كصلاة الملائكة على بني آدم، كقوله: ما زالت الملائكة تصلي عليه، وكقوله: بُعِثْتُ إِلى أَهْلِ البَقِيعِ لأُصَلِّي عليهم. وكقوله: صلى على شهداء أحُد ومنه: الصلاة على الميت، ومنه: ومن كان صائماً فليصلّ أي: يدع. وقيل ذلك في قوله: في ساعة الجمعة لا يوافقها عبد يصلي أي: يدعو، وقال في الحديث: منتظراً للصلاة وبمعنى البركة، وقد قيل ذلك في صلاة الملائكة، ويحتمل في قوله: صلِّ على آل أبي أوفى، وبمعنى الرحمة، كقوله: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وكذلك ما جاء من صلاة الله تعالى على خلقه معنى ذلك: رحمته لهم.
وقوله: في التشهد: الصلوات لله. قيل: معناه الرحمة له ومنه، أي: هو المتفضل بها وأهلها. وقيل: المراد المعهودة أي: المعبود بها الله.
وقوله: وجُعِلْت قُرَّة عَيْنِي في الصَّلاةِ، أكثر الأقوال فيها وهو الأظهر أنها الصلاة الشرعية المعهودة، لما فيها من المناجاة، وكشف المعارف، وشرح الصدور، وقيل: بل هي صلاة الله عليه وملائكته مما تضمنته الآية، واختلف مِمَّ اشتقت الصلاة الشرعية؟ فقيل: من الدعاء. وقيل: من الرحمة. وقيل: من الصلوين، وهما عرقان في الردف. وقيل: عظمان ينحنيان في الركوع والسجود، ومنه سمي المصلي من الخيل لأنَّه يأتي لاصقاً بصلوي السابق. قالوا: ولذلك كتب بالواو. وقيل: لأنها ثانية الإيمان كالمصلي من السابق، وقيل: بل لأن المأموم فيها متبع لإمامه كالسابق والمصلي. وقيل: من الاستقامة من قولهم: صليت العود على النار: قومته، وهي تقيم العبد على طاعة ربه. وقيل: من الإقبال عليها والتقرب منها، ومنه: صلى بالنار. وقيل: من اللزوم. وقيل: لأنها صلة بين العبد وربه.
قوله: خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، كذا لهم، وللقابسي: صلح بالضم وتشديد اللام مفتوحة وكلاهما صحيح، الأول: اسم الجنس، والثاني: جمع صالحة وكلاهما رفع خبر المبتدأ.
وقوله: في التفسير: الدسر: إصلاح السفينة، كذا للأصيلي، وعند القابسي: أضلاع السفينة.
وكذا ذكر في غير البخاري وأهل التفسير عن مجاهد. وقال غيره من أهل التفسير: الدسر. المسامير واحدها دسار، وكل شيء سمرته وأدخلته بقوة، فقد دسرته. فكان أضلاع السفينة من هذا المعنى. وقيل: الدسر: حرف السفينة، وكان إصلاح السفينة منه. وقيل: الدسر: هي السفينة بعينها، تدسر الماء أي: تدفعه بصدرها.
وقوله: عن عروة: كان لا يجمع بين السبعين لا يصلي بينهما، كذا عند رواة يحيى وابن بكير وعامة أصحاب الموطأ، وعند ابن عتاب، عن يحيى: لا يصل: بفتح الياء، وهي رواية القعنبي، وبعده من قول مالك: ولا ينبغي له أن يبني على السبعة حتى يصل بينهما، كذا هو لجماعة رواهُ يحيى، وعند ابن وضاح: يصلي من الصلاة.
قوله: قُومُوا فلأصلِّ لكم، أكثر روايتنا فيه عن شيوخنا، عن يحيى في الموطأ وغيره، وكذا ضبطه الأصيلي على الأمر بغير ياء، وكذا لابن بكير، كأنه أمر نفسه على جهة العزم على فعل ذلك، كما قال الله تعالى ﴿وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾ [العنكبوت: ١٢]. وعند ابن وضاح: فلأصلي: بفتح اللام وإثبات الياء ساكنة، وكذا للقعنبي في رواية الجوهري عنه. وفي رواية غيره: فلنصل: بكسر اللام أمر للجميع ولنفسه، وعند بعض شيوخنا: ليحيى فَلأُصَلّي: بالياء ولام كي. قالوا: وهي رواية ليحيى، وكذا لابن السكن، والقابسي عن البخاري. وفي حديث سالم بن عبد الله بن عمر مع الحجاج: إن كنت تريد السنة فأقصر الخطبة، وعجِّل الصلاة