للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تفسير سورة الحجرات: فما كان عمر يسمع من رسول الله بعد هذه الآية حتى يستفهمه، كذا لهم: بضم الياء وهو الصواب، وعند الأصيلي: بفتحها وهو وهم، وقلب للمعنى وضده، وفي قتل الحيات، وذكر الأبتر، وذا الطفيتين فإنهما يلتمسان البصر ويسقطان الحبل، وذلك من سميهما، كذا للكافة، وعند ابن الحذّاء من شيمتهما، والأول أوجه وكلاهما محتمل، فقد يكون ذلك من خواصهما وشيمتهما وقد يكون من قوة سمهما يعدو فيفعل هذا بمشيئة الله تعالى، كما يفعل عين العائن، والله أعلم.

وقوله: في حديث الخوارج، من رواية محمد بن المثنى: سماتهم، كذا للقاضي الصدفي في مسلم، بزيادة تاء، ولغيره: سيماهم كما تقدم، ولم نر من ذكره بالتاء، وقد ذكرنا الوجوه المعلومة المذكورة فيه.

وقوله: في حديث كعب: فلما استمر بالناس الجد أي: الإسراع في السير، كذا لمسلم، وعند البخاري: اشتد بالناس الجد، كذا لابن السكن، وعند الأصيلي: أشد الناس الجد، برفع الناس ونصب الجد، وهو أضعف الوجوه.

[السين مع النون]

[(س ن و)]

قوله: أصابنا عام سنة أي: عام شدة

ومجاعة، كذا ضبطناه على الإضافة وهو الصواب، وضبطه بعضهم سنة بالرفع والأول الصواب، وإذا سافرتم في السنة وأخذتم سنة وليست السنة إلا تمطر كله بمعنى الجدب، ومنه قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ﴾ [الأعراف: ١٣٠] أي: بالقحوط وأصلها سنوة، ولذلك تجمع السنة سنوات. وقيل: سنهه والتاء فيه زائدة، لكنه كثر استعمالها، كذلك فقربنا ذكرها في هذه الترجمة، ومنه واجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني يُوسُفَ وأن لا يهلكهم بسنة عامة وعام سنة.

وقوله: نهى عن بيع السنين، وهي المعاومة، وهو بيع الثمر سنين، وهو من الغرر، ومن بيع ما ليس عندك، ومن بيع الثمر قبل وجوده وطيبه. وقد جاء مفسرًا في رواية ابن أبي شيبة نهى عن بيع الثمر سنين.

[(س ن ح)]

قوله: فكرهت أن أسنحه أي: أسير أمامه، وأقوم في وجهه فأقطع صلاته، بدليل قولها في الرواية الأخرى: وأكره أن أستقبله. وفي الأخرى: أن أجلس فأوذيه فأنسل انسلالًا، وقد اختلف أعراب أهل الحجاز وأهل نجد في السانح والبارح، والتيمن والتشاؤم بأحدهما، وقد يكون أسنحه هنا أتعرض له في صلاته. يقال: سنح لي أمر أي: عرض لي.

[(س ن خ)]

قوله: وإهالة سنخة أي: دسم متغير الرائحة. يقال: سنخ الطعام ورنخ: بكسر النون.

[(س ن د)]

قوله: فأسند في الجبل، ويسندون في الجبل، وأسندوا إليه في مشربة له كله، أي: صعدوا، والسند: ما ارتفع من الأرض.

وقوله: مستند ويروى مستند إلى صدرها، ومسند ظهره إلى البيت المعمور.

وقوله: وأسند ظهره إلى قبة، وأسند إلى راحلته، كله أي: أسند ظهره إليها، وأضاف ظهره إليها، ومنه يقال لعميد القوم والذابّ عنهم، والقائم بأمرهم: سندهم أي: الذي يضافون إليه، ويعتمدون عليه في مهماتهم، ويسند الحديث رجاله الذين رووه، وإسناده أيضًا أصله ورفعه، وجبة السندس هو رقيق الديباج.

قوله: كيل السندرة: بفتح السين هو مكيال واسع، وقد فسرناه في الكاف. وقيل: السندرة العجلة والجد. وقيل: السندرة شجر يعمل منه النبل، فلعل هذا الكيل سمي به لأنه

عمل منها.

وقوله: بالسندوق، كذا هو في الموطأ: بالسين، والمشهور بالصاد وهو مثل التابوت.

[(س ن ن)]

قوله: فاستنت شرفًا أو شرفين، أي: جرت طلقًا أو طلقين. وقيل: لجت في عودها وإقبالها وإدبارها. وقيل: الاستنان يختص بالجري إلى فوق. وقيل: معناه مرحت ونشطت، والاستنان كالرقص من البارع. وقال ابن وهب: أفلتت، ويحتمل أن يكون معناه: رعت على ما يتفسر بعد هذا في الحديث الآخر. وقيل: الاستنان جريها بغير فارس،

<<  <  ج: ص:  >  >>