اسم لكل سماء، وأراد الأعلى لأن الجنة فوق ذلك. ولم يعرف هذا أهل اللغة، ووهم فيه ولعله تصحف له من الرفيع. وقال الجوهري: والرفيق: أعلى الجنة.
قوله: فقطعتهما مرفقتين: بكسر الميم، أي: وشادتين، كما جاء في الحديث الآخر، وأما المرفق من اليد هو طرف عظم الذراع مما يلي العضد: فبفتح الميم، وقيل: بكسرها.
وقوله: في المرفقتين: فكان يرتفق بهما في البيت، يحتمل أن يكون بمعنى يتكئ من المرفق، وأن يكون من الرفق أي: ينتفع وفي الأذان وصفه ﵇، وكان رحيمًا رفيقًا، كذا رواه القابسي بالفاء، وللأصيلي وأبي الهيثم وغيرهما رقيقًا بالقاف أولًا وهو متقارب المعنى من رقة القلب، ورفقه بأمته وشفقته عليهم، وقد وصفه الله تعالى بذلك فقال: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨].
قوله: رفقة والرفاق. يقال: رفقة ورفقة وهي الجماعة تسافر والجمع رفاق، وأنكر ابن مكي أن يكون جمعًا. قال: وإنما هو جمع رفيق، ولم يقل شيئًا هو جمع رفيق وجمع رفقة، وإنما سميت الرفقة من المرافقة والرفاق أيضًا مصدر كالمرافقة والرفيق للواحد والجمع.
[(ر ف هـ)]
قوله: فلما أصابتهم الرفاهية أي: رغد العيش.
وقوله: فترفه عنه قوم، كذا لابن السكن، وفي رواية الباقين: فتنزه متقارب المعنى ترفه رفعوا أنفسهم عنه وتنزهوا: بعدوا عنه وكله بمعنى تجنبوه.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في كتاب التوحيد: وقال مجاهد: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، كذا لهم، وعند الأصيلي: يرفعه الكَلِم الطيب. والقولتان
مرويتان عن مجاهد وغيره في كتب التفسير، وهل الهاء في يرفعه عائدة على الكلم الطيب أو العمل الصالح، وقيل: عائدة على الله تعالى هو يرفع العمل الصالح.
وقوله: في باب شركة اليتيم في تفسير الآية رغبة أحدكم عن يتيمته، كذا لأبي الهيثم، وعند القابسي والنسفي: رغبة أحدكم يتيمته معنى ذلك في الروايتين كراهية، وعند الباقين رغبة أحدكم بيتيمته والأول أوجه وهو المعروف. في موت ميمونة قوله: فإذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها وارفعوا، وعند السمرقندي: وارفقوا والأول أشبه.
وقوله: وأنتم ترغثونها أو تلغثونها كلاهما بثاء مثلثة المعروف في هذا الراء دون اللام أي: ترضعونها، وقد تقدم قبل.
وقوله: في حديث عكاشة: فرفع لي سواد عظيم، كذا عند مسلم، وابن السكن، ومعناه: أظهر لي وقد يحتمل أن يكون ظهر له في مكان مرتفع، ويعضده الحديث الآخر: يجيء يوم القيامة على تل، وعلى كوم ولبقية رواة البخاري في باب الكي، فوقع في بالواو والقاف وبعده في، وله معنى أيضًا أي: دخل فيهم بغتة على غير انتظار ومقدمة.
وقوله: في التفسير بكل ربع الربع: الارتفاع من الأرض، كذا للقابسي، وعبدوس، وأبي ذر، وللأصيلي: الإيفاع جمع يفاع وهو المرتفع من الأرض أيضًا، وعند النسفي الأرياع جمع: ريع، وقد ذكره البخاري بعد ذلك وكله صواب بمعنى، وكذلك ريع جمعه: ريعة وأرياع واحده ريعة.
قوله: لكل غادر لواء يرفع له، كذا جاء للعذري في حديث زهير بن حرب، ولغيره يعرف به وهو المعروف في غيره من الأحاديث. وفي باب المعراج: ثم رفعت لي سدرة المنتهى، كذا للأصيلي، وأبي ذر، ولغيرهما ثم رفعتُ إلى سدرة المنتهى. في حديث صيد المحرم: فلما استيقظ طلحة وفق من أكله، كذا لكافة شيوخنا أي: قال له: وفقت صوّب له فعله، ورواه بعضهم رفق بالراء والأول الصواب. وفي حديث ابن مسعود أذنك على أن ترفع الحجاب، كذا قيد عن الجياني ولغيره: أن يرفع