وقوله: في حديث جابر الطويل: أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟ قال؛ فجشعنا، كذا رويناه عن القاضي الشهيد بالجيم، وكذا كان أيضًا في كتاب القاضي التميمي بخطه، ورويناه عن غيرهما بالخاء من الخشوع، ومعناه: صحيح متقارب. فخشعنا: بالخاء سكنًا وخفنا وفزعنا، وبالجيم: فزعنا أيضًا، ومنه الحديث الآخر. فبكى معاذ جشعًا لفراق رسول الله ﷺ. قال الهروي: أي جزعًا.
[الجيم مع الهاء]
[(ج هـ د)]
قوله: في المبعث عن الملك: حتى بلغ مني الجهد، أكثر الروايات فيه، والضبط بفتح الجيم. وقاله بعضهم بضمها، وما ظننت أن الجهد بلغ بك هذا. وفي الحديث الآخر في الصبر: على جهد المدينة بالفتح أيضًا. وقاله بعضهم قحط وجهد، وجهد العيال، وكذلك نعوذ بك من جهد البلاء.
وقوله: جهد العيال: بضم الجيم وكسر الهاء، وجهدت أن أجد مركبًا: بفتح الجيم وكسر الهاء أيضًا، وأجهد على جهدك: بفتح الجيم أي: أبلغ أقصى ما تقدر عليه من السعي علي.
وقوله: وكان أول النار جاهدًا على نبي الله أي: مبالغًا في طلبه وأذاه.
وقوله: ما زلت جاهدًا في طلب مركب أي: حريصًا مبالغًا في طلبه كله، بمعنى الشدة في الحال والمبالغة والغاية والجد. قال ابن عرفة: الجهد بالضم: الوسع والطاقة، والجهد بالفتح المبالغة والغاية، وفي حديث ابن عمر: أجهد على جهدك منه، وروي عن الشعبي الجهد بالفتح في العمل، وبالضم في القنية يعني: العيش. وقال غيره: إذا كان من الاجتهاد والمبالغة ففيه الوجهان. قال ابن دريد: وهما لغتان فصيحتان: بلغ الرجل جهده وجهده. وفي العين: الجهد بالضم الطاقة، وبالفتح المشقة. وقال يعقوب: الجهد والجهد لغتان. قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ﴾ [التوبة: ٧٩] قرئ بالوجهين، فمعنى جهدت: إن أجد مركبًا أي: اجتهدت، وجهد العيال، أي: أصابهم الجهد، وهي المشقة وضيق العيش، وجهد المدينة بمعناه أي: شدتها وبلغ مني الجهد الغاية في المشقة، ومن قال هنا: الجهد بالضم فعلي من فرق، فيكون بمعنى: وسع الملك وطاقته من غطه ويجب أن يكون الجهد على ذلك منصوب الدال مفعولًا ببلغ، والملك هو الفاعل، وعلى الوجه الآخر: الجهد هو الفاعل وجهد البلاء قيل: شدته والحالة التي يتمنى الإنسان فيها الموت ويختاره. وجاء في الحديث تفسيره: أنه الصبر. وعن ابن عمر: أنه قلة المال وكثرة
لعيال، وفي الحديث في الجماع: ثم جهدها أي: بالغ في معاناة ذلك العمل، والحركة فيه كناية عن المبالغة في ذلك، أو فيما بلغ منها هي في ذلك. يقال: جهدت نفسي والفرس والرجل على فعل كذا، وأجهدته: بلغت مشقته، وأخرجت ما فيه من الجهد. وقال الخطابي: الجهد من أسماء النكاح.
[(ج هـ ر)]
وقوله: كل أمتي معافًى إلا المجاهرين أي: المعلنون بالمعاصي المستهزءون بإظهارها، وأصله من الظهور، والجهر ضد السر.
وقوله: ما أَذِنَ الله لنبي إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به، حمله بعضهم على جواز قراءة القرآن بالألحان، وتأول بعضهم قوله: يجهر به على تفسير ما قبله على ظاهره من رفع صوته به وتحسينه. وقيل: معناه تحزينه. وقيل: رفع الصوت به، وسيأتي بعد الكلام على التحسين وعلى التغني في حرفيهما.
[(ج هـ ز)]
وقوله: أجهز جيشي وأمر بجهازه، ويجهزون رسول الله، وقد قضيت جهازك، ولم أقضِ من جهازي، جهزت القوم إذا تكفلت لهم جهاز السفر، وهو ما يحتاج إليه فيه، والجهاز بالفتح. قال الله تعالى: