وَأَصله من الْجفَاء بَين النَّاس وَهُوَ التباعد وَقيل من الِارْتفَاع وَمَعْنَاهُ ترك الصِّلَة وَمِنْه) تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع
(وَفِي حَدِيث الْمُتْعَة أَنَّك لجلف جَاف هما بِمَعْنى كرر اللَّفْظ للتَّأْكِيد أَي متباعد عَن الصِّلَة وَفعل الْجَمِيل ورقة الطَّبْع والكلمتان بِمَعْنى
وَقَوله الْجفَاء فِي الْفَدادِين أَي الغلظة وَالْقَسْوَة وَترك التواصل.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي إِسْلَام أبي ذَر القيت كَأَنِّي جفَاء كَذَا فِي رِوَايَة بَعضهم عَن ابْن ماهان بِالْجِيم مَضْمُومَة وَهُوَ وهم عِنْدهم وَالَّذِي للْجَمَاعَة كَأَنِّي خَفَاء بخاء مَكْسُورَة مُعْجمَة مَمْدُود قيل وَهُوَ الصَّوَاب وَمَعْنَاهُ كَأَنِّي ثوب مطروح والخفاء الغطاء مَا كَانَ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الخفاء كسَاء يُغطي بِهِ الرطب وَأما الْجفَاء بِالْجِيم فَهُوَ مَا أَلْقَاهُ السَّيْل من غثائه مِمَّا احتمله
الْجِيم مَعَ السِّين
(ج س ر) فِي الحَدِيث ذكر الجسر وجسر جَهَنَّم وَهِي القنطرة الَّتِي يمر عَلَيْهَا يُرِيد بِهِ هُنَا الصِّرَاط وَيُقَال بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا
(ج س س) وَقَوله وَلَا تجسسوا بِالْجِيم وَلَا تحسسوا بِالْحَاء الْمُهْملَة ثبتَتْ اللفظتان فِي الْأَحَادِيث قيل هما بِمَعْنى مُتَقَارب وَهُوَ الْبَحْث عَن بواطن الْأُمُور وَهُوَ قَول الْحَرْبِيّ وَقيل الأولى الَّتِي بِالْجِيم إِذا تجسس بالْخبر وَالْقَوْل وَالسُّؤَال عَن عورات النَّاس وأسرارهم وَمَا يعتقدونه أَو يَقُولُونَهُ فِيهِ أَو فِي غَيره وَالثَّانيَِة الَّتِي بِالْحَاء إِذا تولى ذَلِك بِنَفسِهِ وتسمعه بِإِذْنِهِ وَهَذَا قَول ابْن وهب وَقَالَ ثَعْلَب بِالْحَاء إِذا طلب ذَلِك لنَفسِهِ وبالجيم طلبه لغيره وَقيل اشتق التحسس من الْحَواس لطلب ذَلِك بهَا وَهَذَا كُله مَمْنُوع فِي الشَّرْع وَقد فسر البُخَارِيّ فِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ فَقَالَ التَّجَسُّس الْبَحْث وَهُوَ بِمَعْنى مَا تقدم من الاستقصا والبحث وَقيل التحسس بِالْحَاء فِي الْخَيْر والتجسس فِي الشَّرّ وَفِي البُخَارِيّ ذكر الجاسوس وَفَسرهُ فِي رِوَايَة أبي ذَر قَالَ التَّجَسُّس التبحث أَي التبحث عَن الْخَبَر من قبل الْعَدو وَفِي الحَدِيث ذكر الْجَسَّاسَة بِالْجِيم وسينين مهملتين هُوَ من هَذَا وَهِي دَابَّة وصفهَا فِي الحَدِيث بتجسس الْأَخْبَار للدجال.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي غَزْوَة مُؤْتَة فَوَجَدنَا فِي جسده بضعا وَتِسْعين من طعنة ورمية كَذَا للكافة وللجرجاني عضده مَكَان جسده وَفِي بَاب الْبردَة والحبرة والشملة قَوْله فِي حَدِيث الْبردَة فجسها رجل من الْقَوْم كَذَا لَهُم وَعند الْجِرْجَانِيّ فحسنها من الْحسن أَي وصفهَا بالْحسنِ وَهُوَ وَجه الْكَلَام
الْجِيم مَعَ الشين
(ج ش ا) قَوْله فِي أهل الْجنَّة فَمَا بَال الطَّعَام قَالَ جشاء وَرشح كَرَشْحِ الْمسك الجشاء مَعْلُوم مَمْدُود يَعْنِي أَن فضول طعامهم يخرج فِي الجشاء والعرق
(ج ش ر) وَقَوله وَمنا من هُوَ فِي جشره بِفَتْح الْجِيم والشين الجشر المَال يخرج بِهِ أربابه يرْعَى فِي مَكَان يمسك فِيهِ وَأَصله التباعد قَالَ الْأَصْمَعِي مَال جشر إِذا كَانَ بمرعاه وَلَا يأوى إِلَى أَهله قَالَ غَيره واصله أَن الجشر بقل الرّبيع وَقَالَ أَبُو عبيد الجشر الَّذين يبيتُونَ مكانهم لَا يرجعُونَ إِلَى بُيُوتهم
(ج ش م) قَول مُسلم سَأَلتنِي تجشم ذَلِك أَي تكلفه تجشمت الْأَمر وجشمنيه غَيْرِي واجشمنيه أَيْضا قَوْله فعمدت إِلَى شعير فجشمته أَي طحنته جشيشا أَي طحنا غليظا.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
وَفِي حَدِيث هِرقل لَو علمت أَنِّي أخْلص إِلَيْهِ لتجشمت لقاءه أَي تكلفت مَا فِيهِ من مشقة لذَلِك وَكَذَا ذكر البُخَارِيّ الْخَبَر بِهَذَا اللَّفْظ وَذكره مُسلم لَا حببت لقاءه وَالْأول أوجه وأليق بالْكلَام لِأَن الْحبّ وَالنِّيَّة لَا يصدعنها لِأَنَّهَا