للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصله من الجفاء بين الناس وهو التباعد، وقيل: من الارتفاع. ومعناه: ترك الصلة، ومنه: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: ١٦]، وفي حديث المتعة: إنك لجلف جاف، هما بمعنى كرر اللفظ للتأكيد، أي: متباعد عن الصلة وفعل الجميل ورقة الطبع، والكلمتان بمعنى.

وقوله: الجفاء في الفدادين أي: الغلظة والقسوة، وترك التواصل.

[فصل الاختلاف والوهم]

في إسلام أبي ذرّ: ألقيت كأني جفاء، كذا في رواية بعضهم عن ابن ماهان بالجيم مضمومة وهو وهم عندهم، والذي للجماعة. كأني خفاء بخاء مكسورة معجمة ممدود: قيل: وهو الصواب، ومعناه كأني ثوب مطروح، والخفاء الغطاء ما كان. وقال ابن الأنباري: الخفاء كساء يغطي به الرطب، وأما الجفاء بالجيم فهو ما ألقاه السيل من غثائه مما احتمله.

[الجيم مع السين]

[(ج س ر)]

في الحديث ذكر الجسر، وجسر جهنم وهي القنطرة التي يمر عليها يريد به هنا الصراط، ويقال: بفتح الجيم وكسرها.

[(ج س س)]

وقوله: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: ١٢] بالجيم ولا تحسسوا بالحاء المهملة تثبت اللفظتان في الأحاديث. قيل: هما بمعنى متقارب وهو البحث عن بواطن الأمور، وهو قول الحربي.

وقيل: الأولى التي بالجيم إذا تجسس بالخبر، والقول والسؤال عن عورات الناس وأسرارهم، وما يعتقدونه أو يقولونه فيه أو في غيره. والثانية التي بالحاء: إذا تولى ذلك بنفسه وتسمعه بأذنه، وهذا قول ابن وهب. وقال ثعلب: بالحاء إذا طلب ذلك لنفسه، وبالجيم طلبه لغيره. وقيل: اشتق التحسس من الحواس لطلب ذلك بها، وهذا كله ممنوع في الشرع. وقد فسر البخاري في بعض الروايات عنه فقال: التجسس البحث وهو بمعنى ما تقدم من الاستقصاء والبحث. وقيل: التحسس: بالحاء في الخير، والتجسس في الشر. وفي البخاري: ذكر الجاسوس وفسره في رواية أبي ذرّ. قال التجسس: التبحث أي التبحث عن الخبر من قبل العدو. وفي الحديث ذكر الجساسة بالجيم وسينين مهملتين هو من هذا وهي دابة وصفها في الحديث بتجسس الأخبار للدجال.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في غزوة مؤتة: فوجدنا في جسده بضعًا وتسعين من طعنة ورمية، كذا للكافة، وللجرجاني عضده مكان جسده. وفي باب البردة والحبرة والشملة.

قوله: في حديث البردة: فجسها رجل من القوم، كذا لهم، وعند الجرجاني: فحسنها من الحسن أي وصفها بالحسن وهو وجه الكلام.

[الجيم مع الشين]

[(ج ش ا)]

قوله: في أهل الجنة: فما بَالُ الطَّعام قال: جشاء ورشح كرشح المسك الجشاء: معلوم ممدود يعني أن فضول طعامهم يخرج في الجشاء والعرق.

[(ج ش ر)]

وقوله: ومنا من هو في جشره: بفتح الجيم والشين: والجشر: المال يخرج به أربابه يرعى في مكان يمسك فيه، وأصله التباعد. قال الأصمعي: مال جشر إذا كان بمرعاه ولا يأوي إلى أهله قال غيره: وأصله أن الجشر بقل الربيع. وقال أبو عبيد الجشر الذين يبيتون مكانهم لا يرجعون إلى بيوتهم.

[(ج ش م)]

قول مسلم: سألتني تجشم ذلك أي: تكلفه، تجشمت الأمر وجشمنيه غيري واجشمنيه أيضًا.

وقوله: فعمدت إلى شعير فجشمته أي: طحنته جشيشًا أي طحنًا غليظًا.

[فصل الاختلاف والوهم]

وفي حديث هرقل: لو علمت أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه أي: تكلفت ما فيه من مشقة لذلك، وكذا ذكر البخاري الخبر بهذا

اللفظ، وذكره مسلم لأحببت لقاءه، والأول أوجه وأليق بالكلام، لأن الحب والنية لا يصد عنها لأنها

<<  <  ج: ص:  >  >>