الحديث، وكذا رواه مالك في أكثر حديثه، ومن رواية مصعب عن مالك: كانت القصواء. وذكر مثله، وفي الحديث خطب النبي ﷺ على ناقته الجذعاء، ومثله في حديث الهجرة، وفي حديث آخر: على ناقة خرماء، وفي الحديث الآخر: مخضرمة. قال الحربي: والعضب والجذع والخرم والقصو والخضرمة كله في الأذن، فقيل في الحديث الأول: إنه اسمها وإن كانت عضباء الأذن فقد جعل اسمها. قال القاضي ﵀: إذا كانت الأحاديث جاءت بذلك، باختلاف هذه الصفات فيها، لا سيما في وقوفه عليها في موطن واحد في حجة الوداع. وفي حديث المسابقة: فدل أنها ناقة واحدة كما قيل: اسمها العضباء، وكانت معضوبة الأذن ومقصوته ومجدوعته، فوصفت مرة بعضباء، ومرة بقصواء، ومرة بجدعاء، ولا تبقى حجة لمن زعم أنها نوق للنبي ﵇، وكل منها اسم أو صفة بخلاف غيرها على ما ذهب إليه بعضهم، إذ لم يكن ﵇ في خطبته في حجة الوداع إلا على واحدة. وقال الداودي: إنما سميت بذلك لسبقها أي: أن عندها أقصى السبق وغاية الجري.
[(ع ض هـ)]
ألا أنبئكم ما العضة؟ النميمة القالة بين الناس، كذا جاء مفسرًا في الحديث، وكذا ضبطناه عن أكثر شيوخنا مثل عدة، وعند الجياني: ما العضه، مثل الوجه. وقيل: هو السحر. وقيل: الرمي بالبهتان ومراده به في هذا الحديث مفسرًا فأغنى عن غيره.
[(ع ض د)]
قوله: لا يَعْضِدْ شَجَرَها أي: لا تقطع أغصانها، وأصله من قطع العضد.
وقوله: فأخذ بعضدي، هو ما بين المرفق
إلى الكتف. يقال فيه: عضد وعضد وعضد: بضمهما. وعضد، وقولها: ملأ من شحم عضدي. قال أبو عبيد: لم ترد العضد وحده وإنما أرادت الجسد كله، لأن العضد إذا سمنت سمن سائر الجسد، والعضد أيضًا القوة. ومنه قولهم: فت في عضدي أي: كسر من قوتي وأوهنني. وقيل: عضد الرجل قومه وعشيرته، ومن ثم قيل هذا.
[(ع ض ل)]
قوله: فيعضلها العضل: بفتح العين وسكون الضاد، هو منع الرجل وليته من التزويج. قال الله تعالى ﴿فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٢] وأصله التضييق والمنع، يقال منه: عضل يعضل، ويعضل وعضل مشددًا.
وقوله: ذو عضلات جمع عضلة، وهي لحمات الساقين والساعدين.
وقوله: وبها الداء العضال: بضم العين وتخفيف الضاد. قال مالك هو هلاك الدين. قال القاضي ﵀: يقال: داء عضال شديد، وقد جاءتك معضلة، هي صعاب المسائل الضيقة المخرج.
[(ع ض ض)]
قوله: ولو أن تعض بأصل شجرة، ويعضون بالحجارة. قيل: معناه اللزوم واللصوق. يقال: عض الرجل بصاحبه إذا لزمه ولصق به، ومنه: عَضُّوا عَلَيْها بِالنَّواجِذَ أي: ألزموها كما يعض الرجل على الشيء، وقد يكون عندي على بابه في قوله: يعضون الحجارة لشدة الألم، أو لشدة العطش إذا كانوا لا يسقون، وهذا مشاهد لمن اشتد به الألم والوجع، يعض بأسنانه على ما وجده، والعض على الحجارة للعطشان لبردها يقال: من هذا كله عضض: بكسر الضاد إلا تميمًا فإنها تفتحها، وأعض: بالفتح في مستقبلها لجميعهم.
[(ع ض هـ)]
قوله: عدد هذه العضاه، وتفرق الناس في العضاه، يستظلون، وأن يعضد عضاهها، هو كل شجر ذي شوك، واحده عضة حذفت منها الهاء كشفة ثم ردت في الجمع فقالوا: عضاه وشفاه. ويقال أيضًا: عضاهة، قيل: وهو أقبحها، وعضهة أيضًا. وقيل: هو من شجر الشوك ماله أرومة تبقى على الشتاء.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: ولا يعضه بعضنا بعضًا أي: لا يسحر: بفتح الياء والضاد والعضيهة والعضة مثل: دية السحر، وتكون أيضًا النميمة