فِي غَار فنكبت اصبعه فَقَالَ هَل أَنْت إِلَّا اصبع دميت قَالَ الْكِنَانِي لَعَلَّه فِي غَزْو بِدَلِيل الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي بعض الْمشَاهد
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله لَا ببعد أَن يتَّفق لَهُ نُزُوله فِي غَار فِي بعض مَنَازِله فِي مشاهده فَلَا يكون بَينهمَا تنافرا وَيكون الْغَار هُنَا الْجَيْش نَفسه وَمِنْه الحَدِيث الآخر مَا ظَنك بامرئ جمع مَا بَين هاذين الغارين أَي الجيشين والغار الْجمع الْكثير
وَقَوله فِي الْجِهَاد اسْتقْبل سفرا بَعيدا ومغارا كَذَا لِابْنِ السكن بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وللأصيلي والقابسي والنسفي وَأبي الْهَيْثَم مغاز بالزاي وللحموي وَالْمُسْتَمْلِي وَأبي نعيم مفازا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَكَذَلِكَ عِنْد مُسلم بِغَيْر خلاف وَعِنْده للسجزي مفاوز وَهُوَ مِمَّا يصحح مَا قُلْنَاهُ وَلَا وَجه للقولين الْأَوَّلين
وَفِي تَفْسِير النميمة فَقَالَ الغالة بَين النَّاس كَذَا بالغين فِي بعض النسح ولكافة شُيُوخنَا القالة بِالْقَافِ أَي القَوْل وَهُوَ أشبه بالنميمة فِي تَفْسِيرهَا وَقد تكن الغالة من الغائلة وَهُوَ اعْتِقَاد السوء والضر وَمِنْه قيل الغيلة والغائلة فِي البيع وسنذكره بعد
الْغَيْن مَعَ الْيَاء
(غ ي ب) قَوْله وتستحد المغيبة وَالدُّخُول على المغيبة بِضَم الْمِيم وَهِي الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوجهَا يُقَال أغابت الْمَرْأَة إِذا غَابَ زَوجهَا فَهِيَ مغيبة وضده المشهد بِغَيْر هَاء للَّتِي حضر زَوجهَا وَقيل ذَلِك فِي مغيب وَليهَا عَنْهَا أَيْضا وَقَوله وَكَانَ مغيبا فِي بعض حاجاته كَذَا جَاءَ فِي الْمُوَطَّأ وَالْمَعْرُوف غَائِبا ومتغيبا كَمَا جَاءَ فِي غَيره وَهُوَ الصَّوَاب وَقَوله وَأَن نفرنا غيب جمع غَائِب كَذَا ضَبطه الْأصيلِيّ بِضَم الْغَيْن وَضَبطه غَيره غيب بفتحهما وغيبوبة الشَّفق وغيوبه ومغيبه وغيبته سَوَاء ذَهَابه وَمثله غَابَ الرجل غيبَة ومغيبا وغيبوبة وَقَوله نهى عَن الْغَيْبَة بِالْكَسْرِ وَقد اغْتَبْته والاغتياب فسره فِي الحَدِيث ذكر أَخِيك بِمَا فِيهِ يُرِيد فِيمَا يكره ذكره وَذكر الغابة وَهِي مَوضِع وَأَصله إِلَّا جمة والملتف من الشّجر وَمِنْه قَوْله كليث غابات
(غ ي ث) الْغَيْث الْمَطَر وَقد يُسمى الْكلأ غيثا كَمَا سمي سَمَاء وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِيمَا قيل كَمثل غيث أعجب الْكفَّار نَبَاته وغيثت الأَرْض فَهِيَ مغيثة وَقد تقدم من هَذَا
(غ ي ر) قَوْله إِنِّي امْرَأَة غيور وَأَن سَعْدا لغيور وَأَنا أغير مِنْهُ وَالله أغير مني وَلَا شَيْء أغير من الله وَذكرت غيرتك وَعَلَيْك أغار وَأَن الْمُؤمن يغار وَالله يغار وغيرة الله أَن يَأْتِي الْمُؤمن مَا حرم عَلَيْهِ وَالله أَشد غيرا وَغَارَتْ امكم وَمَا غرت على امْرَأَة كُله بِمَعْنى وَاحِد فِي الْمَخْلُوق وَهُوَ تغير الْقلب وهيجان الحفيظة بِسَبَب الْمُشَاركَة فِي الِاخْتِصَاص من أحد الزَّوْجَيْنِ بِالْآخرِ أَو بحريمه وذبه عَنْهُم وَمنعه مِنْهُم يُقَال غَار الرجل فَهُوَ غيور من قوم غير وَغير مثل كتب وغائر أَيْضا وَرجل غير أَن من قوم غياري وغار هُوَ يغار غيرَة بِالْفَتْح وغارا وغيرا وَامْرَأَة غيراء وَجَاء فِي حَدِيث أم سَلمَة وَأَنا غيور للْأُنْثَى وَكَثِيرًا مَا جَاءَ فعول للْأُنْثَى بِغَيْر هَاء كعروب وضحوك وشموع وَعقبَة كؤد وَأَرْض صعُود وحدور وَكَذَا الْبَاب كُله مَتى كَانَ فعول بِمَعْنى فَاعل إِلَّا قَوْلهم وَأما فِي حق الله تَعَالَى فَهُوَ مَنعه ذَلِك وتحريمه وَيدل عَلَيْهِ قَوْله من غيرته حرم الْفَوَاحِش وَقَوله وغيرته أَن يَأْتِي الْمُؤمن مَا حرم عَلَيْهِ وَقد يكون فِي حَقه تَغْيِيره فَاعل ذَلِك بعقاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقَوله أشرق ثبير كَيْمَا نغير أَي ندفع للنحر بِسُرْعَة والإغارة السرعة وَمِنْه أغارت الْخَيل وغور المَاء
(غ ي ط) قَوْله أَنا فِي غَائِط مضبة الْغَائِط المطمئن من الأَرْض يُرِيد ذَا ضباب وسمى الْحَدث بِهِ لِأَن من أَرَادَ الْحَدث ذهب إِلَيْهِ يسْتَتر فِيهِ
(غ ي ظ) قَوْله أَغيظ الْأَسْمَاء عِنْد الله هَذَا من مجَاز الْكَلَام ومعدول عَن ظَاهره والغيظ صفة تغير فِي الْمَخْلُوق عِنْد احتداد مزاجه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute