الكتاب ونبينا محمد ﷺ بما ذكر، ودلت عليه الأخبار في ليلة الإسراء، ووحي رسالة، وواسطة بالملك كأكثر حالات نبينا، وحالات سائر الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، ووحي يلقى في القلب، وقد ذكر أنه كان حال وحي داود ﵇، وجاء في غير أثر عن نبينا محمد ﷺ وعلى آله نحوه كقوله: ألقي في روعي، والوحي إلى غير الأنبياء بمعنى الإلهام كقوله تعالى ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ [النحل: ٦٨] و ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ [الزلزلة: ٥] وبمعنى الإشارة ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ١١] وبمعنى الكتابة. وقيل في هذا مثله، وبمعنى الأمر كقوله ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ [المائدة: ١١١] قيل: أمرتهم وقيل: ألهمتهم. يقال منه: وحى وأوحى، وفي صدر كتاب مسلم عن الحارث الأعور فيما انتقد عليه تعلمت القرآن في ثلاث سنين، والوحي في سنتين.
وقوله: القرآن هين والوحي أشد، فظاهر تأويل منكريه عليه، أنه أراد به سوءًا لما علموا من غلوّه في التشييع، وادعائهم علم سر الشريعة لعلي، وتحزبهم من ذلك بما أنكره علي، وكذبهم فيه، والظاهر أنه لم يرد هذا، وإنما أراد الكتابة وأن القرآن كان يحفظ عندهم تلقينًا: فكان أهون من تعلم الكتابة والخط، وبهذا فسره الخطابي، والله تعالى أعلم.
[الواو مع الخاء]
[(و خ ذ)]
قوله: أيؤخذ الرجل عن امرأته أي: يحبس بشيء يصنع له، ذكرناه في الهمزة.
[(و خ م)]
قوله: في العرنيين فاستوخموها يعني المدينة.
وقوله: إن المدينة وخمة، هي التي لا يوافق نازلها هواها، ولا ينجع كلأها ومرعى وخيم، لا تنجع عليه الماشية، وطعام وخيم، لا يوافق أكله.
[(و خ ي)]
قوله: يتوخى مناخ رسول الله ﷺ، ويتوخى المكان، وليتوخ الذي نسي من صلاته، ويتوخى الأحاديث كله من التحري والقصد، ويقال: يتآخي أيضًا مبدلة من الواو، واذهبا فتوخَّيا أي: تحريا بالحق، واقصداه دون غيره، يقال: واخيت وتوخيت إذا قصدت الشيء وقيل: سمي الأخ أخًا لمقصد كل واحد منهما مقصد أخيه، وتحريه وموافقته.
[الواو مع الدال]
[(و د د)]
قوله: كان ودًا لعمر: بضم الواو وكسرها، كذا ضبطناه، يقال: هو وده: بالكسر، ووديده مثل: حبه وحبيبه، ويحتمل أن يكون معناه: بالضم أي: ذو وده من الوداد، كقوله: أهل ود أبيه، ولا نرى ودّه. يقال: وددت الرجل أوده ودًا وودًا وودادًا ومودة وموددة وودادة وودادة.
وقوله: وغلقها على ود: بفتح الواو أي: وتد لغة تميم.
وقوله: مَثَلُ المُسْلِمِينَ فِي تَوَادِّهِمْ أي: ود بعضهم لبعض، وأصله توادُدِهم.
[(و د ن)]
قوله: مردون اليد أي: ناقصها ذكرناه، والاختلاف فيه في حرف الهمزة، وفي حرف الثاء.
[(و د ع)]
قوله: من ودعه الناس لشره، ولينتهين أقوام عن ودعهم الجمعة يعني تركه وتركهم، وأهل العربية يقولون: إنهم أماتوا من يدع ماضيه ومصدره، واستغنى عنه بترك، وقد جاء في هذه الأحاديث الصحيحة مستعملًا، وقد قرأ
بعضهم ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ﴾ [الضحى: ٣] بالتخفيف، وطواف الوداع: بفتح الواو لأنه مفارقة البيت، وأصل الوداع الفراق والترك. ومنه قوله: في آخر الطعام: غير مودع ربنا، ولا مكفور أي: غير متروك ومفقود يريد الطعام، هذا مذهب الحربي، وذهب الخطابي إلى أن المراد الدعاء لله. وقال غيره مودع: بكسر الدال. وقال: معناه غير تارك طاعة ربي. قال: ويروى غير مودع، ومعنى هذا على هذه الرواية، كما قال غير مستغنى أي: غير متروك الطلب لله والرغبة، وقد ذكرنا من هذا في حرف الكاف والراء، وهناك تمام الكلام عليه، وإعراب ربنا.
[(و د ي)]
قوله: إما أن يدوا صاحبكم أي: يؤدوا ديته، وكذلك ودى رسول الله ﷺ أي: أعطى ديته وفي رواية القعنبي: فعقله